
وسط فراغ صفقاتٍ فادح وغيابٍ للمدير الفني المرصود، أطلق أسطورة الهلال ياسر القحطاني تحيته الساخرة عبر “إكس”، مسخرًا من “ميركاتو الزعيم” الذي بدا وكأنه تجرى عملية تجنيد لاعبين عن بُعد عبر التحكم في جهاز بلايستيشن. القحطاني الذي اعتاد إبهار الجماهير بلمسه الحاسم وأهدافه الشهيرة، عاد ليقلّب الطاولة على إدارة ناديه السابق بقوله المباشر:
“الحين الصندوق ماسك الهلال في بلايستيشن وإلا أقدر أجيب لعيبة؟”
قلّة الصفقات تُشعل غضب “الزعيم”
لم يمرّ الصيف بهدوءٍ على جماهير الهلال، التي باتت تُعدّ الأيام بدقّة حتى تنهي الإدارة بحثها عن خليفة للبرتغالي جورج جيسوس، قبل انطلاق مباريات كأس العالم للأندية في ديسمبر المقبل.
فعلى الرغم من مرور الأشهر، وإغلاق باب المفاوضات مع الأسماء اللامعة، وجد الجمهور نفسه أمام شاشتين: إما جهاز تحكم افتراضي، أو بطولاتٍ تكتفي بها الذاكرة.
إدارةٌ لم تجد الإضافة المطلوبة
في موسمٍ لم يحصد فيه الهلال أي كأس محلية أو قارية، اكتفت الخزانة الزرقاء بذكرياتٍ عابرة من البطولات السابقة.
فقد خسر “الأزرق” لقب الدوري السعودي لصالح الاتحاد، بعد فوز الأخير على الرائد 3-1، كما ودع كأس خادم الحرمين الشريفين مبكرًا عند ربع النهائي، وانتهت مغامرته الآسيوية بخروجٍ من نصف نهائي دوري أبطال آسيا على يد الأهلي.
هذه النتائج دفعت عشاق الهلال إلى طرح التساؤلات الحارقة: إذا كانت البطولات لا تأتي، فما جدوى الحفاظ على اسمٍ كبير دون تدعيم حقيقي؟ وهل يكفي الهتاف ووسمّات التواصل الاجتماعي لتغطية عجز عقد الصفقات؟
قحطاني يعود إلى “الميدان الافتراضي”
لم يتردد القحطاني، الهداف التاريخي للهلال، في وضع إصبعه على الجرح بنكتةٍ مدروسة.
بتغريدته القصيرة، جسّد حال إدارة النادي بوصفها “صندوق تحكم بلايستيشن” يُفترض أن تضغط على زر “شراء اللعب” ليظهر له لاعبون جاهزون. كلماتٌ خفيفةٌ من أسطورةٍ أثّر تألقه على مدرجات الزعيم طوال العقدين الماضيين، ولكنها حملت رسالةً صادمة للاعبي الإدارة: “أفيقوا من الوهم قبيل مشاركة الموسم العالمي”.
هل ينجح “ميركاتو” عن بُعد؟

من المتعارف عليه أن سوق الانتقالات الصيفية يعتمد على لقاءاتٍ مباشرة، واجتماعات واجبة الحضور، وعمليات تفاوضٍ مطولة للحصول على توقيع الدولي المطلوب.
لكن عندما تتحول تلك الاجتماعات إلى نقراتٍ على لوحة مفاتيح أمام شاشة “لابتوب”، يمتلئ الوسط الرياضي بالضحك أولاً، ثم بالغضب في مرحلة تالية.
جماهير تضغط بشعارٍ واحد
على مواقع التواصل، تكرّرت هاشتاجاتٌ استنكارية مثل #وين_الصفقات و#صندوق_الهلال و#بلايستيشن_لا_يلعب، في إشارةٍ إلى أن الكلمات وحدها لا تشبع جوع المشجعين الذين ينتظرون عقد مؤتمرٍ صحفيٍّ يعلن فيه المشرفون:
“لقد جلبنا نجم القرن ووضعناه على المقعد الاحتياطي”، بدلًا من إخبارهم أنهم “ضغطوا على الزر دون فائدة”.
خياراتٌ بديلةٌ أمام الإدارة

لم يعد أمام الهلال متسعٌ من الوقت للتحضير الاستثنائي لمونديال الأندية، مما يطرح عدة أسئلةٍ على الخطة الفنية:
1. مدربٌ بديل من السوق الحر:
أسماءٌ لامعةٌ نهائيةٌ جاهزةٌ للتوقيع الفوري.
2. استعارةٌ قصيرة الأمد:
ضم لاعبين بمواصفاتٍ تكتيكيةٍ محددةٍ لتعويض العجز الهجومي والدفاعي.
3. مفاوضاتٌ مجددة مع نجوم قادمون:
استغلال أموالٍ أقلّ ولكن مع تقديم ضمانات فنية وتجارية لصالح اللاعبين.
خلاصة… هل كرة القدم على الأرض أم على الزر؟
في النهاية، لم تقتصر مرارة الإخفاق على فقدان الألقاب، بل شملت خيبة الأمل الجماهيري في الرؤية الواضحة للإدارة.
فبينما يكشف القحطاني بأسلوبه الدعابي عن “سرقة جهاز التحكم”، يبقى السؤال الأهم:
هل يدرك صانعو القرار أن كرة القدم تُلعب على أرض الملعب، وليس على أزرار بلايستيشن؟