في خطوة قد تُحدث زلزالاً في سوق المدربين الأوروبي، باتت إدارة نيوكاسل يونايتد تدرس بجدية التعاقد مع تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة السابق، لتقود الفريق في الموسم المقبل. وتشير المؤشرات إلى أن القلعة البيضاء والسوداء تتطلع إلى إضافة عنصر جاذبية فنية وشخصية قوية إلى مشروعها الطموح داخل وخارج المستطيل الأخضر.
خلفية البحث عن مدربٍ جديد
عقب نهاية الموسم الحالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأت أصوات داخل نادي نيوكاسل تتساءل عن مصير المدير الفني الحالي إيدي هاو، الذي قاد الفريق إلى المركز الرابع برصيد 63 نقطة حتى الآن، متساويًا مع تشيلسي بفارق الأهداف، ومنافسًا نوتنجهام فورست على بطاقة ثالثة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. ورغم تحسن النتائج وعودة الفريق إلى مصاف الكبار بعد سنواتٍ من البحث عن هوية مستقرة، يرى بعض مسؤولي النادي أن المشروع بحاجةٍ إلى تكثيف قوة السيرة الذاتية للمدرب، وتوفير جاذبية تسهم في جذب الجماهير والإعلام والاستثمار.
ماذا يقدمه تشافي للمشروع؟
يُعتبر تشافي واحدًا من أبرز صناع نهضة برشلونة خلال العقدين الماضيين، حيث ارتبط بفلسفة الاستحواذ والضغط العالي منذ أن كان لاعبًا، قبل أن يتقلد مهام التدريب وقاد الفريق للفوز بعدة ألقاب محلية وقارية في موسمين كاملين (2021–2023). يمتاز الإسباني بقدرته على تطبيق أسلوب لعب قائم على السيطرة على الكرة وبناء اللعب من العمق، مع التركيز على تنمية المواهب الشابة وتصعيدها إلى الفريق الأول، مما يتوافق مع طموحات نيوكاسل في تحويل أكاديميته إلى مصدر لاعبين رئيسيين.
من منظورٍ فني، يقدم هيرنانديز منهجًا يعرف به كل حجر في الملعب ويعطي توجيهاته الدقيقة لبناء الهجمة من الخلف، مما يتطلب لاعبين مثقفين تكتيكيًا قادرين على اتخاذ القرار الصحيح تحت الضغط. ويضيف الجانب الشخصي لتشافي قيمةً مضافةً، فهو يتمتع بجاذبية أوروبية ودولية كبيرة، تكفين لجذب الرعاة وتنشيط سوق تذاكر ملعب سانت جيمس بارك والارتقاء بصورة النادي على مستوى الإعلام العالمي.
تطورات المفاوضات الأولية
كشف موقع «FootballTransfers» عن أن نيوكاسل أجرى اتصالات تمهيدية مع ممثلي تشافي، بهدف قياس مدى استعداده للرحيل عن الشرق الأوسط – حيث قضى موسمين في تدريب السد القطري بعد مغادرته كامب نو – والعودة للعمل في أجواء الدوري الإنجليزي القوي. وأفاد التقرير بأن الطرفين بحثا أولويات المشروع، بما في ذلك الاستثمارات المتوقعة في صفقات الموسم المقبل، ودور المدرب في الإشراف على قطاع الشباب وجلب الكفاءات الفنية المناسبة.
وفي حال تقدّم الأمور بشكل إيجابي، سيخضع تشافي لتحدٍ غير مسبوق يتمثل في إدارة نجومٍ كبارٍ جدد مكتسبين من سوق الانتقالات القوية، وسط إيقاع سريع للمنافسة يتطلب تحقيق نتائج فورية للحفاظ على مركز مؤهل لدوري الأبطال.
ردود الفعل والضغوط الجماهيرية
لم تمر الأنباء مرور الكرام بين أنصار نيوكاسل، حيث انقسمت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي. فرأى بعض المشجعين أن امتلاك تشافي سيكون إعلانًا واضحًا عن طموحات النادي ببلوغ مصاف القوى الأوروبية، فيما شكك آخرون في قدرته على التأقلم مع الخصائص البدنية والدفاع المتوقع في البريميرليج، مقارنةً بالدوري القطري ودوري الدرجة الأولى الإسباني سابقًا. بيد أن إدارة النادي واثقة من أن الخبرة التي اكتسبها في منصب القائد الفني لبرشلونة ولفريق السد تسند له القدرة على التكيف وإدارة غرفة ملابس متنوعة الجنسيات.
تأثير القرار على المرحلة المقبلة
إذا تمت الصفقة، من المتوقع أن يقود تشافي حملةً ضخمة للاستثمار في الأكاديمية وتعزيز بنية الفريق بهدّافين ديناميكيين ولاعبي وسط مبدعين يدعمون أسلوب لعبه القائم على التحكم بالكرة والضغط المتبادل. كما سيتولى المدرب مهمة اختيار جهاز فني مساعد قادر على ترجمة رؤيته التكتيكية إلى واقع يومي، وإنشاء دورة تطوير مستدامة للاعبي الفئات السنية.
ويُنظر إلى هذا الخيار كجزء من استراتيجية «بي إم جي» – مالكي نيوكاسل – الرامية إلى ترسيخ النادي على خريطة الأندية المرغوبة بين اللاعبين والمدربين من العيار الثقافي الكبير، حتى يصبح نيوكاسل وجهةً مفضلةً للمواهب الشابة والكبار على حد سواء.
ختام المسلسل قبل انطلاق الموسم الجديد
يُرتقب أن تتضح الصورة خلال الأسابيع المقبلة، مع انتهاء الموسم الانجليزي الحالي في 25 مايو، وتفرغ نيوكاسل لتحضير غرفة تبديل الملابس. وفي حال نجحت المفاوضات، سيضيف تشافي هيرنانديز اسمه إلى لائحة من النجوم التقنيين الذين خاضوا تجربة قيادة في البريميرليج، بعد بيب غوارديولا، جوزيه مورينيو، وأرسين فينغر. ويبقى السؤال كاملاً: هل سينجح أسلوب «الكرة الجميلة» الإسبانية في معقل كرة القدم القاسية؟ الموسم القادم كفيل بالإجابة.
