مهزلة التصريحات بين الأمس واليوم
في أقل من أسبوع، أرسل أموريم رسائل متناقضة نادراً ما يشهدها تاريخ “الشياطين الحمر”. فقد ألمح في مناسبات متعددة إلى أنه قد يرحل عن منصبه قبل نهاية عقده الممتد لعامين قادمين، بينما كان قد قطع وعدًا صريحًا قبل مواجهة تشيلسي بتمسكه الكامل بمهمته.
ولم يتوقف الأمر عند الحديث عن الرحيل، بل صرّح أيضًا أن خسارة نهائي الدوري الأوروبي – الذي يجمعه مع توتنهام هوتسبر في بلباو – قد تكون “خيرٌ له وللنادي”، تبريرًا لرياضة درامية تفضّل أحيانًا الفشل لإعادة البناء من الصفر. تصريح جرّ عليه انتقادات لاذعة من الصحافة الإنجليزية وجعل راتكليف يتساءل إن كان أموريم جاداً في مشروع إنعاش النادي.
مخاوف مالك النادي تتصاعد
بحسب “ذا صن”، يتخوّف رئيس مجموعة INEOS من أن تتحول وعود أموريم إلى مجرد أضغاث أحلام، خصوصًا مع حاجة مانشستر يونايتد الماسة إلى الاستقرار الفني لتحقيق عائدات المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. فالتأهل لم يكن هدفًا بعيدًا قبل تولي أموريم، لكن تذبذب النتائج جعله يحتل المركز السادس عشر في جدول الدوري الإنجليزي، وهو المركز الأسوأ له منذ عقود.
لهذا، يُقال إن راتكليف أعاد ترتيب أوراقه المالية والتعاقدية، وطلب ضمانات مكتوبة من أموريم بأنه سيكمل العقد حتى صيف 2027، معتبرًا أن أي انسحاب مفاجئ سيدفع النادي لغرامات ضخمة ويحرم الجمهور من الأمل في مشروع طويل الأمد.
موسم كارثي يتطلب إنجازاً دراماتيكياً
احتل مانشستر يونايتد مركزًا متأخرًا في الدوري، ولم ينجح في تحقيق أي انتصارين متتاليين تحت قيادة أموريم، ما جعل شبح الفشل يلوح في الأفق. وفي هذا السياق، لا يعد نهائي الدوري الأوروبي مجرد مباراة عادية، بل فرصة أخيرة لإنقاذ سمعة المدرب وتوفير فرصة للمشاركة القارية التي تضمن عوائد استثمارية كبيرة.
• ضرورة التتويج:
الفوز باللقب يمنح يونايتد مقعدًا مباشرًا في دوري الأبطال، ما يوفر دخلًا يقدر بعشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية من جوائز وحصص البث.
• دفع جماهيري:
سيستخدم أموريم أي انتصار كأساس لتعزيز صورته أمام الأنصار الذين فقدوا صبرهم سريعًا بعد النتائج المخيبة.
سوق الانتقالات.. صفقات إنقاذية تنتظر الختم

خارج المستطيل الأخضر، يجهز النادي قائمة احتياجاته لتصحيح المسار.
1. ماتيوس كونها (وولفرهامبتون):
مهاجم شاب يمتاز بالسرعة والحس التهديفي، مطلوب ليصبح بديلًا قوياً في الخط الأمامي.
2. ويليام ديلاب (إيبسويتش تاون):
يجمع بين القوة البدنية والمهارة داخل منطقة الجزاء، ورغم أن الأصوات تطالب بالحفاظ على نجوم الأكاديمية، فإن قلة الخيارات تُجبر يونايتد على البحث خارجيًا.
3. حارس مرمى ومدافع:
تشير الأنباء إلى وجود مفاوضات سرية مع حارس متميز لتعزيز الثقة في الخشبات الثلاث، بالإضافة إلى مدافع قادر على قراءة اللعب وإغلاق المساحات أمام هجمات الخصوم.
يتوقع أن تتحرك الإدارة بقوة فور انتهاء نهائي بلباو، مستفيدة من العوائد المحتملة من مبيعات اللاعبين الفائضين على احتياجات الفريق، وذلك لتمويل الصفقات الجديدة قبل فتح باب الانتقالات في الأول من يونيو.
معركة بلباو تحدد مصير الفريق والمدرب

المواجهة المرتقبة مع توتنهام ليست صراعًا بين فريقين متعثّرين فحسب، بل هي امتحان حقيقي لمدرب طُعن مصداقيته في عقر داره.
• في حال الفوز:
سيمنح أموريم نفسه فرصة ذهبية لتمديد الثقة من مالكي النادي، وربما يكتسب بعض الوقت لتطبيق خطته على الموسم المقبل.
• في حال الخسارة:
ستتضاعف الدعوات لـ“الإنقاذ الفوري” عبر إقالة المدرب والبحث عن بديل قادر على ضمان مشاركة البطولة الأغلى في أوروبا.
الخلاصة: هل ينجح مشروع أموريم؟
يبقى السؤال الأهم: هل ستثبت تصريحات أموريم المتقلبة أنها مجرد مناورة ضغط أم أنها إنذار مبكر بانهيار المشروع؟ لا شك أن السير جيمي راتكليف سيراقب الدقائق الأخيرة في بلباو كأنها لحظات فاصلة في تاريخه الاستثماري، فإما أن ترتفع الراية الحمراء أم يرتفع معها أمل “الشياطين الحمر” في العودة للواجهة الأوروبية.
وفي الوقت الذي يستعد فيه غاري نيفيل وطلَّاب التحليل الآخرون لصياغة السيناريو الأسوأ، يبقى جمهور مانشستر يونايتد في ترقب أليم، بين سطور التصريحات المتضاربة وآمال الانتصار الذي قد يُعيد لهم الفخر المفقود.