قراءة فنية للمواجهة
بدأ يايسله تصريحاته بإبراز مدى صعوبة اللقاء أمام الهلال، قائلاً:
“كنا ندرك أن المباراة ستكون معركة حقيقية، خاصة أمام فريق يملك مدرباً متمرساً مثل جورجي جيسوس، لكن اللاعبين أظهروا تركيزاً عالياً منذ اللحظات الأولى.”
شهدت الدقائق الأولى تبادلاً في الاستحواذ، قبل أن ينفذ الأهلي محاولات تنظيمية تركزت حول الضغط المتقدم على قلب دفاع الهلال، وهو ما أربك توازن الأخير وأثمر هدف التقدم من تسديدة متقنة أطلقها بدر العلي في الدقيقة 23. الخطة التي اعتمدها يايسله كشفت عن قراءة دقيقة لنقاط ضعف الهلال، مما سمح للفريق الأبيض بتوسيع الفارق لاحقاً.
استغلال نقاط الضعف وفن التفاصيل
أوضح المدير الفني الألماني أن السر في تفوق الأهلي كان في “التفاصيل الصغيرة” التي تم التركيز عليها خلال الأيام التحضيرية:
“حددنا مواطن الضعف في تشكيلة الهلال، سواء في بناء اللعب أو التغطية على الأطراف، واستثمرنا ذلك بفاعلية. كرة القدم تعتمد على التفاصيل، واليوم كانت الفوارق دقيقة، لكننا نجحنا في حسمها لصالحنا.”
وقد ظهر هذا جلياً عندما نجح الجناح يوسف الحويّ في قطع تمريرات خط الوسط الهلالي، وشن هجمات مرتدة سريعة حسمتها لمسات بدر العلي ولاوتارو فيرا وحمدان الحمدان بهدفين إضافيين أنهوا النتيجة لصالح الفريق الأحمر.
جاهزية المعسكر الأهلاوي للنهائي

بعد انتصار الليلة، واصل يايسله الإشادة بفريقه بالكامل، مشيراً إلى تعاون اللاعبين والجهازين الفني والإداري، وقال:
“ليس فقط اللاعبين من قدّموا مستوى رائعاً، بل جميع عناصر النادي تستحق الفخر. لدينا الآن 72 ساعة لاستعادة اللياقة والتركيز للنهائي، وهذه المرحلة تتطلب جهداً مضاعفاً على الصعيدين البدني والذهني.”
وأكد المدرب أن تحضيرات الأهلي لا تختلف بحسب خصمه في النهائي، سواء كان النصر السعودي أو كاواساكي الياباني، قائلاً:
“المهم هو العمل على أنفسنا أولاً، ثم التجهيز لكل سيناريو بالتساوي. الفوز في نصف النهائي منحنا دفعة معنوية هائلة، لكن الأهم هو الحفاظ على المستوى وترجمته في المباراة الحاسمة.”
دروس من جيسوس وتجربة المواجهة
لم تخُفِ تصريحات يايسله تقديره لعناصر الخبرة لدى الهلال بقيادة جورجي جيسوس، بل اعتبر أن المباراة أتاحت فرصة للاعبيه للتعلم من بعض الثغرات وتداركها مستقبلاً:
“ليس الهدف التعثر للهلال، بل التعلم من الأخطاء التي وقعوا فيها اليوم. كرة القدم الحصرية تقوم دائماً على التطوير والاستيعاب المستمر للتكتيك الحديث.”
كما أكد أن الخبرة التدريبية الألمانية لعبت دوراً بارزاً في ضمان السيطرة على الثلاثي الأمامي و筑牢 الدفاع، حيث نجح ثلاثي الوسط في تحقيق التوازن المطلوب بين الخطين، فيما عمل قلب الدفاع على مراقبة المهاجمين الهلاليين، وهو ما حدّ بشكل كبير من خطورة سالم الدوسري وبقية العناصر الهجومية.
الأرقام تتحدث

- نسبة الاستحواذ: 54% للأهلي مقابل 46% للهلال.
- عدد الفرص الحقيقية: 9 فرص للأهلي مقابل 5 للهلال.
- الدقة التمريرية: 82% للأهلي، مع انخفاض واضح في فاعلية خط وسط الهلال.
هذه الإحصائيات تعكس الانضباط التكتيكي الذي فرضه يايسله على لاعبيه، مقابل أعطال فنية شهدها الهلال في أكثر من منطقة على أرضية الملعب.
الطريق إلى اللقب وانعكاسات الفوز
مع فوزه على الهلال، أصبح الأهلي على بعد خطوة واحدة من تحقيق لقبه القاري الأول منذ نسخة 2012، وهي مهلة طويلة قضى خلالها المشجعون سنوات يتطلعون لفرصة كهذه. وسيمثل الفائز في النهائي الخيار العربي الوحيد في كأس العالم للأندية، وهو هدف إضافي يرفع سقف الطموحات داخل أروقة النادي الأحمر.
على الصعيد الجماهيري والإعلامي، تفاعل الصحافيون الرياضيون والمشجعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الإنجاز، بينما ركزت صحيفتا “ماركا” و”موندو ديبورتيفو” على القراءة التكتيكية الدقيقة ليايسله وتصميمه على تقديم مباراة نهائية تليق باسم الأهلي.
يبدو واضحاً أن “الزعيم” استعاد بريقه القاري بشكل جذري منذ تولّي المدرب الألماني المسؤولية، وقدرة الفريق على تجاوز فرق الصفوة مثل الهلال دليل على عودة الأهلي إلى ساحة البطولات الكبرى.
في الختام
كرس المدرب ماتياس يايسله رسالة واضحة بأن الألقاب تُبنى على العمل الدؤوب وتوظيف التفاصيل الصغيرة، معرباً عن ثقته الكاملة بقدرة فريقه على تقديم أداء قوي في المباراة النهائية.
مع تبقّي أيام قليلة على المواجهة الحاسمة، يواصل معسكر الأهلي تحضيراته على قدم وساق، استعداداً لكتابة فصل جديد في سجل التتويج الآسيوي.