اعتراف بـ«وداع آسيا» وكارثة احتساب الأهداف المفقودة أمام التعاون!

نهاية الرحلة الآسيوية قبل أوانها

لم تترك مباراة النصر الأخيرة أمام التعاون أي فرصة للتفكير في معجزة؛ فقد انتهى اللقاء على ملعب "الأول بارك" بالتعادل الإيجابي 1–1، ضمن منافسات الجولة 32 من دوري روشن السعودي، ليتجمد رصيد العالمي عند 64 نقطة في المركز الرابع، مبتعدًا بفارق سبع نقاط عن الوصيف الهلال، مع تبقي جولتين فقط على ختام البطولة المحلية.

وبذلك، فُقد الأمل رسميًا في الظفر ببطاقة التأهل إلى دوري الأبطال الآسيوي للموسم المقبل، بعد أن خسر النصر ورقة اختيارية في المنافسة على صدارة الوصافة وحلم السوبر السعودي.

نسيان الأعذار والتركيز على الوقائع

لم يترك بيولي مجالًا للأحاديث الجانبية حول قضية العروبة أو تأجيل المحاسبة؛ فقد اختار في المؤتمر الصحفي ما بعد المباراة الاعتراف التام بأن الفريق أهدر فرصًا سانحة كانت كفيلة بتحقيق الفوز، ملتزمًا بسياسته المعروفة بعدم البحث عن الأعذار، حتى في ظل غياب نجمَي الهجوم كريستيانو رونالدو ومحمد سيماكان.

وأوضح المدرب الإيطالي أن الحديث عن الأخطاء التكتيكية والثغرات الدفاعية سيجري بعد نهاية الموسم، مؤكدًا أن مهمته الأساسية الآن هي إعادة بناء الثقة لدى اللاعبين أمام المباريات المقبلة، رغم أنه لم يُخفِ خيبة أمله الكبيرة لفقدان فرصة اللعب على المستوى القاري.

مأساة احتساب الأهداف وضجة التحكيم

على صعيد مختلف، أثار الخبير التحكيمي محمد فودة من خلال ظهوره في برنامج «أكشن مع وليد» ضجة واسعة، حين أكد أن النصر حُرم من ثلاثة أهداف نظيفة في الدقائق الإضافية (90+10، 90+11، 90+12)، مشيرًا إلى أن حكم اللقاء أخطأ في عدم احتساب ركلتي جزاء واحتساب لمسة يد غير صحيحة، فيما علّق على لقطة التعاون التي أبعدت الكرة قبل عبورها خط المرمى، موضحًا أنها لم تتجاوز المرمى بالفعل، وبذلك لم يُحتسب أي منها هدفًا.

وتعتمد إدارة النصر على هذه الأدلة في احتجاجها الرسمي المرفوع إلى مركز التحكيم الرياضي، مطالبة بإعادة ترتيب نتائج المباراة لصالحها ومنحها النقاط الثلاث، في محاولة أخيرة لإنعاش آمال القلعة الصفراء بفضل فصل قانوني قد يقلب الموازين قبل انتهاء الدوري السعودي.

كيف يستعيد العالمي بريقه قبل الختام؟

مع بقاء جولتين على نهاية الموسم، يواجه بيولي تحديًا مزدوجًا: الأول يتمثل في الحفاظ على سمعة النصر القتالية أمام جماهيره التي بدأت تُظهر علامات التململ، والثاني في تجهيز الفريق نفسيًا وفنيًا لمواجهات قادمة يتطلب فيها الفوز فقط. وفي هذا السياق، من المتوقع أن يشهد التمرين الأخير تحفيزات خاصة من قبل الجهاز الفني لتدارك الأخطاء وتحقيق العلامة الكاملة أمام خصوم أقل وطأة من التعاون.

كما ستتجه الأنظار نحو اللاعبين الشباب الذين قد يمنحهم بيولي فرصة الظهور لمنح الخطوط الخلفية مزيدًا من الحيوية، وربما يعيد صياغة خطة اللعب لتقترب أكثر من نسخة 4–3–3 المرنة التي منحته بعض الانتصارات الحاسمة في منتصف الموسم.

نظرة على مستقبل المشاركة الآسيوية

في حال لم ينجح النصر في انتزاع النقاط الست المتبقيتين، فسينضم إلى قائمة الأندية السعودية التي فقدت حلم «آسيا» بشكل مفاجئ، ويبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: كيف سيواجه مجلس الإدارة المُقبل هذا الإخفاق القانوني والرياضي معًا؟.

حتى صدور قرار مركز التحكيم الرياضي بشأن احتجاج النصر على مشاركة حارس العروبة، ستظل الأنظار شاخصة نحو القضايا التحكيمية والتجاذبات القانونية، في انتظار منعطف قد يعيد الحياة لأحلام الجماهير الصفراء.

إلى حين ذلك، يبقى ما فعله بيولي بعبارته القاطعة «وداع آسيا بات واقعًا» سجلًا ملموسًا لمعاناة العميد هذا الموسم، وربما نواة لحركة إصلاحية شاملة في الموسم المقبل، تتخطى مطالبه الفنية إلى إعادة بناء الثقة في كل ردهات النادي.