يامال ينذر البارسا بثورة العشرة الذهبية
يمرّ موسم الاستعداد في برشلونة بفصل جديد يحمل في طيّاته رمزية خاصة تمتد جذورها إلى تاريخ حافل بالأسماء الأسطورية التي حملت الرقم عشرة عبر أجيال النادي الكتالوني الذهبية قبل أن يتصدر تلميح الظهير الأيسر الشاب لامين يامال المشهد ويثير حماسة الجماهير عشية انطلاق التحضيرات للموسم المقبل تراجع نجم أنسو فاتي الذي ورث القميص من الأيقونة الأرجنتينية ليونيل ميسي أدى إلى بوادر رحيله عن كامب نو هذا الصيف حيث بات على أعتاب الانتقال إلى موناكو في صفقة تأخذ حيزًا كبيرًا من اهتمامات الصحافة العالمية ومع مغادرة فاتي بات الرقم 10 خاليًا وسط توقعات واسعة بأن يرتديه يامال بخاصة بعد تأكيد والد اللاعب عبر حسابه في إنستجرام بأن لامين لا يستحق القميص فحسب بل أكثر من ذلك بكثير وعبر تعليقه التفصيلي أعلن الوالد بوضوح أن نجله على موعد مع صفحة جديدة في مسيرة النادي تجسد بناء الأجيال وصياغة أسطورة جديدة
في هذا السياق رصدت صحيفة موندو ديبورتيفو رغبة برشلونة في الكشف رسميًا عن اختيار لامين يامال للرقم الأسطوري في حفل مصغر يصادف عيد ميلاده الثامن عشر يوم 13 يوليو المؤرخ الذي يفتح الباب لعقد طويل الأمد يمتد حتى صيف 2031 بعدما كان عقده السابق يخضع لشرط الحد الأقصى لسنّ اللاعبين دون الثامنة عشرة وبانتظار المشاركة في أولى تدريبات الموسم يتجه النادي إلى تقديم إعلان احتفالي يوم الثلاثاء المقبل وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية لتكريم يامال واعتبار يوم بلوغه سن الرشد محطة فارقة انتقالية بين مرحلة ناشئي الأكاديمية واحترافية الكبار
يفهم عشاق البلوغرانا جيدًا قيمة الرقم عشرة الذي ارتداه أساطير كالمهاجم البرازيلي روماريو وصانع الألعاب ريفالدو والمخضرم خوان رومان ريكيلمي وساحر الملاعب رونالدينيو ثم الأمر ذاع صيته أكثر مع ميسي الذي حمل شارة القيادة وكتب أهم فصول التاريخ الحديث للنادي وسيكون أمام يامال تحدٍ كبير لإثبات جدارته بهذا المدلول الثقيل والرمز العميق ولعل تلميح يامال الأخير على حسابه الرسمي والذي نشر خلاله صورة له وهو يحتفل بهدفه الأول بقميص منتخب إسبانيا تحت عشرين عامًا مرتديًا القميص رقم 19 مصحوبة برسالة مقتضبة مفادها “رقمي قصتي” كان بارقة إذْ أعاد إلى الأذهان طبيعة الرحلة التي تنتظر صاحب الطموح الكبير ورغبة الجماهير في رؤية مواطن التوهج الرياضي يرتدي عباءة العظماء وكان تعليق الوالد الذي عبّر عن فخره البالغ حافزًا إضافيًا أضفى نزعة درامية على الواقعة ومحفزًا إعلاميًا جعل من حفل تقديم القميص رقم عشرة حدثًا ينتظره الإعلام المحلي والعالمي
على أرضية التدريب، ينتظر لاكروزيت ضربات البداية في إيذان بانطلاقة مشروع فني متكامل لكأس الأبطال المحلية والأوروبية تحت قيادة تشافي هيرنانديز الذي أبدى سابقًا ثقته الكبيرة في قدرات يامال ومكانته بوصفه واحدًا من أبرز المواهب العالمية الصاعدة وقد سبق للنجم الصغير أن أكد في تصريحات مقتضبة أن ارتداء القميص رقم عشرة سيكون مسؤولية كبرى تتطلب التركيز والعمل اليومي مع الجهاز الفني للاطلاع على أسرار حامل الرقم في العش السابق وامتداد للأداء الناضج وعيون الجماهير ستتابع كل حركة وحفل الكشف عن القميص سيعقد في استاد يوهان كرويف إذ سيشهد حضور أساطير حملت الرقم وأسرة النادي والجهاز الفني والإداري ليكتمل المشهد الاحتفالي وترتفع الأصوات مرددة اسم لامين يامال كأحد أعمدة المستقبل القريب للبارسا
وبينما يتطلع يامال إلى تجسيد أسطورته الشخصية تحت شعار “هذا رقمي حكاياتي” فإن مهمة التعاطي مع الضغط الإعلامي والتوقعات الجماهيرية ستكون اختبارًا لقدرة هذا الشاب الفتي على ترجمة المواهب إلى إنجازات واقعية على أرض الميدان ويعول عليه تشافي في مشروع بناء فريق يمتلك القدرات الفنية والروحية لكتابة فصل جديد في تاريخ النادي وبعيدًا عن كأس الملك والدوري الإسباني تبدو آمال البلوغرانا معلقة بشكل خاص على قمة الأندية الأوروبية لتعزيز خلاصة العمل الفني والبدني وترميم سمعة الفريق القاري
هكذا يتبلور مشهد برشلونة قبل رفع الستار عن معسكره الصيفي وتحميل يامال ثقل الرقم الأسطوري الذي بات فارقًا بين الأساطير والنجوم الصاعدين وستكون ملامح الموسم الجديد مفتوحة أمام من يثبت جدارته مبكرًا وسط أجواء الكامب نو ووالده المنتظر خطابه الختامي في حفل 13 يوليو سيكشف أكثر عن التفاصيل الفنية والعقود الرسمية لتبدأ صفحة مشوقة ينتظرها عشاق كرة القدم ومحبو أحمر وأزرق بقوة لتروي قصة رقم عشرة في فيلسوفة جديدة عنوانها إبداع وعبقرية السيناريو الرياضي الصيفي العام المقبل.
