كشف حارس المرمى الكوستاريكي المخضرم كيلور نافاس عن تلقيه اتصالاً من نادي برشلونة الإسباني، فور علمه بإصابة الحارس الألماني مارك-أندريه تير شتيجن التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة.
مسيرة حافلة بالألقاب في "سانتياغو برنابيو"
انضم نافاس إلى صفوف ريال مدريد صيف 2014 قادماً من ليفانتي، ليخوض مع الفريق الملكي خمس سنواتٍ استثنائية. سجل خلالها رقماً قياسياً كحارسٍ حافظ على نظافة شباكه في 173 مباراةٍ بدوري أبطال أوروبا، مُساهماً في التتويج بثلاثة ألقابٍ متتالية للمسابقة القارية (2016، 2017، 2018)، فضلًا عن فوزين بالدوري الإسباني وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية. وقد ساعدت خبرته الكبيرة في إدارة مناطق الجزاء ونزع الكرات الثابتة على ترسيخ مكانته كواحدٍ من أفضل حراس جيله.
انتقال مباغت وثقة متجددة في الأرجنتين
بعد انتهاء عقده مع ريال مدريد صيف 2019، انتقل نافاس إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، قبل أن يوقع مع نيويلز أولد بويز الأرجنتيني في يناير 2024، سعياً للحفاظ على حساسية رد الفعل واللعب بانتظام. وفي "روزاريو"، سرعان ما أصبح جزءاً من التشكيلة الأساسية، مستفيداً من تجربته الأوروبية الطويلة في رفع مستوى الحراسة وقيادة الدفاع بصوته المعتمد عليه.
تفاصيل الاتصال وعرض برشلونة
وأوضح نافاس أن خطوة برشلونة أتت مباشرةً بعد تأكد غياب تير شتيجن للإصابة التي تعرض لها في مارس الماضي والتي بحاجة لعلاجٍ دام فترة تتجاوز الثلاثة أشهر. وقال الحارس البالغ من العمر 38 عامًا: "تواصل معي مسؤولو برشلونة عبر وكيل أعمالي فورًا، وبحسب ما فهمت، كانوا يرغبون في النظر في إمكانية انضمامي لتغطية غياب تير شتيجن. بالنسبة لي، كان ذلك شرفاً كبيراً، لأنك تتحدث عن نادٍ كان خصمي الرئيسي لسنوات طويلة". وأضاف نافاس: "كرة القدم مهنة مثل أي مهنة أخرى، والمهم هو أن تُمارسها بأعلى درجات الاحتراف. وقد كان خيار برشلونة بالنسبة إليّ رسالة تقديرٍ كبيرة لرصيدي من الخبرة والاطلاع على منافسات كبار أوروبا".
دلالات الخيار الكتالوني

تبيّن هذه الخطوة مدى حرص إدارة برشلونة على ضمان أمان الحراسة خلال فترة إصابة تير شتيجن، وعدم الاكتفاء بخيارات الشباب أو الحراس الحاليين في الفريق الرديف. واختيار اسمٍ بحجم نافاس يشير إلى رغبة في الحفاظ على توازن الخط الخلفي، خصوصًا مع ضغط المباريات المحلية والأوروبية التي تنتظر النادي. ويملك الحارس الكوستاريكي سجلًا مميزًا في البطولات القارية، إلى جانب براعته في التصديات النقطة وتسديدات الجزاء.
لماذا لم ينضمّ نافاس لبرشلونة؟
على الرغم من التواصل الرسمي، انتهى الأمر بانضمام نافاس إلى نيويلز أولد بويز، حيث وجد فرصة للعب باستمرار وحمل شارة القيادة، بدل انتظار دورٍ ثانٍ في برشلونة قد يدوم بضعة أسابيع فقط. وأكد نافاس أنه يفضل "الاستمرار في مشواره كلاعبٍ أساسي وحامل للخبرة" على "التواجد على مقاعد البدلاء حتى عودة الحارس الأساسي".
انعكاسات على سوق الحراس في إسبانيا
ظهر اسم نافاس بقوة في إطار البحث عن حلولٍ فورية للاعب شتيجن، إلا أن منع سقف الأجور في برشلونة وصعوبة تعديل لائحة رواتب كبار السن حال دون إتمام الصفقة. وترجح التقارير أن الإدارة الكتالونية ركزت بعدها على خياراتٍ محلية، أو على الاعتماد على حراسٍ من الرديف مع تدعيم الثقة بالمخضرم ند كولنيمان الذي سبق وأن تألق أحيانًا عقب الإصابات الطويلة.
رسالة الاحترافية والتحدي المستمر

مثلما اعتاد أن يكون عند الانتصارات الكبيرة، ظهر نافاس مهنيًا في تصريحاته عن الاتصال ببرشلونة، حين قال: "لو قُدمت لي أي فرصة، كنت سأدرسها بجدية، لكن كرة القدم ليست شعاراتٍ فقط، بل فرصة للتنافس اليومي. أنا سعيدٌ بذهابي إلى الأرجنتين، وأبذل قصارى جهدي لخدمة نيويلز أولد بويز". يؤكد هذا الموقف حرص نافاس على مواصلة تقديم أفضل ما لديه في الملاعب، بعيدًا عن أي أحكامٍ أو ولاءاتٍ متقلبة. ويُعتبر الحارس الكوستاريكي نموذجًا للاعب يبقى مطلوبًا من الأندية الكبرى حتى في الثامنة والثلاثين، بفضل موهبته الفطرية وروح القتال التي طالما ميزته على مدار مسيرته الطويلة.
خاتمة
لم تكن مبادرة برشلونة الأولى بالتواصل مع نافاس لتعويض شتيجن مجرد شائعة، بل اعترافٌ صريحٌ بقيمة الخبرة التي يملكها حارسٌ رفع اسم ريال مدريد عالياً في مختلف الميادين. ورغم عدم إتمام الصفقة، تبقى هذه القصة شهادةً على أن الاحترافية بلا عمر محدد، وأن الأندية الكبرى لا تتوانى عن البحث عن الأفضل مهما كانت الهويات متعارضة في الماضي.