كسر الهيمنة… آرني سلوت يقلب الطاولة على البريميرليغ
لم يكن اسم آرني سلوت مألوفًا لجماهير الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن المدرب الهولندي كتب اسمه بحروف من ذهب منذ يومه الأول مع ليفربول. مع رحيل يورغن كلوب، توقع الجميع أن يحتاج الفريق الأحمر لسنوات لإعادة البناء، خصوصًا بعد السيطرة الكاملة لمانشستر سيتي على اللقب في آخر أربعة مواسم.
لكن سلوت خالف كل التوقعات، واستثمر انهيار سيتي المفاجئ هذا الموسم، ليقود ليفربول إلى لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه آرسنال. أسلوبه الجريء وسرعة التكيّف جعلته حديث الصحافة العالمية، حيث شكّل عنصر المفاجأة الأبرز في موسم عنوانه الرئيسي: التغيير.
هاري كين يودع النحس أخيرًا.. المجد يأتي متأخرًا لكنه جاء!
لم يكن من المعقول أن يختتم هاري كين مسيرته من دون لقب، بعد سنوات من التألق مع توتنهام ومنتخب إنجلترا. كين اقترب من الألقاب أكثر من مرة، لكنه كان دائمًا يعود خالي الوفاض، لتصبح لعنة "اللا ألقاب" عنوانًا لصراعه الأزلي مع الحظ.
وبعد موسم أول كارثي مع بايرن ميونخ خسر فيه كل شيء، عاد في موسم 2024/2025 ليقود العملاق البافاري نحو استعادة الدوري الألماني، وينهي عقدة شخصية طال انتظار كسرها. كين، صاحب الـ31 عامًا، رفع أخيرًا أول كأس في مسيرته، وسط احتفالات ضخمة من جماهير البايرن الذين انتظروا عودة المجد بعد خطف اللقب العام الماضي من قبل ليفركوزن.
برشلونة.. “هاتريك” لا يُسقط العملاق الكتالوني!
رغم المشكلات الدفاعية الواضحة هذا الموسم، إلا أن برشلونة بقيادة هانز فليك قدم عروضًا هجومية خارقة، متمسكًا بشعاره الجديد: "إن سجلوا ثلاثة.. سنسجل أربعة!" وهذا ما حدث مرارًا وتكرارًا.
في الدوري، تلقى الفريق ثلاثة أهداف من بورخا إيغليسياس ضد سيلتا فيغو، لكنه خرج فائزًا 4-3. وفي دوري أبطال أوروبا، سجل فاجيليس فاليديس "هاتريك" لبنفيكا ضد البلوغرانا، ومع ذلك خسر الفريق البرتغالي 5-4. حتى كيليان مبابي نفسه، أحرز ثلاثية في الكلاسيكو الأخير، لكن ذلك لم يكن كافيًا، إذ فاز برشلونة 4-2 وحسم لقب الليغا.
ريال مدريد.. موسم للنسيان و"خيبة" أوروبية غير معتادة
الحديث عن موسم 2024/2025 لا يكتمل دون الإشارة إلى إخفاق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. الفريق الأبيض، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج، غاب عن النهائي، ليمنح الفرصة لنادٍ آخر لتذوق طعم المجد الأوروبي، وهو ما شكّل خيبة أمل لجماهير الميرينغي، التي اعتادت على كتابة المجد القاري موسمًا بعد آخر.
لم تكن مجرد خسارة لقب، بل ضياع لهوية فريق عُرف دومًا بثقافة الفوز في الأوقات الحرجة. الإقصاء المبكر وغياب التأثير في مراحل الحسم، جعل موسم الملكي محبطًا بامتياز، وبدأت الأصوات تتعالى بضرورة ثورة شاملة داخل صفوف الفريق.
آيندهوفن يُسقط أياكس ويعيد الهيبة للكرة الهولندية
الدراما لم تتوقف في إنجلترا أو ألمانيا أو إسبانيا فقط، بل امتدت إلى الأراضي المنخفضة، حيث نجح آيندهوفن في التتويج بالدوري الهولندي بعد انهيار دراماتيكي لأياكس. الأخير حصد نقطتين فقط من آخر أربع مباريات، وخسر ثلاثية نظيفة من نيميخن، قبل أن يتعادل مع سبارتا روتردام، ويُمنى بهزيمة ساحقة 4-0 من أوتريخت.
اللحظة الأكثر جنونًا كانت حينما:
تابع الآلاف من جماهير آيندهوفن مباراة أياكس أمام جرونيجين، والتي انتهت بتعادل قاتل 2-2، في الوقت الذي سحق فيه فريقهم هيراكلس 4-1، ليضمن التتويج رسميًا.
الخاتمة: موسم لا يُنسى… وتوقعات لا مكان لها في كرة القدم الجديدة
ما شهدناه هذا الموسم يعكس أن المنطق لم يعد له مكان في كرة القدم الحديثة. الأبطال الجدد لا يستأذنون، والأساطير قد يتعثرون في لحظة، واللعنات التي استمرت سنوات تُكسر في ثانية واحدة. موسم 2024/2025 سيدخل كتب التاريخ باعتباره الموسم الذي كسر التقاليد وفتح أبواب المجد لغير المتوجين.
إنه موسم لن يُنسى… موسم كتب قصصًا خيالية لم نكن لنصدقها لولا أن عشناها لحظة بلحظة.
