إقالة جيسوس وتعيين الشلهوب مؤقتًا
خلال اجتماع طارئ انعقد عقب الهزيمة أمام أهلي جدة، أكدت مصادر مقربة من برنامج "أكشن مع وليد" أن إدارة الهلال لم تنتظر طويلًا قبل إعلان رحيل جيسوس عن مقعد القيادة الفنية، خصوصًا في ضوء تراجع النتائج وتراجع أداء الفريق في دوري أبطال آسيا، حيث بدا أن الفريق افتقد للمعنويات والتركيز المطلوبين. وقد صدر قرار تعيين لاعب الهلال السابق محمد الشلهوب مدربًا مؤقتًا بانتظار إنهاء التعاقد مع الخيار الأجنبي الأمثل.
دي زيربي في المقدمة بعد رفض إنزاجي الأولي
أوضح المصدر ذاته أن إدارة الهلال حاولت الخطوة الأولى عبر الاتصال بالمدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، المدرب الحالي لإنتر ميلان، لإقناعه بقيادة الزعيم في بطولة كأس العالم للأندية، إلا أن تمسكه بمشروعه الأوروبي وتأجيله اتخاذ قرار نهائي دفع الإدارة إلى التحول سريعًا نحو روبرتو دي زيربي. وبحسب "أكشن مع وليد"، أصبح دي زيربي المرشح الأبرز حاليًا، نظرًا لسمعته الفنية وطموحه في خوض تجربة جديدة.
مسيرة دي زيربي ومساراته التدريبية

يبلغ دي زيربي من العمر 45 عامًا، وخاض تجارب تدريبية مميزة على مستوى الأندية الأوروبية الصغيرة والكبيرة، حيث انطلق مع باليرمو الإيطالي ثم صنع اسمًا مع ساسولو، قبل أن يحصد لقب الدوري الأوكراني مع شاختار دونيتسك بين 2018 و2019. وفي عام 2022، استقبلته ملاعب البريمييرليغ عبر بوابة برايتون أند هوف ألبيون، ليبرز بأسلوبه الهجومي المباشر والاهتمام بضغط الفريق على حامل الكرة. ومنذ يوليو 2024، يقود أولمبيك مارسيليا في الدوري الفرنسي، حيث حقّق معه في 33 مباراة 19 انتصارًا و4 تعادلات مقابل 10 هزائم.
يمتاز دي زيربي بميول تكتيكية قائمة على البناء من الخلف، وتوظيف الأجنحة لخلق الفرص، وتحريك الخطوط الثلاثة بشكل متناغم، مما جعله محط اهتمام أندية كبرى تسعى إلى تطبيق أسلوب لعب جريء. كما عرف عنه ثقته الكبيرة بفكره التقني وقدرته على فرض هويته في المراحل الفنية، بجانب اهتمامه برفع مستوى لاعبي الأكاديمية ومنح الشباب الثقة.
خيارات أخرى على الطاولة
رغم تصدر اسم دي زيربي مشهد المرشحين، إلا أن قائمة الأسماء التي تدرسها إدارة الهلال تضم كذلك مدربين أصحاب تاريخ عريق، على رأسهم الإيطالي كارلو أنشيلوتي، صاحب الإنجازات القارية مع ريال مدريد وإيفرتون وبايرن ميونخ، والبرتغالي ماركو سيلفا، الذي يمتلك تجربة خليجية سابقة مع النصر السعودي. ورغم جاذبية هذه الأسماء، فإن تعقيدات الجداول وضيق الوقت قبل انطلاق مونديال الأندية يجعل من التعاقد مع مدرب متفرغ ومستعد لخوض البطولة في فترة الصيف المقبل خيارًا أكثر واقعية.
دوافع التعاقد مع دي زيربي

تأتي رغبة الهلال في ضم دي زيربي لعدة اعتبارات تقنية وتنظيمية، أبرزها:
1. التأقلم السريع:
بفضل خبرته السابقة مع أندية من بيئات متنوعة، يُتوقع أن يتكيف سريعًا مع أجواء الرياض وتطلعات إدارة الهلال، كما حدث مع تجربة باتريسيو مورايش في مواسم سابقة.
2. أسلوب كرة جذاب:
يعتمد دي زيربي على الضغط العالي وبناء الهجمة المنظم من الخطوط الخلفية، وهو ما يتماشى مع رغبة الجماهير في رؤية كرة هجومية وممتعة.
3. توظيف النجوم:
يعيش الهلال حالة تميز نجومية لعدد من لاعبيه مثل سالم الدوسري وبافيتيمبي جوميز، ويحتاج إلى مدرب يعتاد إدارة egos اللاعبين واستغلال قدراتهم بأقصى شكل ممكن.
4. النجاح الاختباري:
رغم غزارة أسماء المرشحين، فإن دي زيربي يمتلك طموحًا قويًا لإثبات ذاته على الساحة العالمية من خلال مسابقة المونديال، الأمر الذي يدفعه للتركيز بشكل كبير على نتائج الزعيم في المباريات الأربعة المحتملة حتى الانتهاء من ربع النهائي مروراً بالمربع الذهبي والنهائي.
خطة العمل قبل انطلاق مونديال الأندية
في الأسابيع القليلة المتبقية قبل انطلاق البطولة العالمية، سيعمل الفريق الإداري على إنهاء التعاقد مع دي زيربي وتشكيل جهازه المعاون، الذي من المتوقع أن يضم مدربًا لحراس المرمى واخصائي لياقة وإعداد بدني، بالإضافة إلى محلل أداء. وسيتم الترتيب للحضور إلى الولايات المتحدة قبل أسبوعين من انطلاق البطولة، للتدرب على أجواء الملاعب الأمريكية وضمان انسجام اللاعبين مع الأسلوب التدريبي الجديد.
من ناحية أخرى، يواجه دي زيربي تحديًا مزدوجًا في تجهيز الفريق للتعامل مع المنافسين القارين وغير القارين، ما يتطلب دراسة مفصلة لخصوم مثل أبطال آسيا (الذين سيظفرون بالتأهل بعد انتهاء البطولة الآسيوية) وبطل الكونكاكاف وفريق من أوقيانوسيا. وسيعتمد الإيطالي على مزيج من القوة الضاغطة في خط الوسط والتحرك السريع للأطراف لتوليد الأخطاء داخل نصف ملعب المنافس.
نظرة مستقبلية
إذا نجحت مفاوضات الهلال مع دي زيربي بالإعلان الرسمي عن الاتفاق، ستكون هذه الخطوة بداية مشروع فني طموح يسعى لإعادة الزعيم إلى منصات التتويج العالمية، بعد أن تأخر في نسختي 2018 و2022 من بطولة كأس العالم للأندية. وستشكل تجربة دي زيربي مع الهلال اختبارًا مهمًا لقدرة المدرب على نقل أفكاره التكتيكية إلى لاعبي الفريق وتطبيقها في مواجهة أندية يتجاوز بعضها تسعة ألقاب قارية.
بهذا، يبدو أن الهلال يقترب من إنهاء ملف المدرب الأجنبي ووضع اللمسات الأخيرة على تحضيراته لأهم محطة في تاريخه الفني خلال السنوات الأخيرة، مع ثقة كبيرة في أن اختيار مدرب من طراز دي زيربي سيمنحه فرصة حقيقية لكتابة فصل جديد من إنجازات كرة القدم السعودية على المستوى العالمي.