شهد ملعب ماراكانا البرازيلي لحظة استثنائية
حين التقى النجم فينيسيوس جونيور بالمدرب كارلو أنشيلوتي قبل أيام فقط من انطلاق معسكر المنتخب البرازيلي استعداداً للمباراتين الدوليتين المقبلتين هذا الصيف، وقد جاء اللقاء خلال مباراة فلامنجو وديبورتيفو تاشيرا في ذهاب دور المجموعات من دوري أبطال أمريكا الجنوبية "كأس ليبرتادوريس".
من ملعب سانتياجو برنابيو إلى ماراكانا
شهد الموسم الماضي محطات مهمة في مسيرة فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد إذ ودّع المدرب الإيطالي أنشيلوتي لوحته الفنية في سانتياجو برنابيو عقب الفوز على ريال سوسيداد بهدفين دون مقابل في 24 مارس، وقد قاد هذا اللقاء أرباب الذاكرة بين الطرفين قبل أن يتفاعل اللقاء من جديد على الأراضي البرازيلية.
أنشيلوتي على رأس المنتخب البرازيلي
بعد انتهاء الموسم الأوروبي، أعلن الاتحاد البرازيلي تعيين كارلو أنشيلوتي مديراً فنياً للمنتخب الوطني ليكون على موعد مع بطولة كوبا أمريكا ونهائيات كأس العالم المقبلة. وقد جاءت القائمة الأولى المستدعاة للمباريات الدولية لتضم المهاجم البرازيلي الذي اكتشفه فلامنجو في شبابه، ما جعل هذا اللقاء في ماراكانا يحمل بعداً رمزياً يجمع بين مرحلة الاحتراف الأوروبي والعودة إلى الجذور الأصفر والأخضر.
تأييد الجماهير وحضور النجوم
لم يأتِ لقاء فلامنجو وتاشيرا في إطار كوبا ليبرتادوريس كحدث رياضي عابر فحسب، بل شكّل نقطة التقاء للاعبين الذين تركوا بصماتهم في الملاعب العالمية. فعلى مقاعد كبار الشخصيات حضر بجانب فينيسيوس كل من لوكاس باكيتا نجم الفريق، ورافقتهما أنظار جواو جوميز الذي يتألق حالياً بألوان ولفرهامبتون الإنجليزي. وقد تابع المباراة من الجهة الشمالية بجانب المنتمين لجماعة المنظمين.
وجهات نظر عن الحدث

اعتبر أنصار الكرة البرازيلية هذا اللقاء علامة بارزة على قدرة الأندية المحلية على إنتاج مواهب تضيف للعالم رونقاً خاصاً، ولا سيما عندما يجتمع هؤلاء النجوم بعد أن تفرّقوا بين أوروبا وأمريكا الجنوبية. ويشاركهم المشهد أيضاً روديني لاعب أولمبياكوس اليوناني والمدافع أليكساندرو ريبيرو الذي انتقل مؤخراً إلى صفوف ليل الفرنسي، وهو ما يُعتبر إضافة للمنتخب الوطني.
أهمية مواجهة ديبورتيفو تاشيرا
على الرغم من فوارق المستوى بين الطرفين، فإن المواجهة شكّلت اختباراً حقيقياً لفلامنجو الذي يرغب في تكرار ألقه القاري. وقد نجح الفريق في فرض سيطرته منذ الدقائق الأولى مسجلاً تفوقه الفني بفضل الأداء الجماعي والتنوع الهجومي، وقد اقترب من حسم نتيجة الذهاب قبل الانتقال إلى مباراة الإياب في فنزويلا.
انعكاس اللقاء على معسكر السيليساو
يمثّل تواجد فينيسيوس وأنشيلوتي على مقربة من بعضهما قبل انخراط النجم في معسكر منتخب البرازيل أهمية كبرى في بناء تفاهم فني بين الثنائي بعد أن عملا سوياً في ريال مدريد وعرفا أساليب بعضهما على أعلى مستويات الاحتراف. كما يعكس مدى الثقة التي يمنحها الاتحاد البرازيلي باللاعبين ذوي الخبرة القارية والدولية لدعم صفوف المنتخب في المنافسات القادمة.
توقعات الجمهور والإعلام

تناولت وسائل الإعلام الرياضية العالمية هذا اللقاء باعتباره بمثابة استذكار لمرحلة تعاون مثمر بين فينيسيوس وأنشيلوتي، وتناول المعلقون الفنيون الأثر الإيجابي المتوقع على المنتخب البرازيلي في ظل الاقتراب من النافذة الدولية التي ستشهد مواجهتين وديتين قبل استئناف تصفيات المونديال. وقد توقع المحللون أن يستفيد المدرب الإيطالي من اندفاع لاعبه الشاب للدفع به في مركز الجناح الأيسر لافتعال الثغرات أمام المنافسين.
خاتمة
تجدّدت روابط العمل بين فينيسيوس جونيور وكارلو أنشيلوتي في قلب كوبا ليبرتادوريس لتذكير الجميع بأن كرة القدم جسور تمتد عبر القارات وتعيد اللقاءات بين من صنعوا سوياً لحظات لا تُنسى، وبأن اللقاءات القارية تبقى أرضية مثالية لتجارب فنية جديدة قبل خوض غمار التحديات الدولية القادمة سواء مع السيليساو والبرازيل أو عبر البطولات الأوروبية الكبرى.