
تفاصيل الحادثة ومجريات التعليق المفبرك
نشرت أليشا ليمان، الحارسة المخضرمة في منتخب سويسرا، عبر حسابها الرسمي على إنستغرام صورًا عائليةً احتفاءً بيوم الأم (13 مايو)، مصحوبةً بتعليقٍ مقتضبٍ: “عيد أم سعيد!”، في تيمِنٍ بعيدٍ عن جمهورها العريض. ولم يمرّ وقتٌ طويلٌ حتى نفى البعض أن “التعليق الثاني” المرفق بصورتها صَدَرَ عن غريليش، إذ كتب – بحسب ما تناقلته “صورٌ من حساب” مزعومٍ باسم اللاعب – عبارةً مفاجئةً:
“أنا قادرٌ على جعلك أما!”
ما أثار استغراب الملايين الذين تابعوا المنشور، حتى ردّت أليشا في تعليقاتها:
“أنا لست أما بعد، ولكن شكرًا لك!”
ليأتي الرد المزعوم من غريليش في دائرةٍ ثانيةٍ:
“لا تقلبي، سأغيّر ذلك!”
وتم تداول هذه السلسلة من التعليقات عبر صفحاتٍ إخباريةٍ رياضيةٍ وساخرةٍ على “تويتر” و”فيسبوك”، إلى أن كشف فريق MundoDeportivo الإسباني، استنادًا إلى التأكد من بيانات الحساب، أنه لا يمت للاعب أيُّ صلةٍ رسميةٍ أو شخصيةٍ، وأن صاحب الحساب كان مجرد مقلّدٍ – أو “بوت” – يقوم بتكرار تعليقاتٍ مزعومةٍ لأغراضٍ تسويقيةٍ أو لافتةٍ لصفحةٍ لمتابعة أخبار غريليش.
ورطة إعلامية وأثرها على سمعة الطرفين

بسبب سرعة انتشار “التعليق المفبرك”، وقع بعض متابعي أليشا في حيرةٍ بفرضية أن مهاجم مانشستر سيتي “يرغب” بسخافةٍ في أن تصبح حارسة الشباك أمًّا، كما تناقلتها صحيفة Marca الإسبانية في تقريرٍ أوليٍّ. وأكدت ليمان لاحقًا على “ستوري” حسابها أنها لم تتلقَّ أيّ إشعارٍ رسميٍّ من غريليش نفسه، وإنها بمجرد أن لامست حقيقة الأمر، قامت بحذف التعليقات للحفاظ على خصوصيتها، مشيرةً إلى أنها تواجه يوميًا “تحدياتٍ جديدةٍ” في إدارة تفاعل علامتها التجارية مع الثقافة الرقمية السريعة.
أما غريليش، الذي يحتل بصفوف مانشستر سيتي مكانةً تسويقيةً عاليةً، فقد اضطر إلى إصدار بيانٍ مقتضبٍ عبر ممثّليه الإعلاميين، أوضح فيه:
“جاك لم يعلّق على ذلك المنشور لا اليوم ولا أمس. الحساب مزيفٌ ولا علاقة لنا به، ونحن في النادي نتابع الأمر مع السلطات المعنية لمنع مثل هذه التشويهات.”
وهذا ما التقطته انتقاداتٌ عدةٌ في أوساط الإعلام الرياضي الإنكليزي، التي رأت أن “التمثيل الرقمي يجب أن يصبح أكثر شفافيةٍ”، وأن الأندية الكبيرة “لن تسكت” عندما يُساء استخدام أسماء لاعبيها للترويج الوهمي.
السياق الأوسع: استهداف النجوم على السوشيال ميديا

لا تُعتبر حالةُ غريليش الأولى في مجال “تزوير حسابات المشاهير”؛ إذ سجلت السنوات الماضية تعرّض نجوم كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، ونيمار، لمواقفٍ مشابهةٍ، حيث استخدمت أسماءُهم وصورهم لترويجٍ لمنتجاتٍ أو لجذب “لايكاتٍ” فارغةٍ. وتحذّر الدراسات المتخصصة في أمان الحسابات الرقمية من “سوء استغلال السمعة” وتأثيره على التعاقدات الرعاياتية، وذكر تقرير نشره موقع ESPN أن نسبة 27% من لاعبي الأندية الأوروبية الكبرى “يتلقون تعليقاتٍ مزيفةٍ أو حساباتٍ تنتحل هويتهم لدعم آراءٍ أو دعايةٍ سياسيةٍ”.
في المقابل، تستعد الناشطات في مجال كرة القدم النسائية، أمثال ليمان، لاتخاذ إجراءاتٍ قانونيةٍ ضد الحسابات الوهمية بعد إساءتها لممارساتٍ غير مقبولةٍ عبر الإنترنت. إذ قالت للصحافة:
“عندما تستخدم صورة حسابك لتلفيق كلماتٍ وعباراتٍ، فهذا يشوّه صورتك المهنية ويجعل التفاعل مع متابعيك أكثر صعوبةً. وأطمئن جمهوري أني سأحافظ على شفافيتي.”
دروسٌ للجمهور والنجوم
تكشف هذه الواقعة عن ضرورة:
- التحقق من الحسابات قبل نشر تعليقات أو إعادة تدويرها.
- اعتماد شارات التوثيق الممنوحة من إنستغرام وتويتر للحسابات الرسمية.
- إبلاغ الجهات القانونية في حالة انتهاك هوية إلكترونية.