مرة أخرى يعود ريال مدريد من تحت ركام المصائب ليقلب الطاولة على الصعاب، وهذه المرّة بخبر قد يشعل حماسة الميرينغي قبل انطلاق مونديال الأندية في الولايات المتحدة الأمريكية. فقد أكدت شبكة “ريليفو” الإسبانية أن قلب الدفاع إيدر ميليتاو والظهير الأيمن المخضرم داني كارباخال سيلتحقان ببعثة الملكي المتوجهة إلى أمريكا، رغم معاناتهما من إصاباتٍ أبعدة إياهما عن الملاعب منذ عدة أشهر. هذه الأنباء لا تعني فقط أنهما سيمثلان دعمًا نفسيًا ومعنويًا للاعبين قبل خوض منافسة كأس العالم للأندية، بل تمثل انطلاقة فعلية لعملية إكمال جراح الموسم الفاشل وإعادة الثقة لقلعة سانتياغو برنابيو.
حكاية الإصابات والمحطات العلاجية
لم تكن رحلة ميليتاو العلاجية سهلة على الإطلاق، فقد عانى الظهير البرازيلي من تمزقٍ في الرباط الصليبي الأمامي (ACL) لفريق ريال مدريد في نوفمبر الماضي، وهي إصابة استدعت توريد عدة عشرات من جلسات العلاج التأهيلي والتدريب الجزئي. ومع ذلك، وبفضل متابعته الدقيقة من الجهاز الطبي بقيادة دكتور خوان كارلوس سانشيث، عبَر المدافع البرازيلي مراحل التماثل للشفاء بوتيرةٍ أسرع من المتوقع. وأفادت تقارير “ماركا” أن ميليتاو أتم اختبارات الجري والتوازن والضغط البدني بنجاحٍ قبل أسبوعين، ما فتح الباب أمام عودته للمشاركة في التدريبات الجماعية اعتبارًا من نهاية مايو الحالي.
أما داني كارباخال، فلديه سيناريو مختلف لكن ليس أقل درامية؛ إذ أصيب اللاعب بكسر في الرباط الجانبي للركبة في أكتوبر الماضي، ليخضع على إثرها لعملية جراحية دقيقة تكللت بالنجاح. وأشارت صحيفة “آس” إلى أن الظهير الإسباني أظهر “تقدمًا مذهلًا” في عملية إعادة التأهيل، حيث توجهت أنظار الطاقم الفني إليه بعدما شارك في تدريبات تقنية خفيفة استمرت لنحو ثلاثة أسابيع، قبل أن يُسمح له بإجراء مناورة اصطدامية مع بقية اللاعبين.
دلالات الوجود في مونديال الأندية
- تعزيز الثقة: لم يشارك ميليتاو أو كارباخال في المباريات الرسمية منذ نوفمبر وأكتوبر على التوالي، وإنضمامهما لبعثة مونديال الأندية سيبعث برسالة قوية إلى زملائهما من أن الملكي لم ينسَ أبطاله، وأنه يسعى للاستفادة منهم حتى في أصعب اللحظات.
- تجربة الضغط العالي: كأس العالم للأندية تتطلب جاهزية بدنية ونفسية عالية، وإدخال اللاعبين تدريجيًا في أجواء المباريات سيضمن إعادة الدماء إلى العروق قبل مواجهة الفرق الأفضل قاريًّا.
- عمق المنافسة: في ظل خسارة ريال مدريد للثلاثية المحلية ودوري الأبطال هذا الموسم، فإن السعي للتتويج باللقب العالمي – الثامن في تاريخه – سيكون بمثابة اقتناصٍ أخير لتعويض الجماهير واللاعبين، وتحويل الإخفاقات إلى ذاكرة مؤقتة.
كيف سيشكل غيابهما الفرصة للآخرين؟

ستمنح الإصابات الطويلة لكلٍّ من ميليتاو وكارباخال الفرصة للاعبين بديلين لإثبات جدارتهم، مثل النرويجي أوريلين تشواميني في قلب الدفاع أو الإسباني ألفارو أودريوزولا على الجبهة اليمنى. ومع عودة الثنائي، سيكون على المدرب القادم – المنتظر أن يكون تشابي ألونسو بعد رحيل كارلو أنشيلوتي – اتخاذ قرارات صعبة بشأن تقسيم دقائق اللعب وحفز الجميع على التنافس الشريف.
الاستعدادات الفنية والتكتيكية
من المنتظر أن يخضع ريال مدريد لمعسكرٍ قصير قبل السفر إلى الولايات المتحدة، يتضمن تدريباتٍ بدنية مكثفة بالإضافة إلى مناورات تكتيكية على ملعب “سنتياجو برنابيو” أمام أنظار الإعلام والجماهير. وينوي الطاقم الفني تجربة عدة خطوط دفاعية، قد يلجأ فيها إلى طريقة 4-3-3 الكلاسيكية أو الانتقال إلى 3-5-2 حسب قوة المنافسين المتوقعين من أمريكا الجنوبية وأفريقيا. وفي إطار التحضيرات نفسها، سيشارك الثنائي ميليتاو وكارباخال في حصصٍ خاصة لتجنب أي انتكاسة، مع متابعة دقيقة من قبل أخصائيي العلاج الوظيفي.
الميرينغي وعطش اللقب العالمي

بقاعة المجد “غابرييل مورينو” في النادي الملكي، لا يزال جمهور ريال مدريد يضطر لمواجهة واقع فقدان الألقاب الكبرى هذا الموسم. لكن مونديال الأندية، إلى جانب نهائي كأس السوبر الإسباني، يُمثل آخر ما يمكن تعويضه قبل بداية المعركة القارية الجديدة. وقد عبر المدافع إيدر ميليتاو في تصريحات صحفية سابقة عن رغبته في رفع درع البطولة العالمية قائلًا: “نعلم أننا نأتي إلى أمريكا وعينا أثقل من سابق، لكننا ريال مدريد، ومن ينتمون لهذا الشعار لا يعرفون الخضوع”.
توقعات الخبراء وجماهير الميرينغي
- محللو “بي إن سبورتس”: اتفقوا على أن عودة ميليتاو ودفاعيًا ستعيد التوازن إلى الخط الخلفي بعد تراجع ملحوظ في فاعلية المدافعين البدلاء.
- تعليقات عبر “تويتر”: اللافت أن وسم #ميليتاو_وكارباخال تصدّر التريند الإسباني، مع تفاؤل واضح بأن الملكي سيصنع معجزة أخيرة.
- آراء الجماهير في “ريليهومارد”: عبّر كثيرون عن أملهم بأن يساهم الثنائي في رسم لوحة فنية جديدة للهوية الملكية؛ الجماهير تتطلع إلى رؤية “الكلاسيكو” الأمريكي ضد فلومينينسي البرازيلي ومن بعده مواجهة بطل إفريقيا.
ختامًا..
تبدو الصورة أوضح على أرض سانتياغو برنابيو: ريال مدريد لا يرضى بالموت مرة واحدة، بل يعود دومًا ليشعل الأمل ويعيد حسابات الجميع. ومع التحاق نجمَي الدفاع المصابين ببعثة مونديال الأندية، يلوح في الأفق “انفجار” كلاسيكي من الطراز الرفيع، يليق بتاريخٍ حفره الأبيض على جبين كرة القدم العالمية. الجمهور يستعد للاحتفال باللقب الثامن، ولا شيء يبدو مستحيلاً بالنسبة لمن يرتدي القميص الملكي.