
موسم أسود وخسائر فادحة
عرفت قائمة يونايتد موسم 2024-25 أسوأ درجات التذبذب الفني والانهيار التكتيكي، ورغم ذخيرة نجومه الكبيرة فإن النتائج جاءت عكس التوقعات: فقد احتل الفريق المركز السادس عشر في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ما اضطره للخروج من سباق التأهل القاري قبل جولة النهاية. وفي محاولة أخيرة لـ«إنقاذ الموسم»، اجتمع أبطال اليونايتد أمام غريمهم اللدود توتنهام في نهائي الدوري الأوروبي، ولكنهم سقطوا أمام صلابة دفاعات السبيرز بهدفٍ وحيدٍ أهلّهم للمجد، فيما خرج مانشستر يونايتد خالي الوفاض، محققًا أقوى خسائر مالية في تاريخ النادي بتقديرات تقارب 100 مليون جنيه إسترليني (135 مليون دولار) نتيجة الفشل في المنافسات الأوروبية، وهو ما يزيد الضغط على الإدارة لاتخاذ إجراءات استثنائية.
البيع الشامل: الجميع في سوق الانتقالات
تقرير «ذا صن» أكد أن إدارة سير جيم راتكليف، المالكة لحصة كبرى من أسهم النادي، تعمل حاليًا على تقديم لائحة كاملة بأسماء جميع لاعبي الفريق الأول إلى سوق الانتقالات، سعياً لتحقيق السيولة الضرورية لإصلاح ميزانية النادي وفتح باب الصفقات الجديدة. وتشمل القائمة نجومًا من العيار الثقيل مثل برونو فرنانديش صانع الألعاب البرتغالي، الذي لم ينعكس أداؤه على النتائج كما كان مأمولاً، إضافة لهاري ماجواير قائد الدفاع الذي اكتسب سمعةً متذبذبةً الموسم الماضي، والكاميروني أليخاندرو جارناشو الذي لم يقدّم المستوى المتوقع منذ انتقاله الكبير.
كما يتصدر المهاجمون ماركوس راشفورد وأنطوني وجادون سانشو فئة المعارين الذين بات مصيرهم معلقًا بين العودة إلى أولد ترافورد أو البيع النهائي لتخفيف الأجور الضخمة. وأشارت الصحيفة أن الإدارة ستدرس بعناية أي عرض يصل، ولن تتردد في التفريط في أي لاعب مقابل عرض مالي يحقق توازنًا في الحسابات، حتى وإن كان ذلك يعني الاستغناء عن أسماء تاريخية في كتيبة الشياطين الحمر.
اتهامات داخلية وجدل حول سياسات الإنفاق

انخفضت قيمة أسهم النادي بنحو 60% هذا الموسم، وفق تقارير سوقية، في ظل انتقادات حادة واجهتها إدارة INEOS البريطانية بقيادة السير جيم راتكليف، بعد تبنيها سياسات تقشفية أثارت استياء الشارع الرياضي الإنجليزي. فبينما يطالب البعض بإجراءات فورية ومكثفة لإعادة بناء الفريق، يرى آخرون أن فرض خفض التكاليف على فريق بحجم مانشستر يونايتد قبل إتمام خططه الفنية والتقنية هو وصفة فاشلة قد تعمق مأساة النتائج.
النقاش يشتعل في أروقة النادي: فالجماهير العريضة تطالب برحيل تين هاج ومنحه فرصة أخيرة للاعتماد على تشكيلة شبابية قادرة على التطور مستقبلاً، بينما يضغط ملاك النادي للتعاقد مع مدير فني منفذ وخبير يلجم النفقات ويدير الفريق بأسلوب ربحي في آنٍ معًا.
روبن أموريم واللاعبون البدلاء
مع استعصاء مدخلات «بيت الشياطين» الحالية، يتحتم على روبن أموريم، المدير الرياضي الجديد، تسويق لاعبين بأسعار عالية وجلب صفقات مضمونة التكلفة وأداءً. وتشير مصادر إلى أن أموريم يستعد قبل انطلاق فترة الانتقالات الصيفية لتقديم قائمة أولية تضم أسماء تحقيق إعارات جديدة أو شراء لاعبين شباب من دوري الدرجة الأولى الفرنسية والبرازيليين، حيث تعتمد خطته على بناء فريق متوازن مالياً وفنياً بعيداً عن مغامرات السوق المبالغ فيها.
ومع علمه أن قيمة اللاعب الشاب قد تنخفض في حال بقاءه ضمن كتيبة غير مستقرة النتائج، فقد يضغط أموريم على إقناع «القدامى الكبار» بتمهيد الطريق أمام مستقبلهم، إما بطفرة فنية تعيدهم لمستواهم أو بالانتقال لأندية أخرى توفر لهم طموحًا أكبر وفرصة خوض البطولات.
مآلات الموسم القادم: إعادة ضبط شامل

في ظل تبقي أشهر معدودة على انطلاق الموسم الجديد، تبدو خطة «التطهير الشامل» هي الحل الوحيد أمام إدارة أولد ترافورد لتلافي أزمة محققة قد تمتد لسنوات. وإذا نجح البيع الكامل في توفير ميزانية تصل إلى نحو 200 مليون جنيه إسترليني، فإن يونايتد قد يعيد بناء فريق من العظام الشابة المدعمة بأسماء محدودة قيمةً وكفاءةً، مع تفعيل سياسة «ربح وبيع» كل عام للحفاظ على السيولة واستمرارية التجدد.
يظل السؤال الأبرز:
هل سيتمكن مانشستر يونايتد من قلب الصفحة المظلمة وتجديد حُلة كتيبته، أم أن أولد ترافورد سيشهد أسوأ فصوله في العصر الحديث بانهيارٍ يصعب استرداد مكانته التاريخية؟ بغض النظر عن الإجابة، فإن «ثورة البيع الشامل» قد أطلقت رصاصاتها الأولى، وما تبقى هو مرور الزمن ليرينا مدى نجاعتها أو فداحتها.