ملابسات المباراة والصدام الأخير
أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق بالاتحاد السعودي لكرة القدم حكمها النهائي في واقعة المشادّة التي شهدتها نهاية مباراة النصر أمام الاتحاد يوم 7 مايو الجاري، ضمن منافسات الجولة الثلاثين من دوري روشن السعودي للمحترفين، مؤكدةً إيقاف مدافع العميد موسى ديابي مباراتين رسميتين مع تغريمه 20 ألف ريال، في قرار وصفه المستشار التحكيمي عبدالله القحطاني بالمفاجئ والمبالغ فيه.
حل الاتحاد ضيفًا على النصر في “استاد الأول بارك” وسط أجواء حماسيةٍ عاليةٍ، وتمكن أصحاب الضيافة من قلب تأخرهم 0-2 إلى فوزٍ بنتيجة 3-2، بفضل هدفٍ قاتلٍ سجّله حسام عوار في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.
غير أن لحظة الانتصار المصيرية شهدت مشهدًا غير رياضيٍّ، عندما اندفع موسى ديابي باتجاه أحد لاعبي النصر عقب صافرة النهاية، ما دفع الحكم الدولي الهولندي داني ماكيلي إلى إنذاره واحتساب البطاقة الحمراء المباشرة في وجهه.
عقوبة لجنة الانضباط: مباراتان و20 ألف ريال
زاد الاحتكاك المشحون من شدّة اللقاء انضمام لاعب النصر عبدالله الخيبري وبديله ستيفن بيرجفاين إلى المشاجرة، وتم توجيه إنذارٍ لكليهما، بينما كان نصيب ديابي طردًا مباشرًا.
اعتمدت اللجنة في حكمها على تقرير الحكم ماكيلي والمشاورات التي دارت مع الرابطة، لتقرر إيقاف ديابي مباراتين رسميتين متتاليتين، بالإضافة إلى تغريمه مبلغ 20 ألف ريال لصالح الاتحاد، في عقوبةٍ غير قابلة للاستئناف.
وبذلك سيغيب صاحب الـ25 عامًا عن مواجهة الشباب في الجولة 31، ومن ثم لقاء الرائد في الجولة 32، قبل أن يحق له العودة رسميًا في الجولة 33.
تفاجؤ التحكيمي القضائي: إيقاف “مبالغٍ فيه”
وبحسب المادة رقم 53 من لائحة الانضباط، فإن الطرد المباشر بخصوص “الاعتداء اللفظي أو الجسدي” يعرض اللاعب لعقوبةٍ قد تصل إلى ثلاث مبارياتٍ في حال شدّة المخالفة، مما جعل قرار الإيقاف لمباراتين يتناسب مع جسامة الواقعة في عيون اللجنة.
في تصريحٍ لبرنامج “دورينا غير”، أعرب المستشار التحكيمي عبدالله القحطاني عن تعجّبه من تشدد لجنة الانضباط، وقال:
“حالة ديابي لا تختلف في قوتها عن طرد سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، لاعب الهلال، أو طرد جون دوران، الذي حدثت له واقعة طرد مباشرٍ في لقاء النصر سابقًا. في تلك الحالات، اكتفت اللجنة بإيقاف مباراةٍ واحدةٍ مع غرامةٍ ماليةٍ. لذا كان من الأجدر توقيع عقوبةٍ مماثلةٍ لمدافع الاتحاد.”
وأضاف القحطاني:
“توثيق اللقطات يظهر أن الالتحام الذي تواصل به ديابي كان محدودًا، ولا يستوجب إيقافًا يفوق المباراة الواحدة. يجب أن نسعى إلى ثباتٍ في القرارات لضمان المساواة بين جميع اللاعبين والأندية.”
تأثير الغياب على خطط الاتحاد
يعتمد الاتحاد على ديابي في تشكيلة المدرب رودلفو أروابارينا، سواء في دفة الدفاع الرباعي أو ثلاثي الارتكاز الدفاعي. ومع غيابه عن مباراتي الشباب والرائد، سيضطر الأرجنتيني المخضرم لاختيار البديل الأنسب، وقد يرفع من منسوب الأدوار على طارق الطريفي أو يعيد الثقة لقائد الفريق يوسف المساكني في مركزي قلب الدفاع.
وقد ذكرت صحيفة “الرياضية” أن إدارة الاتحاد مستعدة للتعامل مع الأزمة، وأنها لن تستعجل في طلب تخفيف عقوبة ديابي، بل ستكتفي بتجهيز البدائل التكتيكية في الفترة المقبلة.
دروسٌ تحكيميةٌ.. نحو مزيدٍ من الثبات
تبقى هذه الحادثة نافذةً للتدريب على احترافية قرارات الانضباط في الدوري السعودي، إذ يحرص المشاهدون والمتابعون على توالي العقوبات المتساوية للحالات المماثلة دون تحيّزٍ.
وحثَّ القحطاني في ختام حديثه على ضرورة:
- توحيد ممارسات اللجان لتلافي الغموض في تفسير درجة الانتهاك.
- إعادة النظر في بنود “الإيقاف المباشر” بما يضع حدًا للتفاوت بين مخالفةٍ وأخرى.
- الاعتماد على التكنولوجيا والتحليل الفني للفيديوات بدقةٍ أكبر قبل تسليم الحكم الإلغاء النهائي.
في الختام… شفافية العقوبات طريق التحسين
بهذا، يختتم ملف شجار “الكلاسيكو” بفصلٍ جديدٍ في سجل الانضباط السعودي، مؤكدًا على أهمية الأسس القضائية والشفافية في صناعة القرارات التي تؤثر على نتائج الأندية وموسمها المقبل.
