في ظل الجدل الدائر حول طاقم التحكيم المعين لنهائي كأس ملك إسبانيا بين برشلونة وريال مدريد، أعلن رافائيل لوزان، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أن مباراة الكلاسيكو ستُقام في موعدها المقرّر سلفاً، رافضاً أي تعديلات على حكام اللقاء ومشدّدًا على مسؤولية الأندية في احترام القرارات التنظيمية.
إصرار رافائيل لوزان على الثبات
خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة، أوضح لوزان أن لجنة الحكام التابعة للاتحاد هي الجهة الوحيدة المخوّلة باختيار طاقم الإسناد الفني، قائلاً:
«لجنة الحكام هي من قامت بعملها منذ شهرين، وقد اختارت الحكام بناءً على معاييرٍ فنيةٍ واضحة، وليس لدينا نيةٌ لتغيير أيٍّ منهم. الاتحاد يعمل وفق اللوائح ولا يتأثر ببيانات الأندية»، مضيفًا: «أتوقع مباراة رائعة يوم السبت، هناك آلاف الجماهير تترقب هذا الحدث الكبير».
ورفض رئيس الاتحاد قراءة البيان الذي أصدره ريال مدريد، والذي هدد فيه بالانسحاب حال تأكيد طاقم التحكيم، معتبرًا أن «الأندية عليها أن تتحمل مسؤولياتها كاملةً»، ومؤكدًا أن اختصاص الاتحاد لا يتجاوز ضمان تنظيم المباراة في موعدها وإسنادها إلى الحكام المُختارين.
رئيس لجنة الحكام: لا تغيير في التشكيلة الفنية للمباراة
بدوره، أكّد خوسيه ماريا كانتاليخو، رئيس لجنة الحكام، خلال المؤتمر نفسه، أن التحضيرات الخاصة بـ«الكلاسيكو» انطلقت قبل نحو شهرين، وأن جميع الدراسات الفنية لخيار الحكام قد تمت وفقًا للإحصاءات التحكيمية ومستوى الاتساق في القرارات. وقال كانتاليخو:
«لقد عملنا على هذا اللقاء منذ فترةٍ طويلة. الحكام الذين رأيتموهم في إعلاننا الرسمي هم من سيديرون المباراة، ولن يكون هناك أي تعديل في اللحظات الأخيرة».
ونوّه رئيس لجنة الحكام إلى أن الفريق التحكيمي خضع لاختبارات لياقية ونفسية وفنية مكثفة، ليكون جاهزًا للتعامل مع أية لحظةٍ قد تُحدد مسار النهائي الكتالوني-المدريدي الأكبر في الموسم المحلي.
خلافات الجانبين وتصاعد الاحتقان الإعلامي

يأتي تمسّك الاتحاد الإسباني بموعد المباراة وطواقم التحكيم بعد أيامٍ من تصريحاتٍ علنيةٍ لكارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، التي اعتبرها البعض انتقاداتٍ مُبطَّنةً للجنة الحكام. وقد أثار ذلك غضبًا لدى أنصار برشلونة الذين اعتبروا تصريحاته تجاوزًا للحدود.
وردًا على هذا التوتّر، قرّر النادي الملكي مقاطعة المؤتمر الصحفي قبل النهائي الذي كان من المقرّر أن يجمع أنشيلوتي مع رئيس برشلونة خوان لابورتا في استراحة الضيوف، بالإضافة إلى قرار عدم حضور «الغداء الرسمي» الذي يُنظّمه اتحاد الكرة قبل اللقاء. وفي تصريحاتٍ مقتضبةٍ لوسائل الإعلام، أكّد مسؤولون في ريال مدريد «احترامهم التام للاتحاد، لكنهم يرفضون ما وصفوه بمحاولة إلصاق الانتقادات بالمدرب الإيطالي وبلاعبي الفريق».
أهمية المباراة وجدواها التنظيمية
ستُقام المباراة يوم السبت على ملعب «لا كارتوخا» في إشبيلية، بحضور جماهيري محدودٍ بقرارٍ أمنيٍ سابقٍ، في إطار الجولة النهائية من منافسات كأس الملك. وتُعتبر هذه النسخة من الكأس الأهم لها منذ أكثر من خمس سنوات، إذ يشهد اللقاء القمة بين أكثر ناديين تتويجًا بالكأس، ويمثل فرصةً أمام ريال مدريد لتعويض خروجه المبكر من دوري أبطال أوروبا، بينما يسعى برشلونة لاستعادة هيبته المحلية بعد تراجع نتائجه في الليجا.
ويُمثّل انتظام الإطار التنظيمي للمباراة دون تأرجحٍ في قرارات التحكيم أهميةً قصوىً لحفظ مصداقية المنافسة، لا سيما في نهائي يجمع خصمين على قدرٍ كبيرٍ من العاطفة الجماهيرية والإعلامية. وإلى جانب الأهمية الفنية، يأتي الالتزام بالموعد المحدّد والطاقم التحكيمي المُختار بمثابة رسالةٍ للقطاعات الرياضية بأن سلطة الاتحاد فوق أي اختبارات ظرفية.
اختتامًا: دعوة للتركيز على الملعب

في ختام تصريحه، دعا رافائيل لوزان جميع الأطراف إلى توجيه الاهتمام إلى المسيرة التنظيمية للمباراة وأدائها داخل الملعب، بعيدًا عن الضغوط الإعلامية والمطالب الخارجية. وقال:
«دعونا نركّز على كرة القدم، على الأداء، وعلى الاحتفال بواحدةٍ من أقدم وأهم نهائيات الكأس. الحكام جاهزون، واللاعبون على الموعد، والقصّة ستكتمل بنظافة الأداء وروح المنافسة الشريفة».
بهذه الكلمات، حاول رئيس الاتحاد الإسباني وأمينه التحكيمي طمأنة الجماهير واللاعبين بأن «الكلاسيكو» سيُقام بأعلى معايير العدالة الفنية وفي التوقيت المعلن؛ ليبقى الفصل الأخير من كأس الملك حكايةً تُروى على أرض الملعب، لا خارجها.