ثورة هولندية مدوية في قلب سانتياغو برنابيو
في خطوة تكشف عن توجه استراتيجي جديد داخل أروقة سانتياغو برنابيو يضع ريال مدريد عينه على الموهبة الصاعدة كيس سميث نجم ألكمار الهولندي الذي تألق بشكل لافت في بطولة أوروبا تحت 19 عاماً ويُعَدّ خليفة مثالياً للياقة الفنية التي اعتاد عليها لوكا مودريتش في وسط الميدان
حيث أشارت تقارير صحيفة آس الإسبانية إلى أن إدارة ريال مدريد بدأت تقترب بشكل جدي من فتح مفاوضات مع اللاعب الشاب بعد تتويج منتخب هولندا بلقب أمم أوروبا للشباب بفضل هدفين وصناعة هدفين من نصيب كيس سميث الذي اختير أفضل لاعب في البطولة هذا الصيف وقد حلّ حضوره المميز كإشارة واضحة إلى قدرة النادي الملكي على ضم العناصر الواعدة قبل أن تفرّط فيها أندية القمة الأوروبية الأخرى

في بداية اهتمام ريال مدريد بكيس سميث تعود إلى موسم دوري أبطال أوروبا للشباب 2023 عندما كان لا يزال مع فريق ألكمار تحت 19 عاماً وقد نجح في قيادة فريقه إلى الفوز على فرق مرموقة منها ريال مدريد وبرشلونة ثم تألق في مباريات النهائي قبل أن تهطل عليه الأضواء ويُدرَج على قائمة المراقبة البيضاء وتعزز ذلك بعد ترقيته إلى الفريق الأول لموسم 2024–2025 حيث شارك في 31 مباراة سجل فيها هدفين وصنع هدفين ليظهر بشكل ثابت مشروع صانع ألعاب المستقبل في وسط الميدان المهاجم
ولم يقتصر الأمر على الأرقام والإحصائيات فحسب بل إن التقارير الفنية التي اطلعت عليها إدارة النادي الملكي أكدت أن أسلوبه في التحكم بمساحات الملعب وتمريراته القطرية الطويلة وقدرته على القراءة التكتيكية تشبه إلى حد بعيد المواصفات التي يتمتع بها النجم الكرواتي لوكا مودريتش صاحب القوام الفريد والذي أبدع على مدار أكثر من عقد داخل التشكيلة المدريدية مما دفع تشكيلة من الكشافين لاعتباره ورقة بديلة في حال قرر مودريتش خفض دورُه أو التوقف عن معاونة الفريق في المستقبل القريب
تجدر الإشارة إلى أن عقد كيس سميث يمتد حتى صيف عام 2028 مع فريق ألكمار الهولندي مما يجعل مهمة ريال مدريد تتطلب خطة مالية محكمة لتسريع عملية انضمامه إلى الصفوف الملكية قبل أن تظهر عروض منافسة من أندية أخرى في الدوريات الكبرى مثل البريميرليغ والدوري الألماني الذي يحرص على ضم المواهب الشابة بقوة في السنوات الأخيرة
ومن أهم العناصر التي تجعل الصفقة متوقعة للرسم النهائي هو تأييد الجهاز الفني بقيادة مدرب الميرينجي تشابي ألونسو الذي يسعى لبناء وسط ميدان متوازن يجمع بين الخبرة التي يوفرها مودريتش وبينيزما وبدلاء أمثال كامافينغا وبايلين وسرعة الشباب التي يمثلها لاعبون مثل سميث ورافاييل فاران الشاب في حالة استمرار تطوير مستواه
وبحسب المعلومات المتاحة فإن ريال مدريد تمكن من إرسال وفد تقني إلى هولندا لمتابعة تدريبات ألكمار ومراقبة تطوّر سميث عملياً داخل الملعب والتأكد من ملاءمته للهوية الفنية التي يطبقها تشابي ألونسو مع التركيز على سرعته في التحرك بالكرة ودقته في التمرير واستغلاله للمساحات المفتوحة خلف وسط المدافعين وهو ما يطابق خطة النجم الكرواتي في التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة عندما كان يقود وسط ريال مدريد

وفي سياق متصل كشفت مصادر داخل ألكمار عن استعدادهم للتفاوض مع ريال مدريد في حال تجرّدت عروض النادي الإسباني من أي عقبات مالية وتم الاتفاق على بند جزائي يراعي القيمة السوقية المستقبلية لنجم أوروبا الشاب الذي يمكن أن يصل إلى قيمة سوقية تُقدّر بأكثر من خمسين مليون يورو وسط توقعات بأن ترتفع هذه القيمة بعد تألقه في المباريات الدولية المقبلة للمنتخب الهولندي تحت 21 عاماً
وعلّق عدد من محللي الشبكات الرياضية الأوروبية على الصفقة المرتقبة بأن ضم لاعب مثل كيس سميث يمثل ضربة فنية واستراتيجية لريال مدريد إذ يضمن النادي دمج لاعبين من جيل جديد بجوار صفوة المخضرمين وفتح مسار تنافسي دائم بينهم مما يجعل وسط الميدان الملكي أكثر ديناميكية وقدرة على مواجهة الضغط المتصاعد في المباريات المصيرية داخل الليغا الإسبانية ودوري أبطال أوروبا والمنافسات القارية
ومع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية يتوقع أن يتحول الحديث حول هذا الملف إلى الأبرز داخل الصحافة العالمية لا سيما بعد أن أصبح لسميث قاعدة جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعي تتابع حركاته الفنية سواء في المباريات الرسمية أو في حصص التدريب المفتوحة التي تنقلها قنوات ألكمار بشكل دوري مما يزيد من الاهتمام الإعلامي ويضفي بعداً تسويقياً مهماً لصفقة انتقاله إلى الملكي
في الختام تبدو آمال ريال مدريد معقودة على كسر حاجز الصفقات التقليدية والتوجه نحو استثمار المواهب الشابة التي تضمن استدامة تفوّق الوسط التكتيكي لفترة طويلة تأتي بعدها إدارة النادي فرصة وضع حجر الأساس لاحترام إرث مودريتش واستمرار مسيرة الإبداع التي تميّز بها وسط الميدان الملكي على مدار العقد الماضي بفضل نجوم صنعوا مجد الفريق وبرعوا في تقديم كرة فنية تُلهم الجماهير حول العالم.