في تطورٍ مفاجئٍ تهدّد به إدارة ريال مدريد، قد يمتنع الفريق الأبيض عن خوض نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة احتجاجًا على قرارات طاقم التحكيم. وإذا ما تمّ انسحاب الملكي رسميًا يوم السبت في "لا كارتوخا" بإشبيلية، فإنّ اللقب لن يذهب تلقائيًا إلى برشلونة، بل سيخوض النادي الكتالوني مواجهةً جديدةً مع ريال سوسيداد، وفقًا للمادة 80.1 من لائحة الانضباط في الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
خلفية الأزمة وتهديد ريال مدريد
تأتي هذه الخطوة رداً على تقريرٍ بثّته قناة ريال مدريد الرسمية هاجمت فيه حكام نهائي الكأس، وعلى رأسهم الحكم خيسوس غونزاليس فويرتيس ورئيس لجنة الحكام خوسيه لويس غوميز كانتاليخو، إثر تصريحاتٍ علنيةٍ حمّلت الاتهامات لمجتمع التحكيم بالإخلال بالحياد. وردًا على ذلك، عمّمت إدارة النادي الملكي بيانًا تشير فيه إلى إمكانية عدم الحضور "حتى يستعيد الاتحاد الإسباني الثقة في نزاهة التحكيم".
الإطار القانوني: المادة 80.1 من لائحة الانضباط
ينص بند (80.1) من لائحة الانضباط للاتحاد الإسباني على أنه:
- إذا تخلف فريقٌ عن الحضور أو انسحب من مباراةٍ رسميةٍ في مرحلة خروج المغلوب، تُعدّ هذه المباراة خاسرةً له بنتيجة 3-0، ويُعامل كأنه خسر الدور.
- في حالة وقوع ذلك في المباراة النهائية، يُقام النهائي بين الفريق الآخر المتأهل والفريق الذي كان أقصى الفريق المنسحب في الدور السابق.
- يُحظر على الفريق المنسحب المشاركة في النسخة اللاحقة من الكأس، وتُفرض عليه غرامة مالية تتراوح بين 3,006 و12,021 يورو، إضافةً إلى تعويض الخسائر على الطرف الزائر.
المواجهة البديلة: برشلونة ضد ريال سوسيداد

طبقًا للنظام، سيواجه برشلونة في نهائي جديدٍ ريال سوسيداد الذي خسِر أمام البارسا في نصف النهائي (ذهابًا وإيابًا)، مما يمنح "البلانكوس" فرصةً لاستعادة اللقب وسط أجواءٍ أقل توترًا وتحكيمًا أكثر حياديةً. وترجّح مصادر موقع iusport أن مباراة الإعادة ستنظم خلال فترة أسبوعين، مع الحفاظ على نفس ملعب لا كارتوخا وتحت رقابةٍ أمنيةٍ وإداريةٍ من الاتحاد.
عقوبات إضافية وتبعات الانسحاب
إلى جانب الحرمان من المشاركة في نسخة 2025–2026 من كأس ملك إسبانيا، قد يُطالب الاتحاد الإسباني ريال مدريد بتعويض طاقم التحكيم والجمهور ونادي برشلونة عن نفقات السفر والإقامة وحقوق البث والتذاكر. كما يُمكن للاتحاد والبارسا والمشجعين المطالبة بتعويضاتٍ مدنيةٍ عن الأضرار التي لحقت بهم من تبعات الإلغاء المفاجئ.
سابقات وتحذيرات
قلةٌ هي الحالات التي انسحب فيها فريقٌ من نهائي الكأس، لكن أشهرها في خمسينيات القرن الماضي حينما اعتذرت أنديةٌ عن اللعب بسبب النزاعات الإدارية. ويُحذّر مراقبون من أن أي تراجع عن خوض المباراة سيرسم سابقةً خطيرةً في كرة القدم الإسبانية، حيث تُعتبر المباريات النهائية أحداثًا وطنيةً يسعى إليها ملايين المشاهدين في كافة أنحاء العالم.
ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية

انقسمت الجماهير بين مؤيدٍ لحق ريال مدريد في الاحتجاج على التحكيم، وبين من يرى أن الانسحاب "هروبٌ من المواجهة" ويشوه صورة النادي ملكيًا. أما وسائل الإعلام الإسبانية، فقد خصصت مساحاتٍ واسعة لتحليل قانونية الإجراءات، والبحث في استعداد برشلونة لخوض نهائيٍ ثانٍ، واستجابة ريال سوسيداد المفاجئة كطرفٍ لم يدخل الميدان أصلاً.
خاتمة: كرة القدم فوق كل اعتبار
بينما يترقب عشاق الساحرة المستديرة قرار ريال مدريد النهائي، يبقى السؤال حول مدى قدرة الأندية على فرض اعتراضاتها التنظيمية دون الإضرار بمصداقية المسابقة. ومع اقتراب الموعد الحاسم، يبدو أن اتحاد الكرة الإسباني مصممٌ على تطبيق اللوائح حرفيًا، أمام خيارين اثنين: تمثيل نهائيٍ متجدد أو إلغاء اللقب للموسم الحالي، وإدخال كرة القدم في دوامةٍ من الشروط القانونية التي قد تطول أمدها لسنوات قادمة.