قرار جماعي لحماية “غرفة الملابس”
كشف مصدر من داخل النادي لصحيفة “آس” الإسبانية أن القرار نوقش بين الإدارة التقنية برئاسة هانسي فليك والإدارة الرياضية برئاسة ديكو، وتم الاتفاق عليه كخطوة وقائية بهدف “إبعاد اللاعبين عن الضغوط الإعلامية والتركيز الكامل على الجوانب الفنية والتكتيكية”. وأكدت الصحيفة أن إلغاء اليوم الإعلامي لم يأتِ من قبيل خفض سقف الأجور، بل كان توجهاً مدروساً لضمان عدم تسريب تفاصيل البروفة التكتيكية الخاصة بالكلاسيكو، حيث يغلق برشلونة ملفاً كبيراً بعد خروجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ويعيد ترتيب الأولويات نحو صدارة “لا ليغا”.
حماية من تصريحات قد تُشتت التركيز
في الأيام العادية، يشارك اللاعبون في لقاءاتٍ تلفزيونية وإذاعية تتناول خلالها توقعاتهم واستعداداتهم، لكن تكرار هذه المقابلات قبل مباراةٍ بحجم الكلاسيكو قد يؤدي إلى “تصريحات زائدة” تشكل مادة إعلامية تُشغل الجماهير والإعلام أكثر من الفاعلية داخل الملعب. ومن هنا تأتى رغبة فليك في حصر الكلام على شخصه وحده خلال المؤتمر الصحفي الذي سيُعقد السبت، وهو ما سيوفر “حِصانة” للفريق من أي سؤال خارج نطاق المواجهة التكتيكية.
تقليد مغاير لما اعتادته الفرق الكبرى

يُعتبر اليوم الإعلامي في برشلونة مناسبةً تتاح خلالها للصحفيين التفاعل مع أبرز نجوم الفريق مثل جافي وأراوخو وفيران توريس، الذين عادةً ما ينشرون رسائل تشجيعية ويعطون لمحات عن وضعية الفريق. لكن قرار الإلغاء يفصح عن مقاربة مختلفة، تُشبه ما يقوم به بعض الأندية الإنجليزية التي تعتمد على “فقاعة إعلامية” في الأوقات الحساسة، لمنع دخول الضجيج الإعلامي إلى غرف خلع الملابس.
1. مثال من الماضي:
في الموسم الماضي، لجأ ريال مدريد إلى ضبط مماثل ربطاً بلقاءاتٍ حسمت اللقب، بينما ينأى يوفنتوس وبرشلونة أنفسهما أحياناً عن البرامج الترفيهية في فترة “مباريات القمة”، لكن هذه هي المرة الأولى التي يمتنع فيها برشلونة رسمياً عن اليوم الإعلامي قبل كلاسيكو بهذا الثقل.
تسارع إيقاع الموسم وخيارات ما بعد الإقصاء القاري
تستقر حظوظ برشلونة في الدوري الإسباني بعد أن خرج من دوري الأبطال، ما جعل المواجهة ضد غريمه التقليدي “نهائي موازٍ” للبقاء في الصدارة قبل 3 مراحل من النهاية. إذ يحتل “البرسا” المركز الأول برصيد 79 نقطة، مقابل 72 نقطة له ريال مدريد، وكل فوز يؤمن “البلوجرانا” بفارق 7 نقاط قد يحسم اللقب نظرياً. وأوضح هانسي فليك أكثر من مرة أنه “يُقيّم المواقف وفق أهمية اللحظة”، وأن “الموسم لا يتوقف على دورٍ واحدٍ لكنه يحتاج إلى ترجمة الانضباط الذهني إلى لغة تفوح بروح الانتصار”.
ردود فعل الجماهير والنجوم على مواقع التواصل
على الرغم من حرص النادي على كتم التفاصيل، تداول بعض اللاعبين لقطات من تدريبات الأمس عبر “إنستجرام” و”تويتر”، مرفقةً بعبارات تشجيعية وتصميم على “عودة الروح الكتالونية لحصد النقاط الثلاث”. وقد رحّب الجمهور بفكرة “التركيز الداخلي”، إلا أن قسمًا آخر عبّر عن استيائه عبر هاشتاجات مشيدة بعلاقات اللاعبين مع وسائل الإعلام، معتبرين أن “اليوم الإعلامي” كان فرصة لهم لبث رسائل دعمٍ خارجي وتحفيزٍ جماهيري أكبر.
هيكلة المبادرة داخل الجهاز الفني

وضعت إدارة هانسي فليك ثلاثة محاور لمرحلة ما قبل الكلاسيكو بعد إلغاء اليوم الإعلامي:
1. جلسات مركزة للفريق الأول:
تضم دراسة مفصلة لأسلوب الضغط العالي والتعامل مع تناقل الكرة السريعة.
2. تدريبات مغلقة عن الأنظار:
بهدف إخفاء تموضع الجناحين ولياقة الإطالات الطولية المُنبَتِة للاعبي ريال مدريد.
3. تعزيز الدعم النفسي:
عبر تنظيم ورشٍ قصيرة يديرها أخصائيون نفسيون، لتجنيب اللاعبين التأثير السلبي لشحنات الإعلام الخارجي.
انعكاس “الفكرة” على مشهد ما قبل الكلاسيكو
مع غياب اليوم الإعلامي وتوجيه الكلام حصرياً لهانسي فليك، يتوقع ألا ينشغل اللاعبون بالأسئلة الاعتيادية عن “حظوظ الموسم” و”توقعات الأداء”، بل سيترقبون الإشارات التكتيكية القليلة التي يحملها مدربهم. وتأمل الإدارة الرياضية أن تثمر هذه البيئة المعزولة عن الضوضاء بظهورٍ أكثر تجانسًا بين خطوط الملعب، خاصة مع تأخر فاعلية الهجوم أحياناً وفقدان السيطرة في وسط الملعب.
خاتمة مفتوحة للاستنتاج
قد تبدو خطوة إلغاء اليوم الإعلامي “جريئة” في أنديةٍ اعتادت تقديم وجبةٍ دسمةٍ للإعلام كما يفعل برشلونة، لكن الظروف الاستثنائية بعد وداع دوري الأبطال والاشتداد القائم في صراع اللقب جعلت من التركيز “دارة وأصل” قبل مساء الأحد. وفي حال نجحت الخطة وخرج “البرسا” بفوزٍ معنوي ونقطي، سيعزز هانسي فليك ومجلس ديكو قناعتهما بأهمية التحضير الإعلامي المنضبط، وربما نشهد تحوّلاً في ثقافة التواصل الصحفي داخل الكبريات الإسبانية، حيث يصبح تنظيم المعلومات قبل المباريات الحاسمة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية بناء الألقاب.