الرحيل المؤكد واندفاع ليفربول
خرج دي بروينه بتصريحات صريحة عن رغبته في تحدٍّ جديد بعد عشرة مواسم حافلة بالإنجازات تحت قيادة بيب غوارديولا، وبينما ظن اللاعبون والجماهير أن وجهته ستقوده إلى أندية القمة الأوروبية الأخرى، اتضح أن ليفربول يدخل سباق التعاقد معه بقوة، مع إعداد عرض مالي مغرٍ يمتد لثلاثة مواسم وبخطة دمج تكتيكي يمنحه دوراً محورياً في مشروع أرني سلوت المستقبلي.
من بين أبرز بنود العرض بحسب “دي مارزيو”:
- راتب سنوي تنافسي: يُقارب ما يتقاضاه حالياً في مانشستر سيتي.
- مكافآت أداء مغرية: تتعلق بعدد التمريرات الحاسمة والأهداف المسجلة، وثانيها مرتبط بوصول الفريق إلى الأدوار المتقدمة في دوري أبطال أوروبا.
- دور قيادي داخل الفريق: حيث سيُعدُّ دي بروينه مرشداً فنياً للاعبين الشباب، خصوصاً بعد تأكد رحيل ترينت ألكسندر-أرنولد المرتبط بقوة بريال مدريد.
مهمة تعويض “الفراغ” على “الريدز”
يأتي اهتمام ليفربول بلاعب الوسط البلجيكي في وقتٍ حساس؛ إذ يستعد الفريق لفقدان صانع اللعب الأيمن باتجاه العاصمة الإسبانية، الأمر الذي خلق فجوة واضحة في صناعة اللعب من العمق. ويعتقد أرتي سلوت أن دمج دي بروينه ضمن تشكيلة 4-3-3 أو 4-2-3-1 سيمنح “الريدز” مرونة تكتيكية غير مسبوقة، مستفيداً من قدرته على تمرير الكرة بدقة عالية (أكثر من 85% في الموسم) وتحكّم مثالي في إيقاع المباريات.
كما سيتيح وصوله للسيرجي كاموشين وإلى جوانا إيتالي حركةً هجومية أسرع، مع قدرة على فرض ضغطٍ مرتفع لتعطيل بناء اللعب المنافس، ما يجعل ليفربول منافساً أشدّ قساوةً على مانشستر سيتي في السباق على اللقب المحلي.
نابولي يتربّص.. ومفاتيح البلجيكي الدولي

إلا أن ليفربول ليس اللاعب الوحيد في السوق؛ إذ يسعى نابولي بقوة لضم دي بروينه أيضاً، مستعيناً بعلاقته الوثيقة بزميله في “الشياطين الحمر” إيكو لوكاكو. ويُرجَّح أن يراهن مسؤولو البارتينوبي على الرغبة المشتركة بين الثنائي في إعادة البريق إلى منتخب بلجيكا، وذلك عبر اللعب سوياً في الدوري الإيطالي الممتاز.
وتواجه إدارة ليفربول تحدياً مزدوجاً: إقناع اللاعب بجدوى مشروع على المدى القصير والطويل، وتجنيب نفسها معركة عروض مطوّلة قد ترفع سقف القيمة المالية إلى ما يفوق 100 مليون يورو، في مواجهة مستثمرٍ إيطاليٍ مستعدٍ لدفع 80 مليون يورو للسيتي.
انعكاسات درامية على البريميرليغ واللقاءات المحتملة
إذا نجح ليفربول في حسم الصفقة، فإن دي بروينه سيشارك في فريق ينافس بقوة على جميع الجبهات: الدوري المحلي، الكأس المحلية، ودوري الأبطال. لكن الأهم أن “الريدز” قد يجد نفسه مُطالباً بمواجهة لاعبٍ اختاره من بين أبرز نجوم مانشستر سيتي، وهو سيناريو نادرٌ في تاريخ البريميرليغ ويضيف بعداً درامياً للمواجهة بين سلوت وغوارديولا، خصوصاً عند “كامب نو” وأمام جماهير “الاتحاد”.
من جهةٍ أخرى، فإن اتحاد مدريد لم يفقد الأمل بالكامل في استعادة خدمات ترينت ألكسندر-أرنولد، الأمر الذي قد يدفع ليفربول لتأمين البدائل قبل إتمام صفقة دي بروينه، سواء عبر الإبقاء على مواهب داخلية أو بالتعاقد مع نجوم صاعدين من الوسط.
خريطة الطريق القادمة

تتجه الأنظار في الأيام المقبلة إلى مفاوضات ليفربول مع وكيل دي بروينه ومدير أعماله، لتحديد سقف القيمة النهائية للفريق، بالإضافة إلى بنود العلاقة بين سنوات العقد والخروج المبكر. وإذا ما التزم اللاعب بمشروع فني طويل الأمد يؤمّنه موقع قطب أوروبا، ستزداد فرص الإنجاز لدى “الريدز” في تحقيق أول لقب دوري أبطال منذ العام 2019، إلى جانب حصد البريميرليغ بعد غياب.
وفي حال اختار دي بروينه نابولي، فسيشكل هذا بدوره ضربةً موجعةً لخطط سلوت، لكن سيمثل دفعة معنوية للفريق الإيطالي الذي يراهن على مشروعٍ مهاجمٍ وطموح لاقتناص الألقاب. وفي جميع الأحوال، تؤكد هذه الصفقة المتوقعة أن سوق الانتقالات الصيفية المقبلة سيحفل بتفاصيلٍ مثيرةٍ، ستعيد ترتيب موازين القوى في أقوى دوريات أوروبا.