
في لحظة نادرة من الصراحة والتجرد من العاطفة، خرج أسطورة حراسة المرمى الإيطالية جانلويجي بوفون بتصريحات صدمت مشجعي يوفنتوس حول تاريخ الفريق في دوري أبطال أوروبا.
أكد بوفون أن اليوفي لم يكن يومًا الأجدر باللقب خلال النهائيات التي خسرها أمام ريال مدريد وبرشلونة، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها اللاعبون والجهاز الفني.
اعتراف صادم من الأسطورة الإيطالية
قال بوفون خلال ظهوره في معرض الكتاب بتورينو، حيث قدّم كتابه الجديد:
“لقد خضت ثلاث نهائيات في دوري الأبطال وخسرتها جميعًا، وللأمانة، لم نكن نستحق الفوز بأي منها.”
- نهاية 2003: خسارة بركلات الترجيح أمام ميلان.
- نهائي 2015: الهزيمة أمام برشلونة بنتيجة 3–1.
- نهائي كارديف 2017: السقوط أمام ريال مدريد برباعية مقابل هدف واحد.
وأضاف الحارس التاريخي:
“أمام ريال مدريد كان الفارق كبيرًا، ولم نكن في مستواهم، وأمام برشلونة أيضًا كنا نحاول المقاومة، لكنهم كانوا أفضل في كل شيء.”
انتقادات لاذعة لمناهضي إنتر
رغم مشاركته في صفوف باريس سان جيرمان لموسم واحد، أكد بوفون أنه لن يُظهر أي انحياز في نهائي دوري الأبطال بين إنتر ميلان وباريس.
لكنه شن هجومًا على بعض الجماهير الإيطالية التي تشجع ضد إنتر فقط لأنه يمثل إيطاليا:
“من المؤسف أن البعض في إيطاليا يشجع ضد إنتر فقط لأنه خصم محلي. هذا تفكير لا يليق برجال كبار، وأتمنى أن تتغير هذه العقلية في المستقبل.”
وأكمل: “في منصبي الحالي كمدير للمنتخب، أريد أن أرى الأندية الإيطالية ترفع الألقاب، لأن ذلك يعود بالفائدة على كرة القدم الإيطالية ككل.”
النهائيات الثلاثة التي كسرت القلب

خسر بوفون ثلاث نهائيات بقميص يوفنتوس:
- 2003: أمام ميلان بركلات ترجيحية.
- 2015: أمام برشلونة بنتيجة 3–1.
- 2017: أمام ريال مدريد (4–1)، وهو ما وصفه بأنه "الأكثر قسوة".
ورغم الأداء القوي الذي قدّمه مع زملائه، إلا أن الواقع يقول إن اليوفي لم يكن في مستوى الخصوم في تلك الليالي الكبرى.
المعاناة التاريخية ليوفنتوس في دوري الأبطال
يوفنتوس يمتلك أحد أسوأ السجلات في النهائيات الأوروبية:
- 9 نهائيات: فقط توج بلقبين (1985، 1996).
- 7 خسائر: أبرزها أمام ميلان، برشلونة، وريال مدريد.
وهذا السجل السلبي يعكس حالة من التعثر المتكرر، حتى لو كان النادي يمتلك رصيداً غنياً من الألقاب المحلية والقارية.
الكرة الإيطالية في مفترق طرق
يرى بوفون أن عودة الأندية الإيطالية إلى المنصات الأوروبية سيكون لها دور كبير في إعادة الروح التنافسية للكروية الإيطالية، التي تراجعت كثيرًا في العقدين الأخيرين.
وقال:
“إذا استطاع إنتر أو أي فريق إيطالي العودة بالكأس مرة أخرى، فهذا ليس مجرد احتفاء، بل خطوة نحو بناء الثقة في كرة القدم الإيطالية.”
الكلمة الأخيرة… بين الألم والفخر

في نهاية حديثه، بدا بوفون حزينًا على عدم قدرته على إنهاء مسيرته بلقب دوري الأبطال، لكنه أعرب عن فخره بما حققه على مدار سنوات.
“أحيانًا لا تنال ما تستحق، وأحيانًا لا تستحق ما نلت. المهم هو أن تبقى نزيهًا مع نفسك، وهذا ما فعلته دائمًا.”
كلمات تؤكد أن أسطورة مثل بوفون ليست بحاجة لبطولة أوروبية لتثبت عظمتها، لكنها كانت ستكمل لوحة الإنجازات الكبرى بخطوةٍ واحدةٍ على العرش.