تأتي الاستعدادات الصيفية لنادي الهلال السعودي هذا العام بمهمة جديدة تتمثل في البحث عن بديل هجوم قوي لصالح الدولي المصري محمد صلاح، الذي جدد عقده مع ليفربول الإنجليزي مؤخرًا. وحسب ما أوردته شبكة “توك سبورت” الرياضية، تركز إدارة “الزعيم” برئاسة فهد بن نافل على ملفين بارزين لتعزيز القدرات التهديفية، الأول يتمثل في المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين، والثاني في جناح ريال مدريد البرازيلي رودريجو غوس.
فيكتور أوسيمين: “القناص” المُعار الخارق
يُعد أوسيمين أبرز أهداف الهلال هذه الفترة، بعد أن سجل موسماً استثنائياً مع جالطة سراي التركي على سبيل الإعارة من نابولي الإيطالي. فقد سجل 30 هدفًا خلال 35 مباراة في مختلف المسابقات، مما عزز سمعته كواحد من أخطر المهاجمين في أوروبا حاليًا. ويؤكد المصدر، أن إدارة النادي لا تمانع في دفع راتب أسبوعي يصل إلى مليون دولار (بنحو 3.75 مليون ريال سعودي)، في حال نجحت مفاوضاتها مع وكيل اللاعب وحسمت الصفقة لصالح الفريق الأزرق.
الجزء المالي في صفقة أوسيمين
تنطوي المفاوضات على عدة بنود مالية رئيسية، حيث يتوجب على الهلال تلبية طلبات المهاجم عبر تقديم عقد يتضمن مكافآت تأدية فردية وجماعية ضمن الأهداف المسطرة. ويذكر أن أوسيمين كان قريبًا للغاية من الانضمام إلى الأهلي السعودي الموسم الماضي، قبل أن تفضّل إدارة نابولي إبقاءه بالمجان على سبيل الإعارة لجالطة سراي، ومن ثم إعادة تقييم مستقبله هذا الصيف بناءً على أدائه المبهر.
رودريجو غوس: طموح يتجاوز الإمكانات الحالية
إلى جانب أوسيمين، وضعت إدارة الهلال اسم رودريجو لاعب ريال مدريد على رأس قائمة الأسماء الطموحة، رغم صعوبة التفاوض مع نادي العاصمة الإسبانية. ويتمتع صاحب الـ24 عامًا بسجل دفاعي وهجومي مميز، فقد أحرز 68 هدفًا وصنع 50 تمريرة حاسمة في أكثر من 260 مباراة منذ وصوله إلى “سانتياغو برنابيو” عام 2019. كما توج بثلاثة ألقاب في الدوري الإسباني ولقبين لدوري أبطال أوروبا ومرة واحدة بكأس الملك، ما يعكس خبرته في المباريات الكبرى وقدرته على صناعة الفارق أمام أقوى المنافسين.
التكلفة الحقيقية ومحاولات رصد الإمكانيات

لا يقتصر اهتمام الهلال على الجانب الفني فحسب، بل يمتد إلى تحليل الجوانب المالية للعقد مع رودريجو، الذي يشهد طلبًا متزايدًا من أندية أوروبية كبرى خلال نافذة الانتقالات الحالية. ومن المرتقب أن يشكل راتبه العالي وتوافر بند جزائي أو شرط جزائي في عقده عقبة أمام أي محاولة للانتقال إلى الدوري السعودي. ومع ذلك، لا يستبعد مسؤولو “الزعيم” استخدام العروض المغرية ووضع بند إعارة مع خيار شراء لتعزيز فرص التوقيع مع الجناح البرازيلي.
مصير ميتروفيتش واحتياجات خط المقدمة
مع اقتراب الهلال من حسم ملف المهاجم الجديد، يلوح في الأفق احتمال انتهاء مسيرة الصربي ألكسندر ميتروفيتش داخل أسوار “الجوهرة المشعة”. وقد انتقل الأخير إلى الهلال الصيف الماضي قادمًا من فولهام الإنجليزي مقابل نحو 50 مليون جنيه إسترليني، لكنه لم يحقق نفس وتيرة التهديف التي اعتاد عليها خارج السعودية. ولذلك، فإن ضم أوسيمين أو رودريجو سيفتح الباب أمام إعادة النظر في قائمة الأجانب وقدرة النادي على تحقيق التوازن بين الأداء والإنتاجية.
إستراتيجية اختيار البديل المثالي

تسعى الإدارة إلى اختيار مهاجم يجمع بين السرعة والقدرة على افتكاك الكرات في عمق الدفاع، إضافة إلى حسن الاستلام والتسديد من خارج المنطقة، وهو ما يتوافر في أوسيمين بدرجة عالية. أما رودريجو فيحظى بقيمة تسويقية وإعلامية ضخمة، نظرًا لكونه أحد نجوم ريال مدريد، ما سيعزز من جاذبية الهلال على الصعيد الدولي. ومن المنتظر أن تعقد لجنة كرة القدم اجتماعاً نهائياً خلال الأسابيع المقبلة لعرض العروض المادية والشرط الجزائي الخاص بكل لاعب، قبل إطلاق الصفقة رسمياً.
أثر الصفقة على مسيرة الفريق
استقدام أوسيمين أو رودريجو سيعيد تشكيل الخطة الهجومية للمدرب البرتغالي ليوناردو جارديم، الذي يحتاج إلى خيارات متنوعة بين رأس الحربة الصريح والجناح القادر على التمركز الداخلي. ومن شأن هذه الصفقات أن تدعم الهلال في مهمته للمنافسة على دوري أبطال آسيا، بالإضافة إلى حسم لقب الدوري السعودي للمحترفين الموسم المقبل.
في الختام، تبرز رغبة الهلال في ضم مهاجم من طراز رفيع كاستثمار فني واستراتيجي لمواصلة النجاحات المحلية والقارية. وبينما تبدو فرص استقدام أوسيمين أكثر واقعية وعملية، يبقى التعاقد مع رودريجو حلما كبيرا يوازي طموح “الزعيم” في مواصلة الزعامة الآسيوية وتعزيز اسمه على الخارطة العالمية. ويترقب عشاق الفريق إعلان الإدارة أولى صفقات الصيف، التي ستحدد توجه النادي للفترة القادمة.