
في مفاجأة من العيار الثقيل هزّت أوساط كرة القدم الأوروبية، أعلن “الحاسوب الخارق” – أحد أقوى أنظمة المحاكاة الرياضية في العالم – عن سيناريو صادم لنهائي دوري أبطال أوروبا الذي يجمع باريس سان جيرمان وإنتر ميلان على أرض ملعب أليانز أرينا يوم السبت المقبل.
بعد سلسلةٍ من التحليلات المعمقة والتقييمات الإحصائية، يرى هذا النظام أن فريق النيراتزوري سيدك شباك بطل فرنسا برباعيةٍ مقابل هدفٍ واحدٍ (3-1)، ويعتلي منصة التتويج باللقب الأغلى قارياً.
كيف أُجريت التوقعات؟

اعتمدت شركة التحليل الرياضي الأوروبية “Auto-Bio” على نموذجٍ إحصائي متطور تجاوز في دقته أي توقعات سابقة، حيث جمعت بياناتٍ تفصيلية عن:
- الأداء التكتيكي: للفريقين في المسابقات القارية والمحلية طوال الموسم.
- متوسط زمن الاستحواذ والدقة التمريرية: تحت الضغط العالي والتحولات الدفاعية.
- معدلات الاسترجاع الدفاعي: في المناطق الحساسة داخل وخارج الصندوق.
- معدل التحولات الهجومية: وعدد الهجمات المرتدة الفعالة لكل فريق.
- العوامل النفسية: المتعلقة بالضغط الجماهيري ومواجهة المباريات النهائية.
قامت الآلة بإجراء أكثر من 20 ألف اختبار افتراضي للموقعة المرتقبة، محددةً نتيجة (3-1) لصالح إنتر ميلان كأكثر سيناريو متكرر، بينما كان احتمال فوز باريس أقل من 17%، وما بينهما سجل التعادل 12% فقط.
ملامح تفوّق الإنتر
في 73% من المحاكاة، بدا خط وسط إنتر متفوقًا على نظيره الباريسي، مستفيدًا من قوة لياقة الثنائي أرتورو فيدال ونيكولو باريلّا في الضغط المستمر واستعادة الكرة بسرعة.
كما أظهرت البيانات أن 68% من أهداف النيراتزوري جاءت عبر هجمات مرتدة سريعة، نفذها الثنائي لاوتارو مارتينيز وروبيرتو جاليارديني باستغلال المساحات خلف دفاع باريس، الذي ظهر هشًا في أكثر من تكرار خلال الاختبارات.
باريس في مواجهة “الجدران الافتراضية”
على الجانب الآخر، وجدت المحاكاة أن باريس سان جيرمان يمتلك فرصًا أقل بكثير في ترجمة سيطرته الهجومية إلى أهداف فعلية؛ إذ ظهر في أكثر من 60% من السيناريوهات بخللٍ في الخطوط الأمامية، خاصة عند محاولة إغلاق المساحات أمام فيدال وباريلّا.
وأوضحت الأرقام أن باريس خلق ما معدله 14 فرصةً خطيرةً لكل 90 دقيقة، مقارنة بـ11 فرصةً لإنتر، إلا أن الأخير أظهر فعالية كبيرة بتحويل 27% من هجماته الخطرة إلى أهداف، مقابل 18% للفريق الفرنسي.
ورغم تواجد مرمى إنتر أمام كيليان مبابي ونيمار، اللذين شاركا في المحاكاة كنجمين قادمين من العدم، رجّح “الحاسوب” أن خبرة صانع الألعاب ماتيو دارميان ودقة تمويله للكرات ستكون العامل الحاسم في تحطيم أحلام باريس.
انتقادات وتحديات قبل الصافرة

لم تمر توقعات “Auto-Bio” دون إثارة الجدل؛ فقد انتقد بعض المحللين الاعتماد على النماذج الرقمية في إصدار أحكام قطعية، مؤكدين أن للمباريات النهائية خصوصية يصعب محاكاتها، لاسيما من ناحية التأثير الجماهيري وضغط الأجواء في النهائي.
بينما اعتبر آخرون أن التوقعات تنبه الفرق إلى أهم نقاط الضعف لديها قبل موقعة الأبطال.
في المقابل، أبدى مدرب إنتر ميلان سيموني إنزاغي احترامه للنتائج الرقمية، لكنه شدّد على أن الفريق سيدخل المباراة بكل عزيمة لإثبات جدارة لاعبيه بشكل واقعي بعيدًا عن الأرقام:
“التوقعات شيء، والتاريخ يكتبه الرجال داخل الملعب. نحن جاهزون لمهمة تاريخية أمام خصم قوي… ولن نسمح لأي حاسوب بتحديد بطل أوروبا.”
دفعة معنوية قبل التحدي الأخير
بغض النظر عن مصداقية السلطة الرقمية، لا يمكن إنكار أن هذه الأرقام تمنح إنتر دفعة معنوية قبل النهائي.
وستشكل بالنسبة لعشاق النيراتزوري مادةً تحفيزيةً للاعبين وجهازهم الفني، خاصة بعد خيبة خروجهم في المراحل الأخيرة أعوامًا متوالية.
وعلى الجانب الآخر، ستزعج هذه التوقعات جماهير باريس سان جيرمان التي تطالب دائمًا بالحصول على لقب دوري الأبطال، ما يزيد الضغط على المدرب ماوريسيو بوكيتينو ولاعبيه.
ختام الكأس.. والأرقام تنتظر إثباتها
مع اقتراب موعد صافرة البداية في ملعب أليانز أرينا، يبقى السؤال: هل سيتمكّن إنتر من تحقيق سيناريو (3-1) الصادم، أم سينقلب الطاولة على تنبؤات “الحاسوب الخارق” ويتوّج باريس بلقبه الأول في المئوية العمرية للنادي؟
مهما كانت الإجابة، تظل هذه التوقعات الرقمية نقطة انطلاق جديدة في عالم تحليل كرة القدم، تذكر الجميع بأن العلم والإحصاء باتا شريكين لا يمكن تجاهلهما في رسم معالم الرياضة الحديثة.