إرث الاستقرار وحسم اللقب مبكرًا
توّج ليفربول بلقب البريميرليج قبل أربعة أسابيع من نهاية الموسم، بعدما وسّع الفارق إلى 15 نقطة مع آرسنال صاحب المركز الثاني، وهو ما يعكس استعادة الفريق توازنه بعد عامين من المنافسة الشرسة. أكد سلوت أن الحفاظ على مستوى ثابت طوال المشوار كان العامل الأهم لتحقيق الدرع، مضيفًا:
“يورجن كلوب ترك الفريق في وضع ممتاز، ونحن هنا لنواصل المسيرة بأنفسنا. أهم شيء في سباق الدوري هو الثبات، والحفاظ على الحافز لكل اللاعبين، وهذا يتطلب روحًا قوية خصوصًا من أصحاب الخبرة والشباب على حد سواء.”
موعد مع التاريخ في “أنفيلد”
آرسنال لم يذق طعم الفوز على ليفربول في الدوري الإنجليزي على ملعب “أنفيلد” منذ أكثر من اثني عشر عامًا ونصف العام. ومع ذلك، يبقى الخطر قائمًا؛ إذ يسعى فريق ميكيل أرتيتا لاستعادة الثقة بعد تعثره في الجولات الأخيرة. وقال سلوت في المؤتمر الصحفي:
“هذه المباراة صعبة جدًا في التوقع، فآرسنال يسعى لتعزيز موقعه في المركز الثاني، ونحن نسعى لختم الموسم بفوزٍ آخر يثبت جودة الأداء. عليهم المجازفة، وهذا قد يفتح لنا مساحات للهجوم.”
التحديات أمام الشباب وخبرة القدماء
أشاد سلوت بقدرات الوجوه الصاعدة في تشكيلة ليفربول، لا سيما الموهوب الإسباني لامين يامال، الذي استطاع التأقلم مع الضغط في مرحلةٍ حرجةٍ من البطولة:
“أحيانًا يكون الأصعب على اللاعبين الشباب هو الحفاظ على الثبات، لكن لامين يامال أثبت أنه قادر على التعامل مع اللحظات الحاسمة دون تعبٍ نفسي.”
وعلى صعيد اللاعبين المخضرمين، تطرّق سلوت إلى أهمية الاستفادة من خبرات اللاعبين الذين مرّوا بتحديات مشابهة، مؤكّدًا أنه يملك خطة واضحة لتوزيع أدوار كل فرد داخل الملعب، بما يوازن بين الانضباط الدفاعي والحرية الهجومية.
خيبة رحيل أرنولد وأسرار الوجهة المنتظرة
لا يخفى على أحد أن خبر رحيل الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد في نهاية الموسم أثار موجة من الأسى بين الجماهير العاشقة لسحر تمريراته الطويلة وصناعة الفرص. وعندما سُئل سلوت عن هذا الموضوع، اعترف بأن شعور الخسارة يفوق الفرح:
“مثل كل محبي ليفربول، أشعر بخيبة أمل لرحيل لاعبٍ مميزٍ وظهيرٍ أيمن متكامل. كان عنصرًا أساسيًا في مشروع بناء اللعب من الخلف.”
ورغم ذلك، حرص المدرب الهولندي على طمأنة الجميع بأنّ أسلوب النادي في تعويض النجوم المغادرين لا يتوقف:
“لطالما عرفنا أن الراحل سيترك فراغًا، لكن لدينا ثقة تامة بأن لاعبًا جيدًا آخر سيظهر ليملأ هذا المكان. لدينا اليوم أربعة أسماء قادرة على شغل الجناح الأيمن، بين كونور وجوميز وكورتيس جونز وآخرين.”
• وجهة أرنولد؟
وعن الوجهة التي ينتقل إليها أرنولد، اكتفى سلوت بالابتسام قائلاً:
“لم يعلن ترينت رسميًا، لكنك تعلم جيدًا أنّ الجميع يعرف إلى أين سيذهب.”
هذه العبارة اللماحة أشعلت التكهنات حول وجهة النجم البرتغالي الأصغر عمرًا، حيث تشير التقارير الصحفية إلى اهتمامٍ قوي من أندية كبرى في دوري الدرجة الأولى الفرنسي والإسباني، مثل باريس سان جيرمان وبرشلونة، بالإضافة إلى حديثٍ خافت عن رغبة محتملة في خوض تجربةٍ في الدوري الأمريكي.
كيف يعوّض سلوت غياب أرنولد؟
يشير محللو “ماركا” و”موندو ديبورتيفو” إلى أن سلوت قد يلجأ إلى نظامِ ثلاثيِّ الدفاع مع التدوير بين الأظهرة؛ بوضع جو جوميز في مركز قلب الظهر الأيمن أحيانًا، واستخدام كونور برولييه لاستغلال سرعته وقدرته على الضغط العالي، فيما يُتوقع دخول المدافع الشاب ليام برادي بقوةٍ في المنافسة على الجهة اليمنى.
كما يمكن أن يلعب كورتيس جونز دور الجناح المندفع في مواجهة الفراغ الذي سيخلقه رحيل أرنولد، مع إعادة توزيع مسؤوليات صناعة اللعب على محوري الارتكاز وفابينيو وجوردان هندرسون، لضمان استمرارية التحكم بإيقاع المباريات.
ختام كلام سلوت: رسالة تحدٍ وجاهزية
أنهى آرني سلوت حديثه برسالةٍ واضحة:
“نحترم آرسنال ولا نقلل من شأنه، لكنه يعلم أننا نسعى للحفاظ على لقب الدوري. الاستعداد ذهنيًا سيتحول اليوم إلى معركة حقيقية، وسنظهر قوتنا أمام أنصارنا في ‘أنفيلد’. لا مجال للتساهل.”
بهذه الكلمات يرسل المدرب الهولندي إشارةً قويةً للاعبيه بأنّ كل التفاصيل، من ترتيب الخطوط إلى تبديلات آخر دقيقة، محسوبةٌ بعنايةٍ لدرجةٍ قد تظنّ معها أنّ سلوت سبق الجميع في الاطلاع على خريطة الطموح المستمر لليفربول، الذي لا يزال يعوّل على دماءٍ جديدةٍ وصناعِ مجدٍ مقبل.
