في ليلة استثنائية على ملعب الاتحاد، قدّم عمر مرموش عرضًا أسطوريًا حطم به كل التوقعات وأشعل حماس جماهير مانشستر سيتي، بعد أن سجل هدفًا بلقب “هدف الموسم” بصاروخٍ لا يُقاوم، ليمنح نفسه فرصةً قويةً للتنافس على جائزة بوشكاش، ويُثبت أنه الملك الجديد لهجوم السيتي، في مباراة ودّع فيها كيفين دي بروينه قميص النادي.
من “فضيحة الجزاء” إلى أمجاد الإبداع
قبل أيام قليلة، أضاع مرموش ركلة جزاء قاتلة أمام كريستال بالاس في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وهو ما تسبب في خسارة سيتي للقبٍ طال انتظاره وفتح باب الانتقادات الصحفية والجماهيرية على مصراعيه. لكن الردّ كان سريعًا ومزلزلًا؛ فقد جاؤوا إلى ملعب الاتحاد ينتظرون وداع دي بروينه في مباراة حاسمة ضمن سباق التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، فكانت الفرصة الذهبية أمام المهاجم المصري كي يمحو وصمة “البرود” التي لحقت باسمه مؤخرًا.
ملحمة الهدف الصاروخي
في الدقيقة 27 من عمر المباراة، تصدّى نيكو جونزاليس لتمريرة بينية في منتصف الملعب، مررها إلى برناردو سيلفا الذي بدوره هيأ الكرة لمرموش داخل منطقة الجزاء. ولأن الملك لا يتردد، سدد مرموش قذيفةً أرضيةً من على حدود الصندوق ارتطمت بالأرض قبل أن تستقر في أقصى الزاوية اليسرى لحارس بورنموث كيبا أريزابالاجا، الذي اكتفى بالنظر إليها بذهول. المشهد الذي انتشر على مواقع التواصل خلال ثوانٍ، اعتبره النقاد والصحافة الإنجليزية أحد أجمل أهداف الموسم، ويتصدر الترشيحات لنيل جائزة بوشكاش الدولية (Sky Sports).
تمريرات قاتلة وحضور متكامل
لم يقتصر دور مرموش على هذا الهدف الخارق، بل توزّعت لمسته في أكثر من مناسبة خلال الشوطين. إذ نجح في صناعة ثلاث فرصٍ حقيقية للتسجيل، وفقًا لأرقام “أوبتا”، منها تمريرةٌ مكررةٌ إلى رودري أمام المرمى الخالي، لم تكتمل بسبب تدخلٍ دفاعيٍ في اللحظة الأخيرة. كما بلغ معدل دقته التمريرية 88%، مع قدرةٍ واضحةٍ على استلام الكرة في ظل ضغطٍ كثيفٍ، والارتداد السريع إلى العمق الدفاعي لدعم رودري وهالاند صفر الأداء.
دي بروينه يتلقى أقسى هدية
في سياقٍ طريفٍ ومؤثرٍ، منح مرموش زميله وصديقه كيفين دي بروينه “هدية” لا تُنسى، حين أعاد إليه كرة انطوت عليها فرصة سهلة في الدقائق الأخيرة، ليتفاجأ النجم البلجيكي بوجود الشباك الفارغة أمام مرماه لكنه أرسل الكرة في العارضة، معلنًا نهاية عهدٍ زاخرٍ بالبطولات والإنجازات. ووسط دموع الجماهير وصفقاتها الحارة، بدا مرموش هو نجم اليوم الحقيقي.
صمت هالاند ومشكلة المهاجم النرويجي
على الطرف الآخر، خيّب إرلينج هالاند الآمال بعد أن افتقد لمسة التسجيل أو صناعة أي فرصة حقيقية. واكتفى بتسديدةٍ واحدةٍ على المرمى، بينما اضطلع دوره بشكلٍ أكبر في مهام الضغط على الخصم، محققًا 4 تدخلاتٍ أرضيةٍ ناجحةٍ من 7 محاولات، حسب بيانات “أوبتا”. ولم يُخض أي مراوغةٍ ناجحةٍ في الثلث الأخير، مما أثار تساؤلاتٍ عن مدى جاهزيته بعد الإصابة الطويلة.
ثلاثية طمأنت السيتزين
لم تتوقف أهداف السيتي عند مرموش، بل أضاف نيكو جونزاليس الهدف الثاني بخطأ دفاعيٍ قاتلٍ من بورنموث في الدقيقة 55، قبل أن يختم بيرناردو سيلفا ثلاثية الأمان في الدقيقة 89 بكرةٍ ذكيةٍ داخل الصندوق. وبهذه النتيجة (3-1)، ارتقى السيتي إلى المركز الخامس وتجمد رصيد بورنموث عند 34 نقطة.
فرصة نادرة للتأهل ودوري الأبطال
يعني الفوز أن مانشستر سيتي بات على بُعد خطوةٍ من ضمان ورقة التأهل لدوري الأبطال في الموسم المقبل، إذ يكفيه الانتصار في الجولة الأخيرة ضد فولهام لضمان المكان بغض النظر عن نتائج المنافسين. وجاء أداء مرموش ليؤكد ضرورة الاعتماد عليه بشكلٍ أكبر في المباريات المقبلة، خصوصًا أمام الفرق التي تغلق المساحات.
ردود الفعل ومطالب جماهيرية
سرعان ما اجتاح وسم #مرموش_بوشكاش مواقع التواصل، حيث اجمع متابعون على أنه قدم “هلاليًّا كرويًّا نابضًا بالإبداع والجرأة”، وطالبوه بالاستمرار في إشعال المدرجات بقذائفه، وقد اعتبره البعض خليفةً محتملاً لدي بروينه في قيادة هجمات السيتي. وفي المقابل، تواصل الجدل حول مصير هالاند وصحته الفنية قبل بداية الموسم المقبل.
نهاية حقبةٍ وبداية عهدٍ جديد
مع صافرة النهاية، ودع دي بروينه أروقة ملعب الاتحاد وسط دموعه وتصفيق الجماهير، فيما بدا عمر مرموش كأنه يعلن عن “انقلابٍ هجومي” في تشكيلة السيتي، معلنًا عن حقبةٍ جديدةٍ يتربع فيها على عرش الإبداع. ليلةٌ لا تُنسى حكاها مرموش بقدمه، لتُثبت للعالم أن الفرصة لا تعوّض، وأنه قادرٌ على انتزاع المجد من قلب المعاناة.
في الملخص، منح مرموش جماهير “السيتي غراوند” ليلةً أسطوريةً، صقلت فيها موهبته بأقوى صاروخٍ واعدٍ لجائزة بوشكاش، بينما عادت قضية هالاند للإثارة مجددًا. وعندما يلتقي الفريق بفولهام في الجولة الأخيرة، ستكون الأنظار عليه وعلى قدرته على تأكيد هذا الانتفاض الكروي، في خاتمة موسمٍ انتهى وداع دي بروينه وبزوغ نجمٍ جديدٍ لا يُقاوَم.
