
في تطور صادم قلب موازين سوق المدربين، كشفت اليوم صحيفة “الرياضية” عن وصول مبعوث رسمي من عائلة الإيطالي سيموني إنزاجي إلى العاصمة السعودية الرياض، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها للتحضير لاستلام قيادة نادي الهلال.
هذه الزيارة التي وصفتها مصادر صحفية بأنها “استطلاعية بامتياز” تفتح الباب أمام مفاوضات حاسمة قد تنهي حقبة المدرب البرتغالي المقال جورج جيسوس، وتعيد للفريق الأزرق بريقاً جديداً في الموسم المقبل.
الهجوم الأزرق على مقعد المدير الفني

تعيش أروقة الهلال حالة من الفوضى التنظيمية منذ إقالة جورج جيسوس في مطلع مايو الجاري، عقب تراجع النتائج في دوري روشن السعودي.
الإدارة الهلالية، الطامحة لإعادة اللقب الغائب عن خزائنها منذ 2021، وضعت عينها على إنزاجي، صاحب الإنجازات مع لاتسيو وإنتر ميلان، ليقود “الزعيم” في مشوار محلي وقاري مزدحم، يتصدّره خوض كأس العالم للأندية 2025 والمنافسة مجدداً على لقب الدوري.
لماذا وصل “مندوب إنزاجي” قبل المدرب نفسه؟
بحسب “الرياضية”، فإن مهمة ممثلة عائلة إنزاجي لم تقتصر على مجرد لقاء المسؤولين الهلاليين، بل شملت:
- جولة ميدانية: للتعرّف إلى أحياء الرياض الأكثر أماناً واستقراراً، تمهيداً لاختيار مقر إقامة أنيق يليق بمكانة المدرب الإيطالي وعائلته.
- زيارة مدارس مرموقة: للاطمئنان على جودة التعليم الدولي ومدى توفر برامج تعليمية لأطفاله، وهو أمر يشكل أحد أبرز شروط جل نجوم العالم قبل القفز إلى سوق التدريب السعودي.
- استطلاع الخدمات: الترفيهية والصحية، لا سيما المراكز الطبية والنوادي الاجتماعية، لضمان الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن خلال فترة الإقامة.
هذه الخطوة الاستباقية تعبّر عن جدّية الهلال في إغلاق ملف التعاقد مع إنزاجي فور انتهاء مواجهات الموسم الحالي.
المعطيات المتضاربة بين إيطاليا والسعودية
على الرغم من التكهنات الإعلامية السعودية بشأن قطاع التدريب في العاصمة، ظلّت الصحف الإيطالية تردد أن عقد إنزاجي مع إنتر ميلان قريب من التجديد، ليمتد موسماً إضافياً على الأقل.
إدارة “النيراتزوري” بقيادة الملياردير ستيفن زينيك، ترفض التفريط في مدرب قاد الفريق للفوز بلقب الكالتشيو بعد غياب 11 عاماً في 2021، ووصيف السوبر الأوروبي في 2023.
لكن العرض الهلالي السخي مادياً وعائلياً أثار شكوك المراقبين حول إمكانية قلب الصفقة في اللحظات الأخيرة.
تحديات الموسم الجديد وانتظار “المعجزة” الإيطالية
الهلال سيخوض تحديات محلية صعبة، تبدأ بالعودة إلى منصة الدوري بعد أن تفوّق عليه الاتحاد هذا الموسم، ثم خوض نهائي كأس الملك في حالة وصوله، وأهمها خوض منافسات كأس العالم للأندية التي يستضيفها الأمريكيون بين 15 يونيو و13 يوليو 2025، بمشاركة 32 فريقاً من مختلف القارات.
إنزاجي، الذي اعتاد العمل على جبهات متعددة في أوروبا، سيواجه اختباراً حقيقياً في التعامل مع جدول مزدحم ومراقبة الإعلام السعودي الحريص على النجاحات الوهمية.
الأبعاد الثقافية والاقتصادية لقرار “الهلالي”
رغم إغراءات الرواتب الضخمة – التي تصل في بعض التقارير إلى 25 مليون يورو سنوياً قبل الضرائب – ما دفع إنزاجي للتفكير الجدي، فإن قرار الانتقال إلى السعودية يتطلب تكيّفاً مع نمط حياة مختلف، وتقبلاً لثقافة جديدة داخل غرف الملابس البيتيكية.
وجود ممثلة عن العائلة لبحث المدارس والخدمات يؤكد حرص المدرب الإيطالي على تحقيق استقرارٍ نفسي لأطفاله، وهو ما يمكن أن يحسم القضية لصالح الهلال إذا ما وجد راحةً لائقة في الرياض.
توقيت الإعلان وأثره على سوق الانتقالات الصيفية

وصول مبعوث عائلة إنزاجي قبل أسبوع من ختام الموسم في أوروبا يضغط على إنتر ميلان ويربك خططه التحضيرية للموسم الجديد.
فبمجرد إعلان الهلال عن التعاقد رسمياً، سيرتفع رهان الأسماء المرشحة لخلافة إنزاجي في “الجيوسيبي مياتزا”، وستبدأ المفاوضات مع المرشحين البدلاء، في حين سيبدأ الهلال بإعداد قائمة اللاعبين المطلوب ضمهم تحت قيادة المدرب القادم، لا سيما في خطي الدفاع والوسط.
هل ينجح الهلال في خطف “المعجزة الإيطالية”؟
تتجه الأنظار إلى الأيام القليلة المقبلة، حيث ينتهي عقد إنزاجي مع إنتر في 30 يونيو، ويصبح حراً في التفاوض مع أي نادٍ.
فور صدور القرار النهائي، سيخوض الهلال مرحلة الإعلانات الضخمة لجذب الجماهير والحفاظ على صورة النادي “المواطن الأول” ضمن برامج رؤية 2030.
وفي حال إتمام الصفقة، سيكون إنزاجي ثاني مدرب أوروبي كبير يحط رحاله في السعودية هذا الصيف بعد كيفين برينس بواتينغ في الشباب، ليؤكد أن الدوري السعودي بات مزاراً للمواهب والكفاءات الفنية العالمية.
في المحصلة… هل يعيد إنزاجي الهلال إلى العرش؟
وصول ممثِّلة إنزاجي إلى الرياض لم يعد مجرد خبر صحفي؛ بل هو الحلقة الأهم في قصة انتقال قد تغيّر خريطة كرة القدم في آسيا، وتعيد الهلال إلى مكانته التنافسية قبل انطلاق موسمٍ جديد تحت قيادة “الحكيم الإيطالي”.