ثلاثية القادسية تحكم مصير العروبة
في استاد مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية، انتهى اللقاء بفوزٍ ثمينٍ لـ “الصقور” على حساب “العقيد” بنتيجة 3-1، سجّلها جوليان كينونيس (65’) ثم بيير إيميريك أوباميانغ هدفين في الدقائق (77’ و88’). هدف السومة جاء متأخراً في الدقيقة (90+4’) بعد مناورةٍ رائعةٍ من وسط الملعب، ولكن تلك اللقطة الشرفية لم تعدم وجع هبوط محتمل لأحد أبرز صناع الفارق في البلاد.
صراع البقاء يشتد.. الهلال ليس وحده المتضرر
بهذه النتيجة، ارتفع رصيد القادسية إلى 68 نقطة في المركز الثالث، مع تبقّي مباراة للهلال في رصيده، ليظل “الزعيم” في دائرة الضغط للحفاظ على الوصافة. أما العروبة فسقط إلى المركز السادس عشر برصيد 30 نقطة، ليقترب أكثر من الهبوط لدوري يلو، وهو مصيرٌ قد يُحسم قبل الجولة الأخيرة إذا صدر حكم خصم ثلاث نقاطٍ لصالح النصر في قضيته المرفوعة ضد الفريق القصيمي.
سومة في مواجهة إنذار فردي وجماعي

عمر السومة بدا غائباً تقريباً في شوط المباراة الأول أمام حصار دفاعي محكم من القادسية، فلم تصل له الكرة إلا نادراً. لم ينجح من بين خمس تسديدات إلا في اثنتين على المرمى، وخسر هجمة محققة في (53’) بعدما اخترق وُحيداً مواجهةً مع الحارس كوين كاستيلس، فتقدم مهند أبو طه بدلاً منه للتسديد في جسد المرمى قبل أن يسدد المهاجم السوري تمريرة عرضية بدت متعمدة للهجوم على اختيارات زميله.
أما تسديدته الصاروخية من منتصف الملعب في الدقيقة (23’) فعثرت في العارضة، وفرصته في (39’) مرت بمحاذاة القائم الأيسر بالرغم من مواجهة صافية للمرمى، مما يدل على تأزم التركيز الفردي تحت الضغط. وعلى الرغم من ذلك، استعاد العقيد بعضاً من بريقه بهدف الشرف المتأخر، الذي رفع به رصيده إلى 155 هدفاً تاريخياً في المحترفين، متقدماً بخمس أهداف عن أقرب منافسيه عبدالرزاق حمدالله صاحب الـ150 هدفاً.
أنانية زميلٍ تضعف حربة التاريخ

التصرف الفردي لمهند أبو طه في اللمسة الحاسمة، ورفضه تمري النجم المخضرم أمام الشباك الخالية، أثار هتافات الاستهجان من المدرجات، وردّ السومة بابتسامةٍ مريرةٍ تكشف عن استياءٍ دفينٍ من ضحالة التواصل داخل الفريق. تلك اللقطات لم تكن استثناءً، بل انعكاسٌ لحالةٍ عامةٍ في العروبة يعكسها هبوطه المتكرر في ترتيب المواسم، حيث فشل في دهس رقعة المنافسة على مدار الجزء الأكبر من الموسم.
أرقامٌ قاسية في مواجهة بقاءٍ هشّ
بحسب إحصائيات المباراة، فقد السومة 12 كرة، وخاض ثماني مواجهات ثنائية خسرها من أصل 12، بينما لم يتمكن من إنهاء إلا مراوغة واحدة من أربع محاولات. الأمر الذي يضع مدرب العروبة أمام معضلةٍ تكتيكيةٍ: إما البحث عن بديلٍ هجوميٍ قادرٍ على الانسجام مع زملاءه وإنتاج الأهداف الجماعية، أو الإبقاء على العقيد في أملٍ بتدوير الأدوار لتلافي فشله تحت ضغط المنافسة المباشرة.
نهاية حقبةٍ أو بداية سقوطٍ تاريخي؟
إذا ما صدر حكمٌ بخصم ثلاث نقاطٍ من رصيد العروبة، فهذا يختصر جدول الترتيب في هبوطٍ رسميٍّ قبل الجولة الختامية، ليعيش السومة مرارة الهبوط مع فريقٍ جديدٍ للمرة الثانية في مسيرته السعودية، بعد تجربةٍ مريرةٍ مع الأهلي في موسم 2021-2022. وفي ظل الموسم المتبقي له ومباراةٍ وحيدةٍ قبل النهاية، يواجه “العقيد” خيارين: إما محاولة تسجيل هدفٍ بطوليٍ يضيء ذكرى النهاية، أو مواجهة حقيقةٍ قاسيةٍ بأن الإرث الكبير لا يحمِل وحده فريقاً منهاراً.
بينما يترقب الرأي العام الحكم في قضية النقاط، يترقب حُكّام الملعب الجولة الأخيرة أمام التعاون على أمل أن يشاهدوا سومة العائد من إصاباتٍ متكررةٍ يظهر بشكلٍ مختلفٍ، سواء كقائدٍ يلهم زملاءه أو كمهاجمٍ دوليٍ يبحث عن وداعٍ مشرفٍ في سماء الكرة السعودية. ومهما كانت النتيجة، فإن ليلة السودة أمام القادسية قد تكون الفصل الأخير في روايةٍ استثنائيةٍ لعمر السومة في السعودية.