في زمنٍ تهيمن عليه الموضات المتجددة والألوان الصارخة، يثبت عشاق كرة القدم أن الذكريات القديمة لا تُشترى بثمن، بل تُرتدى بفخر. كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة JD Sports استنادًا إلى أرقام البحث في جوجل وإيباي عن أكثر خمسة قمصان كرة قدم إسبانية طلبًا بين الجماهير، فاحتل قميص ريال مدريد في موسم 2011/2012 عصر جوزيه مورينيو المركز الأول بفارقٍ مريح، متفوقًا على كل ما طرحته نايكي وأديداس من تصاميم مستقبلية.
1. ريال مدريد 2011/12 “ثورة مورينيو”
لم تغب العلاجيم البيضاء عن منصات التتويج الأوروبية، لكن قميص “الموسم الثاني للمخصوص” عاد بقوة إلى واجهات البحث: سجل 210 عمليات بحث شهرية في جوجل، و600 عرضًا على إيباي. أقمصة تحمل شارة اللقب الإسباني الذي انتزع فيه مورينيو اللقب من برشلونة في آخر موسم لبيب جوارديولا، باتت اليوم قطعًا نادرةً يلاحقها هواة الجمع والطامحون لإحياء حكايات الإعلام الإيطالي في القلعة الملكية.
2. برشلونة 1998/99 “البساطة الذهبية”
في مركز الوصافة، يتربع القميص ذو الخطوط الحمراء والزرقاء السميكة، الذي ارتداه لويس إنريكي وبيب جوارديولا وكارليس بويول حين انطلقت شراكة نايكي مع البلاوجرانا. شهد موسم 1998/99 بداية حقبة التحولات التكتيكية، ونالت تصاميم ذلك القميص إعجاب 390 باحثًا شهريًا على جوجل و150 هاويًا على إيباي، ما يدلّ على عشق الجمهور لعنفوان “الحنين الأول”.
3. ريال مدريد 1997/98 “تيكا ريترو”
هنا يتجلّى سر “تيكا” الأسطوري، ذلك الشعار الذي أعاد للعائلة الملكية زخم دوري الأبطال بعد غياب 32 عامًا، بقيادة راؤول وروبرتو كارلوس ودافور سوكر. القميص الثالث على القائمة حقق 390 عملية بحث شهرية في جوجل و150 على إيباي، مساويًا تقريبًا شعبية قميص برشلونة لعام 98/99، مما يؤكد أن الذكريات الأوروبية تُحرّك مشاعر المشتري بنفس القدر بين عشاق الأبيض والأحمر-الأزرق.
4. برشلونة 2008/09 “ثلاثية بيب الخالدة”
لا يقف الحنين عند حدود التسعينيات، فقد عاد فجرٌ جديدٌ من تألق بيب جوارديولا بانفجار البحث عن قميص موسم الثلاثية التاريخية. استحوذ على 380 بحثًا شهريًا في جوجل و160 عرضًا في إيباي، وهذا التصميم الذي ارتسم عليه شعار نايكي بحرفٍ ذهبي، حمل توقيعات ميسي وتشافي وإنييستا، وترك أثرًا لا يُمحى في ذاكرة الجماهير التي تسعى لاستعادة جمالية “تيكي تاكا” بكل تفاصيله.
5. ريال مدريد 2001/02 “سحر زيدان ورونالدو”
يكمل اللائحة قميص موسم 2001/02 الذي تميّز بلمسات زين الدين زيدان ومهارات رونالدو “الظاهرة”. اقتنص المركز الخامس برصيد 350بحثًا شهريًا عبر جوجل و120 عرضًا على إيباي، وذلك بفضل هدف زيزو الأسطوري في نهائي دوري الأبطال ضد باير ليفركوزن. القميص الأبيض البسيط تحول إلى أيقونة رياضية لحقبةٍ شهدت أكبر نزال هجوميٍ بين أساطير الكرة.
لماذا يعود الحنين بهذه القوة؟
يرجع خبراء الموضة الرياضية ذلك الميل إلى:
1. الرغبة في التمايز: ارتداء قميص قديم يضمن تفردًا بعيدًا عن التصاميم الجماعية المنتشرة في الأسواق.
2. عاطفة المشجع: كل قميص يحكي قصة انتصار أو هدفًا لا يُنسى، فاتحًا باب الذكريات أمام من عاشوا تلك اللحظات.
3. الاستثمار الرياضي: بعض القطع النادرة تضاعف قيمتها مع مرور الوقت، ما يجعل اقتنائها استثمارًا حقيقيًا.
خاتمة أمام مستقبل يعانق الماضي
بين تقنية البحث السريع على جوجل وعروض البيع العشوائية على إيباي، يثبت الهوس بالقمصان الكلاسيكية أن عشّاق الكرة لا يزالون يتوقون إلى لمسةٍ من التراث في خزانة ملابسهم. وبعد أن صدّر قميص مورينيو قائمة الأكثر طلبًا في إسبانيا، يبدو أن سوق الرياضة يرتدي وشاح الحنين إلى الأمجاد، فلا غرابة إن شهد صيف 2025 إطلاق نسخٍ محدودةٍ من تلك التصاميم، مصممةً خصيصًا لعشاقٍ لا يرضون إلا بالقصة التي خلفها كل قميص في ذاكرة جمهوره.
