رغم خسارة ريال مدريد أمام غريمه الأزلي برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا، نجح النجم الفرنسي كيليان مبابي في ترك بصمته الخاصة على واحدة من أكثر مواجهات الكلاسيكو إثارة في السنوات الأخيرة. المباراة التي أقيمت مساء السبت على أرضية ملعب "لا كارتوخا" في مدينة إشبيلية، انتهت بتفوق برشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد ملحمة كروية امتدت للأشواط الإضافية.
مبابي، الذي دخل بديلاً مع بداية الشوط الثاني مكان البرازيلي رودريغو، أعاد الأمل لجماهير الميرنجي حين ظهر بأداء متميز وقلب المعطيات الهجومية لصالح فريقه بعد شوط أول صعب للغاية على رجال المدرب كارلو أنشيلوتي.
مبابي يحقق إنجازًا شخصيًا غير مسبوق
من بين اللحظات التي لن تُنسى في هذه المواجهة، كانت تسديدة مبابي التاريخية من ركلة حرة مباشرة، والتي هز بها شباك حارس برشلونة فويتشيك شتشيسني بطريقة مذهلة. المثير أن هذا الهدف كان الأول في مسيرة مبابي الذي يتمكن فيه من التسجيل عبر ركلة حرة مباشرة، ليضيف إنجازًا فرديًا جديدًا إلى سجله الزاخر رغم حداثة تجربته مع ريال مدريد.
الكرة انطلقت من قدم مبابي بسرعة ودقة، لتستقر في الزاوية اليمنى العليا لمرمى برشلونة، في مشهد احتفى به جمهور ريال مدريد على الرغم من النتيجة النهائية المخيبة.
دور حاسم وتأثير واضح

مشاركة مبابي منذ بداية الشوط الثاني أعطت ريال مدريد طابعًا هجوميًا أكثر شراسة. تحركاته الذكية وسرعته في اختراق دفاعات برشلونة أجبرت الخط الخلفي للكتلان على الارتباك، وفتحت المجال أمام زملائه لإيجاد المزيد من المساحات.
وبالإضافة إلى هدفه الرائع، قدم مبابي تمريرتين مفتاحيتين صنعتا فرصتين حقيقيتين للتسجيل لم يُحسن لاعبو الميرنجي استغلالهما، كما قام بمراوغتين ناجحتين أكد بهما قيمته الكبيرة داخل أرضية الملعب.
أرقام مبابي تواصل الإبهار مع ريال مدريد
بعد هذا الهدف الجديد في شباك برشلونة، ارتفع عدد مساهمات مبابي التهديفية مع ريال مدريد هذا الموسم إلى 39 مساهمة، منها 34 هدفًا إلى جانب 5 تمريرات حاسمة. أرقام تؤكد مرة أخرى أن اللاعب الفرنسي بدأ يضع بصمته بقوة منذ انضمامه إلى صفوف الفريق الأبيض.
مبابي سجل بقميص ريال مدريد في جميع البطولات التي شارك بها هذا الموسم، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا أو كأس السوبر المحلي، والآن يضيف كأس الملك إلى لائحة المسابقات التي هز فيها الشباك.
تقييم إيجابي رغم الخسارة

منحت شبكة "سوفا سكور" العالمية مبابي تقييمًا بلغ 7.5 من 10، ليكون من بين أفضل لاعبي ريال مدريد في اللقاء، في شهادة أخرى على أدائه القوي. مبابي أظهر جودة فنية عالية، وواصل تأكيد قدرته على أن يكون عنصر الحسم في المواجهات الكبرى، حتى مع محدودية الدقائق التي لعبها مقارنة ببقية زملائه.
إرث مستمر وتفاؤل بالمستقبل
رغم الخسارة وفقدان لقب كأس الملك لصالح الغريم التقليدي، خرج كيليان مبابي من اللقاء مرفوع الرأس، بعدما قدم واحدًا من أفضل عروضه منذ قدومه إلى العاصمة الإسبانية. الأداء الذي ظهر به ضد برشلونة أكد أن ريال مدريد قد وجد بالفعل النجم الذي سيقوده في السنوات المقبلة لتحقيق الإنجازات المحلية والقارية.
ويبقى أمام مبابي وزملائه فرصة للتعويض، إذ لا تزال المنافسة على لقب الدوري الإسباني قائمة، فضلًا عن حلم التتويج بدوري أبطال أوروبا، البطولة التي يحلم مبابي بالتألق فيها بقميص الفريق الملكي كما فعل أساطير النادي عبر التاريخ.
الجماهير المدريدية، رغم خيبة الأمل في نهائي الكأس، باتت أكثر تفاؤلاً بقدرة الفريق على بناء جيل ذهبي جديد بقيادة النجم الفرنسي، الذي أثبت في ظرف أشهر قليلة أنه الصفقة التي تستحق كل الرهانات والطموحات.