من دوري الأبطال إلى غرفة الاجتماعات… تسلسل الإقالة
قبل دقائق من إعلان الإقالة رسميًا، كانت أنظار عشاق الهلال معلقة على مسرح التحولات، حيث ودَّع الفريق المنافسة الآسيوية بعد الخسارة أمام الأهلي يوم 8 مايو 2025، ثم تبعه وداعٌ مبكر لكأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتحاد، ثم نزيف نقاط مؤلم في الدوري السعودي.
كل هذا جعل إدارة النادي تحت ضغط هائل من الجمهور الذي رأى أن جيسوس فقد أنفاسه التكتيكية ولم يعد قادراً على قيادة سفينة الهلال إلى إبحار آمن في البطولات.
لكن الغريب أن قرار الإقالة تأخر أسابيع عدة، وهو ما أثار شائعات عن أزمة مالية خانقة تعصف بكواليس القلعة الزرقاء، وأن إدارة فهد بن نافل وفهد المفرج فضلت الانتظار حتى استقرار أوضاعها المالية قبل إصدار قرار الاستغناء عنه، وقد تحدثت بعض التقارير عن معركة ضارية بخصوص راتب المدرب وتبعات فسخ العقد قبل الأوان.
لويس هنريكي يكشف المستور: لا خلاف ولا أزمات
وسط هذه الضجة، خرج المحامي البرازيلي لويس هنريكي، المكلَّف رسمياً من قِبل جيسوس، ليقطع الشك باليقين. وفي حواره مع صحيفة “الرياضية” السعودية قال صراحة:
“لم يحدث أي خلاف أو أزمة مالية بين السيد جيسوس وإدارة الهلال. لقد جرى تسوية كافة المستحقات قبل أيام من إعلان الإقالة، وتم الاتفاق على آلية السداد دون أي مشاكل أو تأخيرات.”
وأضاف هنريكي:
“الحديث عن رفض المدرب الرحيل قبل استلام راتبه ليس أكثر من تجار شائعات. عقد جيسوس ينص على بند جزائي واضح في حال الإقالة المبكرة، وتم دفع مليون و832 ألف يورو كاملةً عن الشهرين المتبقيين في العقد حسب ما تقتضيه بنود الاتفاق.”
بهذه التصريحات أكد المحامي أن البند المالي في عقد المدرب البرتغالي كان محل اهتمام كامل من الطرفين، وأن إدارة الهلال وفرت جميع الضمانات اللازمة لصرف المستحقات فور توقيع وثيقة فسخ العقد، دون أي “مماطلة” كما زُعم.
العوامل التكتيكية وشروط الرحيل المفاجئ
بعيداً عن الجانب المالي؛ فإن رحيل جيسوس جاء امتداداً لسلسلة إخفاقات فنية تركت علامة استفهام كبيرة فوق رأس الإدارة.
- تراجع مستوى النجوم: مثل سيرجيو بينات وإسماعيل بان، فضلاً عن تذبذب مستوى الفرنسي بافيتيمبي غوميز.
- غياب التوازن الدفاعي: وعدم وجود تناغم هجومي يعكس ثقل الهلال التاريخي.
- الإصابات والخطط المتخبطة: التي عطلت قدرة الفريق على تحقيق التوقعات.
ضربة للسمعة أم فرصة للتغيير؟
يتناول النقاد والمتابعون المشهد من زاويتين متضادتين:
- الزاوية الأولى: ترى أن الفضيحة الإعلامية حول “أزمة المستحقات” أضرت بسمعة نادي الهلال أمام جماهيره أمام العالم.
- الزاوية الثانية: تؤكد أن انفراج الخلاف مبكراً بتسوية بنود العقد يعكس شفافية وإرادة جادة في حماية حقوق جميع الأطراف.
ماذا ينتظر الهلال بعد جيسوس؟
مع ارتداد صدى إقالة المدرب والاهتمام بملف محاميه المقرّب، بات السؤال الأكثر تداولاً: من سيقود الهلال في المرحلة المقبلة؟ الأسماء المرشحة لا تنقصها الألقاب والإنجازات، فمن المحتمل أن:
- يعود فنياً إلى مواطنه البرتغالي مانويل جوزيه
- أو يستمر المسار السعودي عبر مدرب محلي مثل نواف التمياط أو حسام حسن
- أو حتى مغامرة أرجنتينية بإحضار مدرب مثل ميغيل روسو
في الختام
تثبت هذه الوقائع أن ما بدا أزمة مالية خانقة كان قناعاً إعلامياً زائفاً، وأن الهلال استطاع في النهاية تسوية ملف جيسوس سريعاً، قبل أن تنتهي مهزلة الشائعات كلياً.
والدرس الأبرز للجميع: في عالم الأضواء والبطولات، البيانات الرسمية والتواصل الواضح هما أفضل سلاح لدرء الأزمات قبل انفجارها.
