في مؤتمر صحفي أمس الجمعة، عبّر المدير الفني الألماني لفريق برشلونة، هانز فليك، عن وقوفه إلى جانب مواطنه الإيطالي كارلو أنشيلوتي في ظل الضغوط الكبيرة التي يواجهها المدير الفني لريال مدريد. تأتي تصريحات فليك قبل مواجهة “الكلاسيكو” المنتظرة في نهائي كأس ملك إسبانيا، والتي ستجمع بين برشلونة ومالك الشاشة الملكي مساء السبت على ملعب “لا كارتوخا” في إشبيلية.
أنشيلوتي بأقصى درجات الضغط
بات مستقبل أنشيلوتي مع ريال مدريد موضع شك متزايد، رغم ارتباطه بعقدٍ يمتد حتى يونيو 2026. ويعزو المراقبون ذلك إلى سوء نتائج الفريق في الدوري الإسباني هذا الموسم، ووداعٍ مُبكرٍ لدوري أبطال أوروبا على يد مانشستر سيتي، إضافةً إلى الانتقادات الإعلامية والشعبية التي طالته بشكلٍ غير مسبوق. وأمام هذه الأجواء التي تُنبّئ بإقالة محتملة، خرج فليك ليؤكد أن الأوضاع لا تختلف كثيرًا بالنسبة إلى مدربي الفرق الكبرى، وقال:
“لا أظن أن كارلو أنشيلوتي يقف على حافة الخطر. أنا أعيش حالةً مشابهةً من الضغوط، فكلنا نريد الفوز في نهائي الكأس. وظيفتنا هي تحضير لاعبي الفريق بأفضل صورة لخوض هذه المباراة”.
وأكّد مدرب البارسا أنه يقدّر حجم التحديات في العاصمة الإسبانية، مشددًا على أن الربط بين تذبذب النتائج والأخطاء الفردية في المباريات الكبرى لا يحقق العدل لأي مدرب، مهما بلغ رصيده من الألقاب.
الكؤوس تُعيد الثقة… والكلاسيكو محطة أساسية
يسعى فليك لتحقيق لقبٍ يُضاف إلى إنجازاته مع برشلونة، وتعتبره فرصةً للرد على الانتقادات وتحقيق دفعةٍ معنويةٍ كبيرةٍ للاعبين والجماهير. وأوضح في هذا السياق:
“نريد التتويج باللقب من أجل جمهورنا. اليوم لدينا 27 ألف مشجعٍ في المدرجات، وأنا واثقٌ أنهم سيساندوننا في كل لحظة”.
وأضاف أن مواجهة ريال مدريد في نهائي الكأس توفر “فرصةً عظيمةً للفريق ككل للاستمرار في النمو والتطور”، معتبرًا أن الفوز بلقبٍ كهذا يُعزّز الثقة قبل معارك الليجا ودوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
إشادة بلاعبي برشلونة الصغار

لم يقتصر حديث فليك على وضعية أنشيلوتي أو حجم المسؤوليات، بل امتدُّ إلى تقدير قدرات المواهب الشابة في برشلونة، وفي مقدمتهم الظهير الشاب لامين يامال. وعن اللاعب الذي أثار الإعجاب بمهاراته رغم صغر سنه (16 عامًا)، قال فليك:
“لامين لاعبٌ لا يُصدَّق بالنظر إلى سنه. أظن أنه جاهز بشكلٍ رائعٍ لنهائي الغد، وستندهشون من الإمكانيات التي يقدّمها. يحمل معه مفاجأةً حقيقيةً لكم جميعًا”.
وشدّد على أهمية إشراك العناصر الصغيرة تدريجيًا في المباريات الكبيرة لمنح الفريق “تنوعًا تكتيكيًا وقدرةً على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة”.
موازين القوى في الكلاسيكو القتالي

مع اقتراب صافرة البداية، يحاول كلا المدربين إدارة أجواء التوتر والتركيز على الخطة التكتيكية. وسيكثّف أنشيلوتي من استعداداته الدفاعية والهجومية، في حين يُدرك فليك أهمية اللعب على الأجنحة والضغط العالي. وأشار فليك إلى أن “الكلاسيكو يبقى مباراةً خاصةً لا يُمكن التنبؤ بنتيجتها بناءً على الإحصائيات فقط؛ لأنها تحكمها اللحظات وحجم الشخصية القادرة على احتلال المساحة النفسية في المباراة”.
خلاصة: خبرة ضد طموحٍ جديد
يجمع نهائي كأس ملك إسبانيا مقابلةً بين خبرة أنشيلوتي ومهارة لاعبيه الكبار على تحويل الضغط إلى دفعةٍ إيجابية، وبين حماس فليك وقدرة تشكيلة برشلونة الصاعدة على قلب الموازين. ورغم الأجواء المثقلة بالجدال حول مصير المدرب الملكي، يبقى “الكلاسيكو” فرصةً لتجسيد الإبداع التكتيكي وإثبات أن كرة القدم ليست لعبة إحلالٍ للمُلامة، بل هي ساحةٌ لموازين القوى الفنية والبدنية والنفسية.
المباراة التي يتطلع إليها الملايين حول العالم ليست مجرد نهائيٍ لكأسٍ محليةٍ، بل ملحمةٌ قوامها الإصرار على الفوز وإدارة الضغوط في أرفع مستويات التحدي الرياضي.