مهاجم السيتي يكشف أسرار تواصله مع الإنجليز وتغلبه على حاجز اللغة

2025-05-08 16:17:15

السيتي

بداية جديدة وتحديات مفاجئة

انتقل أجويرو (36 عاماً) إلى الفريق السماوي قادماً من أتلتيكو مدريد بعد منافسة ضارية على خدماته بين كبار أوروبا، ولم يكن يعرف كلمة واحدة بالإنجليزية عند هبوط قدميه على أرض ملعب “الاتحاد”. يقول في مقابلةٍ مطولةٍ مع صحيفة “الغارديان”:

“لم أتوقع أن تكون البداية بهذه الصعوبة. كنتُ أقف وحيداً في غرفة الملابس أو أتأمل طاولة الطعام، أفكر: ‹تباً، كيف سأتحدث معهم؟› لم يكن لدي مدرس للإنجليزية، ولم يكن أي شيء أشبه بما اعتدت عليه في مدريد”.

هذه اللحظات لم تكن سهلة على مهاجمٍ اعتاد الحياة الكاسترول—كما يصفها الأرجنتيني—حيث وجد نفسه مع قائمة أنديةٍ تضم لاعبين محليين ومستقبلين لا يتحدثون الإسبانية، في ظل ضغطٍ جماهيريٍّ كبيرٍ وترقبٍ لكل حركةٍ داخل الملعب.

أيدي إنجليزية تمده بالدعم

ولحسن حظه، كان في غرفة خلع الملابس القائد الأرجنتيني الآخر بابلو زاباليتا، العائد لتوه من تجربةٍ ناجحةٍ مع ريال إسبانيول، والذي برفقته اكتسب “كون أغويرو” راحته الأولى في التحدث والسلوك اليومي. لكن الدعم الأكبر جاء من قلب العناصر المحلية: ديفيد سيلفا، ويايا توريه، وكارلوس تيفيز، وغيرهم من نجوم الدوري الممتاز. يروي أجويرو باحترامٍ كبيرٍ:

“كانوا دائماً يقولون: ‹تعال، اجلس معنا›. كنت ألتفت من يسارهم إلى يمينهم لأحاول فك أكواد اللغة، وأحياناً أضحك بغباءٍ إذا أخطأت في نطق كلمةٍ ما. ومع ذلك، لم أسمع منهم سوى كلمات طيبة. كانوا يضحكون معي، ويلومونني بابتسامة إذا أخفقت في فهم تمريرتهم أو نكتتهم”.

هذه البيئة المشجعة سمحت لأجويرو بأن يمتص ما بوسع سماعه من مفردات وتعابير، حتى دون الحاجة لأي دروس رسمية، فكان يذهب مساءً إلى منزله وهو يردد كلماتٍ بالإنجليزية اعتاد عليها للتواصل مع زملائه في التدريبات وخارجه.

الملعب منقذه الحقيقي

السيتي

تحت قيادة السير أليكس فيرغسون ثم روبيرتو مانشيني، حصل أجويرو على ثقةٍ تكتيكيةٍ جعلته يركز كلياً على مستواه الفني والبدني. يقول المهاجم الهداف التاريخي لنادي مانشستر سيتي سابقاً:

“أكبر ما كان يشغلني هو الملعب. لم أكن أفكر في الأخطاء اللغوية في داخل الصندوق. حين أركض فقط، تبدأ دماغي بالتصرف بغرائز كرة القدم: تتحدث لي بالإسبانية داخل المناطق الحاسمة. وبعد إحداث الفارق وتسجيل الهدف، كانت الصور تتحدث عوضاً عني عبر الإنترنت والإعلام”.

ولم يكد بيب غوارديولا يتسلم زمام الفريق حتى وجد أجويرو مظهراً آخر من الإلتحام الخلقي بين اللاعبين، حيث اجتمع في كتيبةٍ واحدةٍ جنسياتٌ عدّةٌ حول هدفٍ مشتركٍ؛ هو الفوز بالألقاب. ويؤكد الأرجنتيني:

“مع بيب، وصلت لمستوىٍ أعلى من الانضباط التكتيكي والتواصل داخل الملعب، فصارت الإيماءات أكثر وضوحاً، والحركات المتكررة تدل على ما نريد. هكذا تعلمت أكثر وأسرع”.

نتائج ملموسة وأرقام قياسية

السيتي

خلال عقده الزاهر مع النادي السماوي، خاض أجويرو 390 مباراةً رسميةً في مختلف البطولات، سجّل خلالها 260 هدفاً، ليصبح الهداف التاريخي للفريق في “البريميرليغ” وثاني أفضل هدّافٍ أجنبيٍ في تاريخ الدوري الإنجليزي، بعد أن تجاوز الرقم القياسي السابق للنجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو نفسه عام 2017. وتمتّعت فرقٌ عقديةٌ بقيادته بعناوينٍ عديدةٍ، مثل لقب الدوري الإنجليزي أربع مرات، وكأس الاتحاد مرتين، وكأس رابطة الأندية المحترفة مرتين، وقبعة “السوبر” المحلية وأبطال أوروبا المصغرة (كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية). كل هذه الألقاب أضيفت إلى خزائنه بينما كان يوظف مهاراته داخل الصندوق بعيداً عن حاجز اللغة.

تحديات ما بعد الاعتزال

في صيف 2021، انتقل أجويرو إلى برشلونة الإسباني، لكنه اضطر للاعتزال سريعاً بسبب مشكلةٍ في القلب. وعاد إلى الأرجنتين لينهي مسيرته محاطاً بتحية الأندية والجماهير. اليوم، يعمل المحلل الفني في قنواتٍ تلفزيونيةٍ ويشرف على مشاريع رياضيةٍ متنوعةٍ، إلا أنه لا يزال يتذكر بداية المسيرة في “سيتي” كدرسٍ أساسيٍّ في أهمية الدعم الجماعي داخل غرفة الملابس لأجل تحقيق النجاح الفردي والجماعي معاً.

دروس للمواهب الناشئة

تقدم قصة سيرجيو أجويرو مثالاً رائعاً لكل اللاعبين القادمين من خارج أوروبا أو من بيئاتٍ لغويةٍ مختلفة، إذ تظهر أن التحديات خارج الملعب تكمل شكل البطل على أرضه، وأن الاعتماد على الصفات الإنسانية أولاً—صداقة، صبر، تفاهم—قد يعوض نقص الكلمات ويحيل الصعاب إلى وقودٍ للإنجاز.

نصيحة أجويرو للمستقبل:

وبهذه الكلمات، لا ينسى الهداف التاريخي لشباب لابوكا الأرجنتيني أن يوجّه نصيحةً للاعبين الشباب:

“لا تنتظر دروساً فحسب، بل اجلس مع من حولك، استمع أكثر من أن تتكلّم، وكل كلمةٍ تعلمتها بين أنفاس التمرين ستكون رصيداً لا يقدر بثمن في السنوات المقبلة”.

عودة الأنظار إلى الدورات الأوروبية

ومع تواصل دوري روشن السعودي في جولةٍ جديدةٍ، يرحب الوسط الرياضي بعودة الأنظار إلى الدورات الأوروبية لمتابعة أسماءٍ جديدةٍ تحاكي قصة سيرجيو أجويرو، الذي بدا حريصاً على نقل خلاصة تجربته الخاصة إلى الأجيال الصاعدة التي ستخوض غمار “البريميرليغ” والأدوار الحاسمة ابتداءً من الموسم القادم.

English Premier League
المزيد من المقالات
تشيلسي يقلب الطاولة على ليفربول بثلاثية ويقترب من مقعد أبطال أوروبا
English Premier League
2025-05-06 02:06:24
Picture1.png
دموع باكيتا في “النيران الصديقة” تكشف أزمة عائلية وصراعات مراهناتٍ تهدد مستقبله
English Premier League
2025-05-06 23:07:50
Picture4.png
كانتونا أيقونة التمرد والفن في عالم كرة القدم
English Premier League
2025-05-14 00:32:55
Picture19.png
رودري يحسم موقفه ويؤكد رغبته في الاستمرار مع مانشستر سيتي
English Premier League
2025-04-21 21:14:21
Picture58.png
بيب غوارديولا يعتبر مباراة أستون فيلا معركة حاسمة لضمان المشاركة القارية
English Premier League
2025-04-22 04:41:39
Picture1.png
جوارديولا يستعيد ذكريات مورجان روجرز مع السيتي قبل تألقه في أستون فيلا
English Premier League
2025-04-23 03:52:16
Picture7.png
جوارديولا يطمئن جماهير السيتي بشأن تعزيزات الدفاع الصيفية
English Premier League
2025-04-23 04:24:12
Picture16.png
كلوب يعلن نيته الانتظار قبل التفكير بقيادة الميرينغي
English Premier League
2025-04-24 05:19:25
Picture4.png
ريو فيرديناند يوجه هويلوند إلى موقع يبرز موهبته في أولد ترافورد
English Premier League
2025-04-24 05:25:20
Picture7.png
ساها يراهن على أوسيمين لتعزيز هجوم مانشستر يونايتد
English Premier League
2025-04-24 05:48:47
Picture16.png