مباريات دراماتيكية وأهداف متبادلة
انتهى الشوط الأول من المباراة بتقدّم ريال مدريد بثلاثية رائعة، بدأها أردا جولر في الدقيقة 33 قبل أن يُضيف كيليان مبابي الهدفين الثاني والثالث (39 و48). ورغم التفوّق العددي والذهني للملكي، فإن أصحاب القميص السماوي (سيلتا فيغو) لم يستسلموا، فقلّصوا الفارق بهدفٍ أول من ركلة حرة سريعة في الدقيقة 69، ثم سجّلوا الهدف الثاني في الدقيقة 76 من مجهود جماعي مميّز. وعامِل هذا التبادل معارك تكتيكية وإنضاج فرص تهديفية متكررة في الدقائق الأخيرة.
لحظة تحول النقاش: مطالبة بركلة جزاء
كانت أكثر لحظات المباراة إثارةً للجدل عند مطالبة كريم بنزيمة ورافاييل فاران بوجود تماس يد على ماركوس ألفونسو في منطقة جزاء سيلتا فيغو خلال الدقيقة 58. وحسب قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، قد تُحتسب ركلة جزاء حين تكون اليد في وضعٍ غير طبيعي يعزّز مساحة الجسم. إلا أن مانزانو استند – بعد إشارة مساعديه – إلى أن حركة يد ألفونسو جاءت مصطنعة جزئيًا وتفاديًا لتسديدة خطيرة، فأمر باستمرار اللعب دون الرجوع إلى تقنية الفيديو “VAR”، مما أثار غضب لاعبي الملعب والمدرب كارلو أنشيلوتي، ودفَعهم للاعتراض الحاد.
قرارات أخرى.. صواب أم خطأ؟
- إنذار مبكر للاعتراض: لجأ مانزانو إلى بطاقة صفراء بحق لاعب وسط سيلتا فيغو لاحتجاجه المبالغ فيه على قرار عدم احتساب ركلة الجزاء، وهو ما ساهم في تهدئة الاعتراضات المتكررة لاحقًا.
- تقييم تدخلات الدفاع: في ربع الساعة الأخير، احتسب مانزانو ركلتي حرة لصالح ريال مدريد قرب خط منطقة الجزاء، بعد تدخلاتٍ قاسية، ما مثّل دفعة تكتيكية للملكيين لاستعادة أفضلية التهديف.
- إدارة الوقت المحتسب بدل الضائع: أضفت التبديلات والإصابات التي شهدتها المباراة دقيقتين إضافيتين، أدارهما الحكم بحنكةٍ عبر السماح باستئناف اللعب السلس وعدم إهدار الوقت.
رؤية “ArchivoVAR” لعمل مانزانو

ذكر حساب “ArchivoVAR” على “إكس” أن مانزانو “قدّم مباراة متوازنة وسط أحداثٍ مثيرة للجدل”، وأشاد بـ”سرعة اتخاذ قراراته وحسمه في معظم الأحيان، وقدرته على ضبط إيقاع اللقاء رغم ارتفاع منسوب الاحتكاك”. هذه التوصيفة، التي منحته 7.5/10، تضعه في خانة الحكام المؤهلين لإدارة مباراياتٍ كبرى، رغم الحاجة أحيانًا إلى مزيدٍ من الدقة في حالات احتساب ركلات الجزاء.
خلفية مسيرة جيل مانزانو التحكيمية
حكم الدرجة الأولى الإسباني البالغ من العمر 40 عامًا، بدأ مسيرته في دوري الدرجة الثانية قبل أن يرتقي سريعًا إلى الليغا في 2013، وأدار عشرات المباريات المهمة في إسبانيا وأوروبا بما يشمل دوري أبطال أوروبا والبطولات القارية. ويشتهر مانزانو بأسلوبه الحازم في التعامل مع الاعتراضات، وحرصه على منح الفريقين انطلاقة هجومية عادلة، إضافة إلى مرونته في تطبيق تقنية الفيديو عند التعاطي مع الحالات المثيرة للجدل.
أثر هذه المواجهة على المنافسة

عزز الفوز 3-2 مركز ريال مدريد في صدارة الترتيب قبل جولتين من الختام، مما يقربهم خطوةً إضافية نحو اللقب لموسمٍ جديدٍ حافلٍ بالتحديات. بينما اعتادت فرق القاع على ضرورة عدم التضحية بدقائق إضافية، فتحت المنافَسة على البقاء في الدرجة الأولى. ولعب رصد الأداء التحكيمي دورًا مهمًا في فهم كيف يمكن للحكم الخروج بالمباراة دون ضغوطٍ كبيرة على نزاهة المنافسة ونتائجها.
خلاصة: الحكم بين الصواب والجدل
رغم الانتقادات التي واجهها مانزانو بتعليق هويته بالبطاقة الصفراء في مواجهة الاعتراض على لمسة اليد، فإن تقييم “ArchivoVAR” يشير إلى ثقةٍ في حكمٍ واثقٍ بقراراته. وتبقى الحكمة المستقاة من هذه المواجهة: أن إدارة المواقف الجدلية تتطلب مزيجًا من الجرأة للحسم والقدرة على الاستعانة بـ“VAR” حين يتعارض المبدأ الأخلاقي للروح الرياضية مع قواعد السلامة التنافسية. وفي عالمٍ تتسارع فيه الأحداث داخل الملعب، يظل الحكم شخصًا ذا تأثيرٍ مباشرٍ على سير المباراة ونتائجها، ويضعه تقييمه على مقربةٍ من قائمة الذين يُطلق عليهم “حكام الصفوف الأولى” في كرة القدم الإسبانية.