ينتظر جمهور الهلال السعودي بفارغ الصبر أن تكشف إدارة النادي عن خليفة البرتغالي جورج جيسوس، الذي أقيل بعد خسارة "فرسان نجد" لمحاولة التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للموسم الحالي 2024–2025 على يد الأهلي (1–3). ومع انطلاق "العالمية" في الولايات المتحدة مطلع يونيو، بدا سباق الأسماء المدعوة لملء مقعد الهلال شغوفًا وحافلًا بالمفاجآت، كان آخرها ربط اسم المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو بإمكانية خوض تجربةٍ جديدةٍ في الرياض.
خسارة قارية بأبعادٍ مؤلمةٍ
تلقى الهلال ضربة قوية بخروجه من نصف نهائي دوري النخبة بعد فوزه المزمع على الأهلي، ليغلق ملف طموحه القاري في موسمٍ حمل آمالًا كبيرةً بعد النجاحات المحلية. وفي أعقاب هذه المفاجأة، قررت الإدارة تكليف الأسطورة محمد الشلهوب بقيادة الفريق مؤقتًا حتى الإعلان عن التعيين النهائي، وسط ضغوطٍ على اختيارات اسمٍ قادرٍ على إعادة الهيبة وتحقيق أهداف المشاركة في كأس العالم للأندية (15 يونيو – 13 يوليو 2025) إلى جانب ريال مدريد وباتشوكا وريد بول سالزبورغ.
المرشّحون الأبرز: بين الخبرة الأوروبية والشباب الواعد
على طاولة مفاوضات الزعيم السعودي تناوبت مجموعةٌ من الأسماء اللامعة، يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات:
1. الخبراء الأوروبيون:
- كارلو أنشيلوتي (ريال مدريد): يملك سجلًّا قياسيًا في دوري أبطال أوروبا، وقد يصبح أسلوبه المتوازن بين الهجوم والدفاع ملائمًا لمشروع الهلال.
- سيموني إنزاجي (لازيو سابقًا وإنتر حاليًا): يُعرف بقدرته على استغلال لاعبي الأطراف وتحويل الفرق إلى منافسين دوليين.
- ماسيميليانو أليجري (يوفنتوس وإيه سي ميلان سابقًا): يملك خبرةً طويلةً في الدوري الإيطالي وفي دوري الأبطال، لكنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإعادة بناء المنتخبات الكبرى.
2. الأسماء الواعدة الشابة:
- نونو إسبيريتو سانتو: نجح في الدوري الإنجليزي مع وولفرهامبتون، ويُشتهر بأسلوب الضغط العالي والهجمات المرتدة.
- ماركو سيلفا: (واتفورد وإيفرتون سابقًا): يعتمد على اللعب المباشر والاندفاع الهجومي، وقد يكون خيارًا متوسط التكاليف.
3. المحليون والإسبان:
- تشافي هيرنانديز (برشلونة): يمتلك فلسفة برشلونة ويشتهر ببناء فريقٍ يعتمد على الاستحواذ والتمرير القصير، لكنه لم يختبر القارة الآسيوية بعد.
مورينيو: “المدفعجيّ” يدخل السباق

أحدث ربط اسم مورينيو، المدير الفني الحالي لفنربخشة التركي، ضجةً واسعةً أمس، بعد أن أشارت شبكة "TalkSPORT" البريطانية إلى أن الهلال بات يفاضل بينه وبين باقي المرشحين. يأتي ذلك رغم عدم تلقي مورينيو عرضًا رسميًّا من إدارة النادي، ولكن ذكرت مصادرٌ مقربةٌ أن الإدارة معجبةٌ بشخصية البرتغالي القتالية وقدرته على إعادة بناء المدرجات والملعب إلى قلعةٍ حقيقيةٍ لصناعة الانتصارات.
سجّلت العلاقة الأولى بين الهلال ومورينيو محاولاتٍ سابقةً لضمّه بعد إقالة كارلوس كيروش من تدريب المنتخب السعودي، لكنه رفض في حينه، فهل تتغير المعطيات هذه المرة بوجود حزمةٍ من النجوم الدوليين والرغبة المعلنة في المنافسة على الألقاب القارية والعالمية؟
تحديات التعاقد والتكاليف المالية

على الرغم من جاذبية أي اسمٍ عالميٍّ، تبقى تكلفة التعاقد مع مدربٍ مثل مورينيو أو أنشيلوتي تحديًا ماليًّا لا يستهان به. إذ قد تصل رواتبهم السنوية إلى ما يزيد عن 12 مليون يورو فضلًا عن رواتب الجهاز المساعد، وهو ما يتطلّب استراتيجيةَ رعايةٍ وتسويقٍ محليةٍ وعالميةٍ مع تحديث مرافق النادي ورفع قيمة حقوق البث التلفزيوني للمباريات.
في المقابل، قد يفضل بعض المرشحين الشباب أو المحليين – مثل تشافي أو نونو – رواتبٍ أقلّ نسبيًا، مع منحهم بندًا جزائيًّا أقل في عقد فسخٍ يُسهّل مهمة الإنهاء المبكر للعلاقة في حال عدم تحقيق الأهداف.
الإنجازات القادمة على المحك
بينما ينتظر الهلال المواجهات الحاسمة في كأس العالم للأندية، يوجب عليه إنهاء ملف المدرب قبل العودة للاستعداد الجدي – فالفريق بحاجةٍ ملحّةٍ لاستقرار فنيٍ قبل الدخول في معترك المنافسات خلال الأسابيع المقبلة.
الخلاصة… اختيارٌ يصنع المستقبل
في نهاية المطاف، يبقى السؤال الأهم: هل ينجح الهلال في خطف توقيعٍ يخطف الأنفاس مثل مورينيو أو أنشيلوتي، أم يراهن على روح الفريق والتناغم الذي قد يجده مع توابعٍ أقل شهرةً وأكثر حماسًا للتحدي؟ حتى يصدر الإعلان الرسمي، ستبقى الأعين شاخصةً نحو الرياض مترقبةً اختيار الإدارة الحاسم لإعادة "الزعيم" إلى عرشه الآسيوي، وربما العالمي.