يعيش نادي مانشستر يونايتد أياماً حافلة بالأخبار المتعلقة بمستقبل نجمه البرتغالي برونو فيرنانديش وسط رغبة الهلال السعودي في الحصول على خدماته قبل انطلاق كأس العالم للأندية 2025. حيث كشفت مصادر مقربة من قلعة أولد ترافورد عن دخول محادثات متقدمة بين مسؤولي الهلال وممثلين عن اللاعب خلال الأسابيع الماضية في العاصمة الرياض. وحسب ما أوردته تقارير صحفية أبرزها ما ذكره الإعلامي الرياضي بن جاكوبس عبر قناته “The United Stand” في مقابلة خاصة، فإن فيرنانديش نفسه أعطى موافقته المبدئية للانتقال صوب أزرق العاصمة السعودية، بعد أن طلب منه مسؤولو الهلال اتخاذ قرار نهائي بنعم أو لا بشأن العرض المقدم من جانبهم قبل أيام.
موقف مانشستر يونايتد المالي والفني
يتميز برونو فيرنانديش بكونه أحد أهم أعمدة تشكيلة مانشستر يونايتد منذ انضمامه صيف 2020، حيث لعب دوراً محورياً في إعادة يونايتد إلى المنافسة على الألقاب المحلية والقارية. وصوله إلى أرقامٍ قياسية في تسجيل وصناعة الأهداف من وسط الميدان جعله يعد من أغلى صفقات النادي خلال السنوات الأخيرة. وبالنظر إلى القيمة السوقية التي حددتها الإدارة الإنجليزية للاعب، فقد وصلت إلى نحو مئة مليون يورو كحد أدنى للموافقة على مغادرته، وهو المبلغ الذي يرفض مانشستر يونايتد التفريط فيه بسهولة نظراً للحاجة الكبيرة إلى خدماته داخل أرضية الملعب ونوعية الأدوار القيادية التي بات يتقلدها داخل غرفة خلع الملابس.
روبن أموريم يُغلق الباب
أردف المدير الفني الهولندي أن مانشستر يونايتد سيتمكّن من تأمين الأموال التي يحتاجها للمشاريع الأخرى دون القلق بشأن بيع برونو. وأوضح قائلاً: “نحن نطمح لتكوين فريقٍ متكامل على جميع الأصعدة فإمكانات النادي المالية تسمح لنا بإيجاد صفقات تدعم صفوفنا في أكثر من مركز، ولا نريد بيع لاعبٍ مركزي بحجم فيرنانديش تحت ضغط العروض فقط”. هذا التصريح يمثل مؤشرًا واضحًا على تمسك الإدارة باللاعب الذي يعتبره أموريم نقطة ارتكاز أساسية في تشكيلته، سواء من الناحية التكتيكية أو من حيث التقنيات العالية التي يمتلكها في الاستحواذ على الكرة وصناعة اللعب.
تفاصيل عرض الهلال وشروطه
يبدو أن إدارة الهلال السعودية وضعت هذا الصيف نصب أعينها انتداب نجمٍ قادر على تعزيز خط الوسط والارتقاء بمستوى الفريق قبل خوض منافسات كأس العالم للأندية التي ستجري في ديسمبر 2025. وقد أشارت مصادر خاصة إلى أن العرض الأولي المقدم إلى مانشستر يونايتد بلغ مئة مليون يورو، مع وعد بزيادة المقابل المالي إلى مئةٍ وتسعةٍ عشر مليون يورو (ما يعادل مئة مليون جنيه إسترليني) في حال فشل الإدارة الإنجليزية في الاستجابة ضمن المهلة الزمنية المحددة.
وبحسب تصريحات بن جاكوبس، فإن الهلال في حال رفض مانشستر يونايتد للمقابل المالي المطلوب، مستعد لتقديم عرضٍ أعلى من ذلك بما يتجاوز مئة مليون جنيه استرليني لتأمين الصفقة بشكلٍ عاجل. كما تضمنت بنود العرض السعودي إمكانية منح اللاعب شرطاً جزائياً في عقده الجديد يسمح له بمغادرة النادي بعد موسم واحد فقط في حال وصول عروض أوروبية بقيمة تنافسية. ويُعتقد أن هذا الشرط جذابٌ لغالبية نجوم أوروبا في العقد الأخير، فهو يضمن لهم حرية الرجوع إلى القارة العجوز في فترة قادمة إذا ظهرت فرصة حقيقية للمنافسة على الألقاب الكبرى.
القيمة المالية والتحديات العمرية
كما أنّ راتب فيرنانديش السنوي الكبير والذي يقدر بحوالي سبعة عشر مليون يورو، يجعل من الصعب استقطاب نادٍ آخر يضحي بهذه القيمة المالية لاستقدام لاعبٍ بات في عمر الثلاثين. ولا يجب أيضاً إغفال رغبة الإدارة الجديدة التي يقودها روبن أموريم في إشراك اللاعب ضمن المشروع الفني للموسم المقبل، حيث يرى المدرب الهولندي أن التوازن المطلوب في صفوف فريقه لن يتم دون وجود لاعبٍ على مستوى فيرنانديش الذي يُعتبر حجر الزاوية في بناء الهجمات وصنع الفرص من العمق.
الضغط الإعلامي والانتظار الطويل
تظل الوتيرة الإعلامية عالية في هذا الملف، حيث يحاول كل طرف الضغط على الآخر إعلامياً للحصول على نقاط القوة والضعف، ويتجلى ذلك في سعي وكلاء اللاعبين لإبراز أهمية البرتغالي ورغبة الجماهير في رؤيته يرقص على أنغام دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية. وفي المقابل، يعمد المسؤولون الإنجليز إلى تهدئة الأجواء بتأكيدهم على عدم رغبتهم في تفكيك الفريق قبل البدء بتحضيرات الموسم قبل أن يتم تحديد موقف نهائي، مما يجعل كل حديث عن انتقال محتمل يبقى عرضة للتغيير والتعديل حتى حلول موعد إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية الأوروبية.
الحسابات السعودية والرهان على المستقبل
من ناحيةٍ أخرى، يعي الهلال حجم التحدي أمامه في حسم الصفقة، ليس فقط لمنافسة أندية أوروبا الكبرى التي قد تجري اتصالاتها هي الأخرى مع فيرنانديش، بل أيضاً للتوفيق بين رغبة اللاعب المادية والفنية والقدرة على التأقلم مع أجواء الدوري السعودي وطبيعة البطولة المقبلة. ويؤكد مراقبون أن تواجد فيرنانديش بين صفوف الهلال سيُحدث تفاعلاً كبيراً على صعيد الدعاية والرعاية وعائدات حقوق البث، خصوصاً أنه نجمٌ يملك قاعدة جماهيرية واسعة داخل القارة الأوروبية والعالم العربي.
ختامًا: القرار معلق.. والأحداث في تصاعد
ختامًا، يبقى قرار برونو فيرنانديش معلقاً بين رغبة اللاعب السعودية ورسمية العقد التي تمس حياة مانشستر يونايتد الفنية. فالتحدي الحقيقي يكمن في قدرة الهلال على التفوق على مانشستر يونايتد مالياً وتقنياً وفي الوقت ذاته إقناع فيرنانديش بأن هذا التحوّل قد يكون خطوة إيجابية لمسيرته الاحترافية رغم صعوبة الابتعاد عن أجواء البريميرليغ. وبينما يستخدم أموريم تصريحاته الإعلامية لربط اللاعب بمستقبل الفريق، تظل الأنظار شاخصة إلى الساعات القادمة، فكلما اقترب موعد موسم 2025/2026 تظهر معالم الصورة كاملةً بشأن بقائه أو رحيله.
