بدايات محلية وخطوات أولى في أوروبا
انطلق صلاح (مواليد 1992) من صفوف المقاولون العرب، فسجل في موسمه الأول مع الفريق الأساسي 5 أهداف خلال 24 مباراة في الدوري المصري موسم 2010–2011، وجاء من بينها هدف تاريخي في شباك الأهلي، ما جذب أنظار الأندية الأوروبية إلى موهبته.
في صيف 2012، انتقل إلى بازل السويسري، حيث خاض موسمًا ونصفًا أسهم فيه في 79 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 20 هدفًا، من بينها 7 أهداف في دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي عزّز سمعته كجناح سريع وقناص أمام المرمى.
تجربة تشيلسي التي لم تكلّل بالنجاح
انتقل صلاح إلى تشيلسي موسم 2014–2015 بتوصية من البرتغالي جوزيه مورينيو، لكن النادي اللندني لم يمنحه الفرصة الكافية، فشارك في 19 مباراة أغلبها كبديل، وسجّل هدفين فقط، قبل أن يُعار إلى فيورنتينا.
الانطلاقة الإيطالية الحقيقية
تغيّر مسار الفرعون في شتاء 2015 بملعب أرتيمو فرانكي، فخاض مع فيورنتينا 26 مباراة في النصف الثاني من الموسم، سجّل 9 أهداف ولافتات فنية لفتت أنظار نادي العاصمة. انتقل بعدها إلى روما على سبيل الإعارة موسم 2015–2016، فسجّل 15 هدفًا في 42 مواجهة، قبل أن يضمن النادي الأحمر والأصفر شراؤه رسميًا في الموسم التالي، فزاد رصيده إلى 19 هدفًا في 41 مباراة خلال موسم 2016–2017.
فصول ذهبية في الدوري الإنجليزي الممتاز

مع مطلع موسم 2017–2018 عاد صلاح إلى إنجلترا بثوب جديد مع ليفربول، فصنع التاريخ بهدفيه: 32 هدفًا في الدوري (رقم قياسي في الموسم) و44 هدفًا إجمالية في جميع البطولات، ليحصد الحذاء الذهبي وجائزة أفضل لاعب في إنجلترا.
في الموسم الثاني (2018–2019)، خفّ عدد المباريات لكنه لم يخفّذ بداخله الحافز، فسجّل 27 هدفًا، ثم سجّل 23 هدفًا في الموسم الثالث (2019–2020). أما في موسم 2020–2021، فارتفع الرصيد إلى 31 هدفًا، قبل أن يعيد الرقم ذاته (31 هدفًا) في موسم 2021–2022. موسم 2022–2023 شهد تسجيله 30 هدفًا، وفي الموسم التالي 2023–2024 بلغ رصيده 25 هدفًا، ليصل إجمالي أهدافه في سبعة مواسم كاملة مع “الريدز” إلى 219 هدفًا في 319 مباراة تقريبًا بجميع البطولات.
محصلة الأهداف مع الأندية قبل ليفربول
• المقاولون العرب: 5 أهداف في 24 مباراة
• بازل: 20 هدفًا في 79 مواجهة
• تشيلسي: هدفين في 19 لقاءً
• فيورنتينا: 9 أهداف في 26 مباراة
• روما (إجمالًا): 34 هدفًا في 83 مباراة
يتبيّن أنّ صلاح سجّل قبل ليفربول 70 هدفًا في 231 مباراةً مع أنديتها الأوروبية، صنع خلالها انطباعًا قويًا يمتد إلى الملاعب الكبرى وانتقالاتٍ بارزة.
أرقام لا تبدو كأنها ذاهبة إلى التوقف

بحسب آخر الإحصائيات حتى أبريل 2025، تجاوز المجموع التراكمي لأهداف محمد صلاح مع الأندية حاجز 289 هدفًا، وهو رقم قافز جيدًا بالنسبة للاعب ما زال في دائرة الإشعاع الكروي.
عبر هذه الأرقام، يثبت الجناح المصري قدرته على الاحتفاظ بموهبته على مدى السنوات، رغم المنافسات القوية والتغييرات التكتيكية المتلاحقة في الدوري الإنجليزي.
صواريخ الفرعون بقميص المنتخب
لم تقتصر إنجازات صلاح على الأندية؛ إذ سجّل 56 هدفًا في 100 مباراة مع منتخب مصر منذ ظهوره الأول عام 2011، ليصبح الهداف التاريخي للفراعنة، متخطيًا أرقام كبار مثل هادي خشبة وحسن شحاتة.
كان له دور محوري في تأهل مصر إلى كأس العالم 2018 بعد غياب دام 28 عامًا، كما ساهم بغيابه وحضوره في صدارة المجموعة المؤهلة للأمم الإفريقية.
وجهة مستمرة نحو مزيدٍ من الإنجازات

يبقى الرهان اليوم معتمدًا على قدرة محمد صلاح على تجاوز حاجز الـ300 هدف إجمالية، وهو ما سيُعزّز فرصه في حصد ألقاب جديدة مع ليفربول محليًا وأوروبيًا. وتُظهر المعضلة الكبرى أمام إدارة “الريدز” ضرورة الاستفادة القصوى من خبرته وتوجيهه نحو مناسبات كبرى مثل نصف ونهائي دوري الأبطال وكأس الاتحاد الإنجليزي.
ختامًا
تحمل أرقام صلاح في جعبتها قصة تطوّر مستمر من شوارع المحروسة إلى ملاعب أوروبا العريقة، لترسخ اسمه بين أبرز صناع الفارق في جيله، وتفتح الأبواب أمام الجيل الصاعد من لاعبي لا ماسيا المصرية للاقتداء بمسيرته الاحترافية المنقطعة النظير.