استعاد ريال مدريد إحدى أسلحته الهجومية الأبرز بإعلان الإيطالي كارلو أنشيلوتي قائمة المرشحين للمشاركة في نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة مساء السبت على ملعب «لا كارتوخا» في إشبيلية. وجاءت المفاجأة بعودة الفرنسي كيليان مبابي إلى التشكيلة بعد تعافيه من إصابة عضليةٍ أبعدته في الأسابيع الماضية، إلى جانب تعافي الظهير الأيسر فيرلان ميندي الذي بات جاهزًا بعد تعافيه من مشاكل في الركبة. في المقابل، تأكد غياب زميلهما إدواردو كامافينجا حتى نهاية الموسم عقب تأكيد الإعلام الرسمي للنادي تعرضه لتمزق كلي في العضلة الضامة.
سعي لتجنب موسمٍ خالٍ من الألقاب
يتطلع ريال مدريد لأن يضيف لقب كأس الملك إلى سجلّه هذا الموسم بعد خروجه المبكر من دوري أبطال أوروبا وخسارته سباق الليجا لصالح برشلونة، علمًا بأن «البرسا» يسعى لتحقيق الثلاثية مع مدربه الألماني الجديد هانزي فليك. ومن شأن حصد الكأس أن يخفف من وقع إخفاقات الموسم ويمنح الفريق دفعة معنوية قبل انطلاق الاستعدادات للموسم المقبل.
قائمة اللاعبين وضعتها الحوكمة الفنية
ضمت القائمة الرسمية 21 لاعبًا موزعين على ثلاث قوائم:
- حراس المرمى: تيبو كورتوا، أوندرياس لونين، فران جارسيا.
- خط الدفاع: ديفيد ألابا، لوكاس فاسكيز، أنطونيو روديغر، مارسيلو أسينسيو (يؤدي أحيانًا دور الظهير الأيسر)، ناتشو فاييخو، فران جارسيا (كبديل للحرس)، فيرلان ميندي.
- خط الوسط: جود بيلينجهام، فيدي فالفيردي، لوكا مودريتش، أوريلين تشواميني، داني سيبايوس، آردا جولر.
- خط الهجوم: فينيسيوس جونيور، كيليان مبابي، ماركو أسينسيو (يشارك أحيانًا كرأس حربة حر)، رودريغو غوس، إبراهيما دياو، إندريك فيكتور.
ووفقًا لموقع ريال مدريد الرسمي، تمّ استبعاد كامافينجا بقرارٍ طبي إجماعي، في حين أُبقي على أسماءٍ ذات صلةٍ وثيقةٍ بخيار الفوز كأساسيين وبدلاء لتعويض أي طارئ خلال المباراة.
أهمية عودة مبابي وميندي
يشكل حضور مبابي إضافةً هجوميةً قويةً لريال مدريد؛ فصانع الألعاب الفرنسي سجّل هذا الموسم 21 هدفًا في مختلف المسابقات، إضافةً إلى 10 تمريرات حاسمة، قبل إصابته في السمانة الثالثة من إبريل. ومع عودته للتدرب بالكامل هذا الأسبوع، من المتوقع أن يمنحه أنشيلوتي فرصة لعب 60–70 دقيقة، تكفي لتفجير قدراته على اختراق دفاعات برشلونة.
أما فيرلان ميندي، فتعود أهميته إلى دوره الدفاعي في تأمين الجبهة اليُسرى عند ضغط برشلونة المعروف بفعاليته على الأطراف. شهد ميندي هذا الموسم مشاركاتٍ محدودة بسبب إصابته، لكن تأكيد جاهزيته يشير إلى استعادة توازنٍ دفاعيٍّ مهمٍ أمام خصمٍ يفضل الكرات العرضية وانطلاقات الأجنحة.
غياب كامافينجا وتأثيره التكتيكي
شكل كامافينجا خيارًا أساسيًا في خط الوسط دفاعيًا وهجوميًا، وقدّم مستوياتٍ طالبت جماهير الريال بتمديد عقده إلى ما بعد 2026. لكن الإصابة القوية في العضلة الضامة ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم، ما يفرض على أنشيلوتي الاعتماد بشكلٍ أكبر على الثلاثي فالفيردي، تشواميني، ومودريتش لتنظيم الإيقاع ونقل الكرة من الدفاع للهجوم.
المواجهة التكتيكية بين أنشيلوتي وفليك
يراهن أنشيلوتي على خطة 4–3–3 مع مرونة للتحول إلى 4–2–3–1 عند الحاجة لتعزيز عمق الوسط. ويُتوقع أن يبدأ بـ بيلينجهام ومودريتش في بناء اللعب، مع فالفيردي كشكلٍ وسط دفاعيٍّ وسيطٍ متحركٍ يجيد قطع الكرات والضغط العالي. وعلى الأطراف، سيحاول فينيسيوس ومبابي استغلال المساحات خلف ظهيرَي برشلونة، في حين ستكون مهمة رودريغو وأسينسيو خلق التوازن وتحقيق الارتداد السريع.
وفي الجانب المقابل، يتجه فليك إلى 4–2–3–1، مع بيدري وفرينكي دي يونج كحارسي وسطٍ أمام الدفاع، وجافي وكوكي دعمًا هجوميًا للخلف، وإريك جارسيا في قلب الدفاع لإيقاف الأجنحة السريعة. وستختلف معركة الوسط بناءً على قدرة تشكيلة الريال على تنفيذ الضغط المرتفع وقطع التمريرات النهائية.
ختام: نهاية الموسم المنعطف الكبير
تشكل نتيجة نهائي كأس الملك محطةَ اختتامٍ حاسمةٍ لأحد أغلى المواسم محليًا ورياضيًا لريال مدريد، إذ إن الفوز باللقب سيخفف من أثر إخفاقاته الأوروبية ويؤكد قدرته على المنافسة الشاملة. وبعودة أبرز نجومه أمثال مبابي وميندي إلى التشكيلة، يُقدم أنشيلوتي تحضيرًا متوازناً يجمع بين الجرأة الهجومية والاستقرار الدفاعي، آملاً في قلب «الكلاسيكو» إلى احتفالٍ آخر في خزائن النادي.
