في أجواء مشحونة بالتنافس والإثارة، عاد المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله ليشعل الصراع على لقب هداف دوري المحترفين السعودي، معلنًا نيته الصريحة في تجاوز الرقم القياسي الذي يحمله السوري عمر السومة، مهاجم نادي العروبة. تصريحات «هداف الذهب» جاءت خلال استضافته في برنامج “كورة” مع الإعلامي تركي العجمة، حيث لم يترك حمدالله أي مجال للشك في رغبته القوية وفي خططه المستقبلية، سواء على صعيد الأهداف أو بعد الاعتزال.
سباق الهداف التاريخي: صراع الملوك
يجلس عمر السومة على قمة هدافي دوري المحترفين بالسعودية برصيد تاريخي لا يستهان به، لكن حمدالله لا يخشى المنافسة، واستدل بآية قرآنية تبرز روح التحدي: “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”. ورغم الفارق الذي يصل إلى ستة أهداف، إلا أن مهاجم الشباب (34 عامًا) واثق من قدرته على تعويضه قبل نهاية الموسم، معبّرًا عن احترامه الكبير للسومة واعترافه بموهبيته العالية، لكنه لا يتوانى عن إعلان طموحه: «سأتخطى رقمك التاريخي، مع كامل احترامي وتقديري».
موسم حمدالله مع الشباب كان موفقًا نسبيًا، فبعد انتقاله صيف العام الماضي من الاتحاد بعقد يمتد حتى يونيو 2027، سجّل 22 هدفًا وصنع 4 تمريرات حاسمة في 28 مباراة ما بين دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين. وبانتهاء الجولة الثلاثين، يتشارك المركز الثالث في سباق هدافي الدوري مع زميله السابق كريم بنزيما برصيد 19 هدفًا، خلف كريستيانو رونالدو (23 هدفًا) وآيفان توني (20 هدفًا)، قبل أن ينقض على الصدارة ويحقق إنجازًا لم يحققه سوى القلة.
تفاصيل أزمة ركلة الجزاء: من الأفضل؟
لم تغب لحظة التوتر التي شهدتها مواجهة الشباب أمام الخلود في الجولة 27 عن حديث حمدالله، إذ اشتبك مع البلجيكي يانيك كاراسكو داخل غرفة الملابس وفي الملعب عندما رفض الأخير تسليم الكرة لتنفيذ ركلة الجزاء. شرح حمدالله: «لم أكن أدري أن كاراسكو هو صاحب الأحقية في تسديد الركلات قبل قدومي إلى الشباب، لكنني تحديت نفسي منذ اليوم الأول. كنت أحتاج إلى كل هدف لتعويض الفارق مع السومة، خاصة وأن هناك 4 أو 5 مباريات متبقية».
ورغم اتهامات البعض له بالأنانية، سخر المهاجم المغربي من تلك الانتقادات مؤكدًا أنه سيرد على كل من شكك بإخلاصه حين يتحصل على لقب هداف الدوري أو يعادل رقم السومة، مضيفًا أن تسليمه الكرة عاد لاحقًا لرفضه الدخول في جدال مع زميله، حيث نظرت الإدارة الفنية إلى حمدالله وأشارت له: «سدد أنت!».
وجهة نظر كاراسكو: اعتذار ليس بالجديد

بحسب رواية حمدالله، فقد اجتمع مع كاراسكو بعد المباراة لتهدئة الأمور، وشرح البلجيكي بدوره أن دوافعه كانت عائلية بحتة، إذ حضر أفراد أسرته إلى المدرجات، فرغب في منحهم لحظة خاصة بتسجيل هدف. تفهم حمدالله الموقف ولكنه شدد على أهمية التنسيق داخل الملعب قبل المباريات، كي لا تتكرر مثل هذه اللقطات المؤثرة في تماسك الفريق.
مصعب الجوير بين القديم والحديث
لم يقتصر حديث حمدالله على الصراع مع السومة وبين الخطوط الحمراء داخل الملعب، بل وجه نصيحة صريحة لمصعب الجوير بعد انتقاله الأخير إلى الهلال: «الانتقال للهلال تحدٍّ جديد بكافة المقاييس، عليك بالتركيز على اللمسة الأخيرة والعمل اليومي في التدريبات، فالضغط هنا أعلى بكثير». وأكد حمدالله أن الانتقال إلى أحد عملاقي الكرة السعودية يستدعي صبرًا وحرفية منقطعة النظير، خاصة وأن الجماهير تطالب دائمًا بالإنجازات الكبيرة.
أفكار ما بعد الاعتزال: حمدالله مدربًا أو مذيعًا؟
وعن مخططاته للمستقبل بعد تعليق شباشبه نهائيًا، لم يستبعد حمدالله خوض تجربة التدريب، لا سيما أنه يتابع باهتمام منهجية بعض المدربين العالميين ودرس قواعدهم التكتيكية، إلا أنه فتح الباب أيضًا أمام العمل الإعلامي، حيث يرى أن خبرته الطويلة في الملاعب تؤهله لتقديم رؤى تحليلية ذات قيمة للمشاهدين.
الانتقادات الجماهيرية: أين أنتم يا مشجعين؟

في لفتة جريئة، عبّر هداف الشباب عن استيائه من قلة الإقبال على مباريات فريقه، مطالبًا الجمهور بالوقوف خلف «الليوث» ودعمهم في معركتهم ضد الكبار، ومشيرًا إلى أن الشباب أثبت جدارته بقدرته على تحقيق نتائج لافتة، إذ حصد نقطة التعادل ضد الهلال والنصر على أرضهما، وخسر بصعوبة أمام الاتحاد. ودعا حمدالله جماهير العاصمة إلى ملء المدرجات والاستمتاع بعروض فريقهم الطموح.