ثورة التعاون تُطيح بحلم العالمي وتفتح أبواب “كارثة الثلاثية” على مصرعيها

كارثة الصدارة… وسباق السنوات الضائعة

مع صافرة انتهاء المباراة، تأكد احتفاظ النصر بالمركز الرابع برصيد 64 نقطة، مبتعداً بفارق سبع نقاط قاتلة عن وصافة الهلال (71 نقطة) قبل جولتين من الختام، ليغلق أبواب التأهل المباشر إلى دوري أبطال آسيا “النخبة” وكأس السوبر السعودي أمامه تماماً.

• هدف التقدُّم للتعاون سجّله أوتافيو في الدقيقة 51، قبل أن يعادل النصر عبر روبرتو مارتينيز في الدقيقة 70.
• غياب الثنائي الكبير كريستيانو رونالدو ومحمد سيماكان أضاف مرارة إلى المشهد، بينما اضطر المدافع محمد آل فتيل لمغادرة أرض الملعب بسيارة إسعافية بعد إصابة قوية في اللحظات الأخيرة.

هذا التعادل القاتل جاء بمثابة الضربة القاضية لحلم العالمي في الظفر بأي من بطولات الموسم، خصوصاً بعد أن رُفع الستار مسبقاً عن خروج القلعة الصفراء من دور الـ16 بكأس خادم الحرمين الشريفين على يد التعاون نفسه (0-1)، عقب إهدار رونالدو ركلة جزاء قاتلة في اللحظات الفاصلة.

التعاون يتربّع على المركز الثامن وينفخ في نار الهلال

رغم كونه في المركز الثامن (42 نقطة)، إلا أن التعاون قدّم خدمة لا تُقدّر بثمن للهلال، الذي سيشعل حماس جماهيره بعد أن تفرغ للفوز بالمباراة الفاصلة في سباق الوصافة. ومع ابتعاد النصر سبع نقاط عن الأزرق، بات الحديث عن إنقاذ الموسم مجرد أوهام، لا سيما أن ورقة الاحتجاج ضد العروبة باتت ضعيفة الأثر مع رفض اللجنتين المحليتين، وقد يصل الأمر إلى خوض بطولة “دوري أبطال آسيا 2” فقط في أفضل الأحوال.

الورقة الأخيرة: “الإنقاذ” عبر بوابة مركز التحكيم؟

رغم ضياع حلم دوري النخبة بكامله، لا يزال النصر متمسكاً بأملٍ ضئيل يتمثل في الاحتجاج على أهلية مشاركة حارس العروبة رافع الرويلي، الذي واجه رفضاً في لجنتي الانضباط والاستئناف قبل أن يقرّ مركز التحكيم بدراسة ملفه بشكل عاجل. ولكن حتى في حال الاستجابة، فالنقاط الثلاث قد لا تكون كافية لمعادلة الهلال والقادسية (65 نقطة)، خصوصاً مع حاجة العالمي لانتزاع المركز الثالث من بين الأندية الكبرى.

سباق القمة ضد القاع في آنٍ واحد

إذا نجح النصر في الحصول على النقاط المهدورة قانونياً، فسيتقلّص الفارق إلى نقطة واحدة عن القادسية صاحب المركز الثالث، على أن تتداخل نتيجة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لصالح الاتحاد (في حال فوزه) أو الأهلي لضمان بطاقة التأهل إلى “آسيا 2”. ولكن حتى ذلك المسار يبدو محفوفاً بالمخاطر:

1. انتهاء الدوري بمركز ثالث:

يتطلب فوزاً في المباراتين المتبقيتين، أمام ضمك والفيحاء، مع تراجع القادسية في مواجهاته الختامية.

2. تتويج الاتحاد بلقب الكأس:

حتى يفتح الطريق قانونياً أمام وصيف الدوري لحجز بطاقة البطولة القارية الثانية.

غير أن الإعلامي خالد الشنيف حذر من سيناريو أصعب، إذ كشف أن النصر قد ينسحب من “دوري الأبطال 2” إذا تأهل إليها، ما يهدّد النادي بعقوباتٍ مالية، وربما الحرمان من المشاركة في بطولاتٍ مستقبلية.

المآسي التكتيكية وضياع الحلول البديلة

استراتيجية المدرب ستيفانو بيولي باءت بالفشل الفادح، حيث عجز عن تعويض غياب نجمي الفريق أو استخدام بدائلٍ قادرة على إحداث الفارق. افتقر الخط الهجومي للفعالية، بينما نُسف الخط الخلفي بإصابات مؤثرة وحالات تراجع بدني هبطت بالفريق إلى مستويات لم يعتدها جمهور العاصمة.

كما بدا واضحاً افتقار بيولي إلى خطة طوارئ لمثل هذا السيناريو الكارثي، خصوصاً أن الرهان على الاحتجاج القانوني لم يُعدّ حلاً تكتيكياً، بل مجرد فرصة أخيرة محفوفة بالمخاطر.

صرخة جماهيرية بين الأمل واليأس

على مواقع التواصل، شاع هاشتاج (#النصر_ينجو_أو_يسقط) بين الجماهير الصفراء المنقسمة؛ فبعضهم لا يزال يعلق الآمال على قرار مركز التحكيم أو سقوط القادسية، في حين يرى آخرون أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد ثورةً فنية وإدارية كاملة داخل النادي، تبدأ ببداية حقبة ما بعد بيولي.

كتب أحد المشجعين:

“إن لم نستطع حتى الفوز على التعاون خارج أرضنا بغياب أهم لاعبينا، فما الجدوى من الأحلام القارية؟”

في الوقت نفسه، طالب آخرون بالتركيز على “دوري الأبطال 2” في حال تأكد الغياب، مؤكدين أن مجرد المشاركة فيها أفضل من البقاء في المنزل.

النهاية المُرّة وبداية فصلٍ جديدٍ محتوم

مع دقات الساعة الأخيرة للموسم، تبدو الصورة قاتمة في مخيلة محبي النصر: موسمٌ أمام تعاونٍ وبطولاتٍ ضائعة واحتجاجٍ قد يذهب أدراج الرياح، مع مخاطر الانسحاب والملاحقة القانونية.

هل سينجح العالمي في نفض الغبار عن تاريخه وتحويل مسار الأحداث قبل النهاية، أم سيضيع الموسم بالكامل في دوامة أزماتٍ داخليةٍ وخارجية؟ الإجابة تنتظر جولتين قادمتين، وربما جلسة استثنائية في مركز التحكيم… لكن المؤكد أن صيف العاصمة الصفراء هذا العام سيكون بلا شك أكثر سخونةً وضجيجاً من أي موسمٍ سابق.