تقترب اللحظة الحاسمة في موسم ٢٠٢٤–٢٠٢٥ حيث يلتقي إنتر ميلان مع باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا بمدينة ميونخ الألمانية يوم ٣١ مايو.
وفي وسط الترقب الكبير لهذه المباراة النارية، اعترف المدرب البرتغالي “السبيشال وان” خلال مقابلة مع قناة سكاي سبورتس أنه كان يتمنى ألا يُعيد إنتر تحقيق الثلاثية التاريخية، قبل أن يغيّر رأيه ويعلن دعمه الكامل للنيراتزوري في النهائي.
حيثيات المخاوف والاعتراف الأول
بدأت تصريحات مورينيو الصادمة حينما تحدث عن إنجازه الأسطوري مع إنتر قبل 15 عامًا، عندما حقق الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا ودوري الأبطال في موسم واحد (٢٠٠٩–٢٠١٠).
“سأكون قاسيًا بعض الشيء، لكنني صادق تمامًا… كنت أخشى حقًا أن يفوز إنتر بالثلاثية مرة أخرى، لم أكن أرغب في ذلك. الثلاثية كانت ملكي.”
وكان هذا الاعتراف انعكاساً عميقاً لارتباط مورينيو العاطفي بتلك اللحظة التاريخية، التي لا تزال تُعد من أعظم الإنجازات في مسيرته.
تحول المشاعر والتمني الجديد
غير مورينيو موقفه بعد خسائر متتالية لإنتر في الدوري الإيطالي وكأس
إيطاليا:
“الآن، وبعد أن خسروا الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، يجب أن أقول إنني أود أن أراهم يفوزون بدوري أبطال أوروبا.”
وهذا التحول يعكس حب مورينيو للنادي الذي صنع فيه مجده، كما يعبّر عن إيمانه بأن فوز إنتر سيكون دعماً روحياً وتاريخياً لإعادة كتابة قصة جديدة في عالم كرة القدم.
المعركة التكتيكية بين إنزاجي وإنريكي
يأتي نهائي ميونخ في ظل تطور واضح في أداء إنتر تحت قيادة مدربه الحالي سيموني إنزاجي، الذي قاد الفريق إلى نصف النهائي بطريقة ملحمية أمام برشلونة.
أما لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، فقد استطاع إعادة بناء الفريق بعد رحيل نجوم مثل ليونيل ميسي وجيانلويجي دوناروما، ليقدّم مشروعًا هجوميًا-دفاعيًا متوازنًا.
- إنتر: يعتمد على التوازن بين الدفاع والهجوم.
- باريس: يمتلك ثلاثيًا هجوميًا شابًا قادرًا على صناعة الفارق.
ثناء خاص على لويس إنريكي
لم يتردد مورينيو في مدح عمل المدرب الإسباني لويس إنريكي في باريس:
“لويس إنريكي يقوم بعمل رائع في باريس، لقد غيّر الفريق تمامًا. فقدوا لاعبهم الأول، لكنهم تمكنوا من إعادة بناء كل شيء بطريقة استثنائية.”
“إذا فاز إنريكي، فسأكون سعيدًا له أيضًا.”
هذه الكلمات تُظهر احترام مورينيو للمدربين القادرين على التأقلم مع تحديات ما بعد رحيل النجوم الكبار.
أهمية النهائي لإعادة كتابة التاريخ
يحمل لقب دوري الأبطال قيمة استثنائية لإنتر ميلان:
- اللقب الرابع: سيُعيد التاج الأوروبي إلى ملعب "جوزيبي مياتزا" بعد غياب دام 15 عامًا.
- دعم المدرب: سيعطي زخماً كبيراً لمسيرة إنزاجي.
- إعادة تعريف الثلاثية: حتى لو خسر الدوري المحلي، فإن الفوز باللقب القاري سيكون كفيلًا بإحياء ذكرى الثلاثية السابقة.
تأثير المعركة على إرث مورينيو
كشف مورينيو عن جانب إنساني نادر، حيث جمع بين التنافسية الشرسة والروح الرياضية العالية.
فهو لم يتردد في:
- التعبير عن مخاوفه: من أن يُعيد إنتر كتابة تاريخه.
- الاعتراف بحبه للنادي: وإشادته بمنافسه إنريكي.
كلها خطوات تضيف عمقًا لصورة "السبيشال وان"، وتجعله أكثر انسانًا، رغم شخصيته الحاسمة والواثقة.
السيناريوهات المتوقعة في النهائي
يرى المحللون أن:
- إنتر قد يعتمد على: باريلا، مارتينيز، وسانشيز في الهجوم.
- باريس سان جيرمان قد يراهن على: الثلاثي الهجومي وخبرة دوناروما في حراسة المرمى.
ومن المنتظر أن يكون النهائي مباراة بين:
- الخبرة: إنتر ومورينيو وإنزاجي.
- التجديد: باريس وإنريكي وجيل الشباب.
تفاعل الجماهير والشارع الرياضي
تصدرت تصريحات مورينيو الصحف والمواقع الرياضية فور نشرها، وتباين رد الفعل بين:
- فريق مؤيد: يرى في تحول مشاعره دعماً روحياً لإنتر.
- فريق معارض: يعتقد أن كلماته كانت مجرد تلاعب نفسي قبل النهائي.
ويبقى واضحاً أن هذه التصريحات أسهمت في تسخين الأجواء قبل واحدة من أهم مباريات الموسم.
ختام بين الماضي والحاضر والمستقبل
بينما تلوح صافرة بداية النهائي في ميونخ، يجتمع الماضي والحاضر في قالب واحد.
فإن فاز إنتر:
- سيكون انتصارًا لتاريخ مورينيو الشخصي.
- وبداية فصل جديد تحت قيادة إنزاجي.
أما إذا توّج باريس:
- فسيؤكد إنريكي أنه من أنجح المدربين في الجيل الحالي.
- وأن الفريق قادر على المنافسة رغم التغيرات الجذرية في صفوفه.
وبذلك، يتجدد الحديث عن قيمة الخبرة التكتيكية والإدارة الفنية الفعالة في صناعة الإنجازات الكبرى.
