
في واحدة من أقسى لحظات الجراحة التكتيكية في عالم الكرات المستديرة، فجّر تييري بارنيرا، المستشار الوثيق لتيبو كورتوا، قنبلة ضاغطة في حلقة “After Foot” على إذاعة RMC يوم الأربعاء 14 مايو، حين كشف عن قائمة “الأغلى بلا جدوى” بين حراس المرمى الأوروبيين. دون مواربة أو تحفّظ، وضع بارنيرا ثلاثة أسماء رفيعة المستوى تحت مجهر النقد: إيدرسون مورايس من مانشستر سيتي، بريس سامبا حارس رين، وجريجور كوبيل هدف بوروسيا دورتموند. ولكن الانتقادات لم تتوقف عند التشكيك في قدراتهم فحسب، بل اتهمهم بـ"الجنون التكتيكي" والمبالغة في تقييمهم السوقي، فيما أشار أيضاً إلى حارس فرنسي ناشئ وُصِفَ بأنه قد يغير وجه الحراسة في المستقبل القريب.
انطلاقة النار على إيدرسون “ملك الكرة الطائرة”
جاء اسم إيدرسون أولى رصاصات بارنيرا:
“لا شك في قدرته على صنع الفارق باستخدام قدميه، بل إنه الوحيد القادر على إرسال كرةٍ بطول 80 متراً في لحظة استثنائية. ولكنه يدفع ثمن هذه الجرأة المفرطة بـتكرار الأخطاء الفادحة، خصوصاً في جانب التنظيم الدفاعي. فهو ببساطة ليس منضبطاً تكتيكياً، ما يؤدي إلى أهداف غير مرغوب فيها أمام مرمى سيتي”.
• أسلوب لعب محفوف بالمخاطر:
بارنيرا يشير إلى أن أسلوب المراوغة والتوغل من منطقة الجزاء يضع الدفاع أمام مواقف صعبة تزيد من عُرضة الخطأ.
• وظيفة المراقب الدفاعي:
لا يكفي أن تكون بارعاً بالقدم إذا اعتلت ثقة الحارس حدود الطيش، فالوظيفة الأساسية تكمن في ضبط الخطوط الخلفية ومنع الخصم من استغلال الفراغات.
الانهيار الفني لبريس سامبا “العملاق غير المتزن”

انتقل النقاش سريعاً إلى ملعب الدوري الفرنسي، حيث وضع بارنيرا بريس سامبا في قائمة الانتقادات ذاتها، واصفاً إياه بـ"المبالغ في تقييمه" رغم انطباعه الأولي المذهل.
“طول القامة والانفجار البدني يخدعان الأنظار، لكن سرعته في المواقف الحاسمة مهزوزة، وتحديدًا في الرميات القريبة من المنطقة (5–8 أمتار). الأخطاء التقنية تتكرر وكأنه في تدريبٍ سطحي لا يخوض منافسة حقيقية، بالإضافة إلى هفوات لا تُغتفر في نقل الكرة بالقدم”.
• تشتت القرارات:
يرى بارنيرا أن سامبا يبتعد عن اتزان العقل في حسابات المسافات والسرعات المتغيرة في كرة القدم الحديثة.
• المواجهة الفردية:
إذا لم يستطع الحارس التعامل مع انطلاقات المهاجمين والعناء البدني في المواجهات الفردية، فإن كل سطوعٍ مبهر سيتحوّل إلى سخريةٍ في اللحظات الحاسمة.
كوبيل “المُثقل بالثمن” دون ألقاب
وجَّه بارنيرا سهامه الثالثة إلى جريجور كوبيل، الحارس الذي يُقدر سوقه بأكثر من 40 مليون يورو، وحصل على سمعةٍ طيبة بفضل مستوياته الثابتة مع بوروسيا دورتموند.
“قيمة 40 مليوناً مبالغ فيها. نعم، هو حارس ذو حضورٍ قوي على أرض الملعب وقدرات انقاذية لافتة، لكنه لا يملك الاستمرارية الذهنية والبدنية التي تبرّر هذا السعر الفلكي”.
• سوق الانتقالات:
أكد بارنيرا أن المضاربات التجارية أحياناً ترفع أسعار الحراس إلى مستويات لا تعكس القيمة الدفاعية الحقيقية.
• الاختبار الكبير:
أوضح أن كوبيل لم يثبت نفسه بما يكفي في البطولات القارية الكبيرة، ما يجعله عرضه للتشكيك في الأوقات التي تحضر فيها البطولات الأسيوية والأوروبية.
لمحة عن المستقبل: الحارس الفرنسي الواعد

بعد شنقه للثلاثي الكبير، أخضع تييري بارنيرا النقاش إلى حارس شاب في الدوري الفرنسي، يُعدّه “الجيل القادم” لقيادة الخط الخلفي في كرة القدم. رغم أنه لم يكشف عن اسمه مباشرة، وصفه بأنه يجمع بين إنضباط تكتيكي لا يُشاهد إلا نادراً عند صغار السن، وقدرة استثنائية على قراءة التسديدات المنحنية.
“إذا واصل هذا الشاب تطوره، فقد نراه قريباً ينافس كبار الحراس ويعيد تعريف مفهوم الأمان أمام المرمى”.
تداعيات البركان التكتيكي
هذه التصريحات الصادمة تأتي في وقتٍ أصبحت فيه مواقع “الغارديان” و“ذا أثليتيك” تخصص تقارير مفصلة حول أفضل الحراس في العالم، ولكن قليلون أولوا أهميةً كبرى للجوانب التكتيكية والذهنية.
1. ردود الأندية:
من المتوقع أن تجيب أندية مثل سيتي ودورتموند ورين على هذه الاتهامات، إما بالدفاع عن حراسها أو بالبحث عن بدائل رخيصة في الميركاتو الصيفي القادم.
2. الضغط الإعلامي:
سيتولى الإعلام الرياضي في الأسابيع المقبلة تحليل خطابات بارنيرا على أنها “دراسة حالة” للمراكز الدفاعية، مما يمهد الطريق لخوض الحراس مقابلات تكتيكية مع خبراء متعددين.
3. اللاعبون تحت المجهر:
حتى التصريحات العادية ستخضع لمراجعات فنية صارمة، وسيُنظر إلى الحراس الجدد على أنهم “أقل جرأة” حتى يثبتوا العكس.
الخلاصة…
في أرض الملعب كما في غرفة المؤتمرات، لا مجال للخطأ. وانتقادات مستشار كورتوا تذكر الجميع بأن دور الحارس أكبر من مناورة بلعب القدم، وأن الانضباط الذهني والتكتيكي يظل سلاحاً لا بديل عنه. وبقي السؤال الحاسم: هل سيستجيب المتهمون الثلاثة لهذا التحدي، أم سيغرقون في دوامة الأسعار المبالغ فيها؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.