يشعل رئيس تحرير “ماركا” الإسبانية فيليكس دياز أجواء ميركاتو الصيف بإفصاحاتٍ قويةٍ عن مصير الثنائي البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما، خاصة بعد تحقيق النصر والاتحاد لألقاب الدوري السعودي في الموسم المنصرم، وفرضهما نفسيهما على خارطة التعاقدات العالمية.
من أساطير الصحراء إلى أحضان الأمطار البرازيلية
اختتم كريستيانو موسم 2024–2025 كهدافٍ لا يُضاهى في دوري روشن، بعدما سجل 35 هدفاً قياسياً، لكنّ البطولات الجماعية ظلت عصيّةً عليه. فرغم إحراز فريقه كأس الملك سلمان للأندية العربية، فإن غياب السعادة الجماعية “الرسمية” أثار تساؤلاتٍ لدى الإدارة النصراوية بشأن التجديد.
يكشف دياز أن رونالدو لم يوقع عقده الجديد حتى اللحظة، بينما تجري لديه اتصالات مع أحد كبار أندية البرازيل، التي تملك أربعة ممثلين في مونديال الأندية (بالميراس، فلامنجو، فلومينينسي وبوتافوجو).
يصف دياز الأجواء بأنّ “النيتروجيزين” لا تبدو راضيةً تماماً عن مستوى رونالدو هذا الموسم، ومصدرٌ مقرّب يضيف أن اللاعب “ظهر في بعض المباريات غائباً ذهنياً”، خصوصاً بعد رحيل النصر من منافسات أبطال آسيا.
ويبدو أن عرضاً برازيلياً يتطابق تقريباً مع راتبه السعودي، بدعم من مستثمرين كبار يحرصون على جلب اسمٍ بهذا الثقل لجذب مشجعي القارة المكهربة بكرة القدم.
شروط “الفتى الذهبي” وترقب انتقالٍ مدوٍّ
لا يكتفي قائد منتخب البرتغال بالمفاوضات فحسب، بل وضع قائمةً طويلةً من طلباته لإدارة النصر: استقدام لاعبين أجانب ومحليين من مستوى الأندية الكبرى الهلال والأهلي والاتحاد، بالإضافة إلى رغبته الصريحة بضم كاسيميرو، نجم مانشستر يونايتد، لصحبته في مشروعٍ جديد.
يراها دياز تغيُّرٌ في شخصية رونالدو وشغفه تجاه الجوائز بعد الخروج المبكر من كافة البطولات القارية والمحلية الكبرى.
وفي حال إتمام الصفقة مع نادٍ برازيلي، قد يتجه رونالدو سريعاً للعب في مسابقة كأس العالم للأندية المقبلة، حيث يتأهّل أحد أندية البرازيل الأربعة إلى البطولة. هذه الخطوة قد تحرره من ضغوط العمر والتوقعات الهائلة في السعودية، وتمنحه فرصة جديدة للتنافس على الألقاب القارية وسط بيئةٍ لا تنفك تعشق الأساطير.
بنزيما يعانق السعادة ويمدد حكاية “العميد”
وعلى الضفة الأخرى، يسلط رئيس “ماركا” الضوء على استقرار كريم بنزيما الذي وقع للنادي السعودي في صفقة مجانية بعد انتهاء عقده مع ريال مدريد.
بعد موسمٍ أول متذبذب، قدّم الفرنسي موسماً استثنائياً ساهم فيه بشكلٍ مباشر في تتويج الاتحاد بلقب الدوري السعودي للمحترفين والتأهل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
وفقاً لمصادر مقربة، يعيش بنزيما “أسعد أوقاته منذ أيامه الذهبية في مدريد”، ويرى أن البيئة الجديدة “منحته فرصاً لتجديد حيويته ومهاراته أمام جمهورٍ متعطشٍ للأهداف والصور الرياضية”.
لذا، بات تجديد عقده حتى صيف 2026 أمراً شبه حتمي، بدعمٍ غير محدود من إدارة النادي والجماهير، التي رأت فيه “أيقونة أعادت الحياة لخط الهجوم وأسهمت في بناء جيل فرنسي مميز”.
توازن الثنائيات وخارطة طريق جديدة
مع احتمالية رحيل رونالدو، يدخل النصر مرحلة إعادة بناءٍ طموحٍ يهدف لاستقدام نجمٍ عالمي جديد يحافظ على زخم الدور العاصمي.
في المقابل، يستمر الاتحاد في توطيد أركانه حول بنزيما، مستخدماً خبرته لإطلاق مواهب محلية وخارجة من “لا ماسيا” و”أكاديمية الرديف”، بما يضمن استمرارية الحصاد الذهبي.
ختاماً… هل سينجح بنزيما حيث لم ينجح رونالدو؟
يُتوقع أن يكون صيف 2025 محطة تحولٍ في خارطة الكرة السعودية، حيث سيُقيَّم حجم الألقاب المتحققة من دون رونالدو، ومستوى بنزيما وقدرته على صد هجمات المنافسين وحفظ لقب الدوري.
ورغم “الجنون” الذي يحيط بأسماءٍ بحجم رونالدو وبنزيما، يبقى مقياس النجاح النهائي هو الألقاب واللحظات الكبيرة في الملاعب التي لا تعرف الاستكانة.
ختاماً، يطل هذا الصيف بحكايةٍ مشوّقةٍ تكشف عن تحوّلاتٍ دراماتيكية في سوق انتقالات الأندية السعودية، ما يجعل المشاهدين يترقبون: هل يفاجئنا كأس أمم البرازيل بظهورٍ جديدٍ لواحدٍ من أعظم اللاعبين في العالم؟، وهل يستعيد بنزيما ألقه القديم في مواسمٍ قادمةٍ معه بعيداً عن ضغوط العاصمة الإسبانية؟ التفاصيل القادمة وحدها تكشفها.
