الغموض يكتنف موقف الهلال
وسط تدهور النتائج والضغوط الإدارية والفنية التي تعيشها كتيبة الهلال هذا الموسم، فوجئ الجمهور الأزرق بسلوكٍ عفويٍ من صانع الألعاب محمد كنو عبر "سناب شات" أثار موجة انتقاداتٍ واسعةٍ على مواقع التواصل، في لحظةٍ انتظر فيها أن يكون الفريق كل همه ولا صحةٍ لصورٍ أخرى.
لم تمرَّ سوى أيامٍ قليلةٍ على وداع الهلال نصف نهائي دوري أبطال آسيا "النخبة" بالخسارة 3–1 أمام الأهلي في جدة، فيما سبقه خروجٌ مخيبٌ من ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في ركلات الترجيح أمام الغريم الاتحاد.
وفي الدوري المحلي يبدو الزعيم متخلفًا عن الصدارة بفارق ست نقاطٍ عن المتصدر الاتحاد مع تبقٍّ خمس جولاتٍ على النهاية، واخترق "شبح الاحتكار" لاعبي الفريق بعددٍ من الغيابات والجداول المزدحمة التي أنهكت الصفوف.
الفيديو الذي أحرج "الكتيبة الزرقاء"
وكان التراجع الفني كافيًا لدفع الإدارة لإقالة المدير الفني البرتغالي جيسوس وتكليف الأسطورة المحلية محمد الشلهوب مؤقتًا، بينما تكاد إدارة كرة القدم تشهد ترقيعاتٍ في أركانها بقيادة الرئيس التنفيذي فهد المفرج وقرب رحيل الرئيس غير التنفيذي فهد بن نافل، في مشهدٍ يوحي بفقدان البوصلة الفنية والإدارية.
في وسط هذا المناخ، شاهدت الجماهير فيديو "محشي ورق العنب" الذي نشره كنو عبر "سناب شات"، ما أثار سيلًا من التعليقات السلبية وسط تخمٍّ بأن اللاعب "ضاع همّه" بينما يعاني الفريق.
ظهر محمد كنو، صاحب الـ30 عامًا والذي لم يلعب سوى 37 مباراةً هذا الموسم بواقع 1613 دقيقةً، في فيديو قصيرٍ وهو يتناول "محشي ورق عنب" قائلًا:
"شكرًا لعيال حارتنا مضبطينا اليوم فعاليات"
وخطّت مع الرموز الضاحكة عفويةً بدت لها دلالاتٌ سلبيةٌ عند جمهورٍ يرى أن الزمن "لا يحتمل المظاهر الخارجة عن الملعب".
ردود فعل الجماهير: الغضب والتذمّر

خلال دقائقٍ انهالت التعليقات الغاضبة على صفحات نادي الهلال وحسابات كنو، تراوح بعضها بين السخرية واللوم بأن لاعبًا محترفًا تناسى حالة النادي المتردية.
• كتب معلق:
"العملات الزائفة في سمائهم، ياكل ورق عنب في أحلك الظروف، يا خسارة الأجنحة التي تطير من دون أجنحة."
• أضاف آخر:
"ما همّه: طبخة اليوم… وكأن النتائج ماتت في الهلال."
• ودع الحسابات بعض النداءات الداعية لدعمه بدل هجومه:
قائلين: "اسكتوا عنه، الضغط نفسي قبل أن يكون فني."
موقع كنو الفني وسط الزخم
من الناحية الفنية، لم يكن كنو الخيار الأول لجيسوس، حيث استمر الاعتماد على الثنائي البرازيلي روبن نيڤيش والصربي ميلينكوفيتش سافيتش في عمق خط الوسط.
مع ذلك، يتمتع كنو بقدرةٍ على بناء اللعب من العمق وبمسانداتٍ دفاعيةٍ عاليةٍ، ويملك سجلًا شخصيًا يضمّ سبعة أهدافٍ وصنع نحو عشرة آخرين عبر الموسمين السابقين.
ومع تراجع مشاركته هذا الموسم عن مستواه المعتاد في 2023–2024 (42 مباراةً و8 أهدافٍ و12 صناعة)، فقد ساهمت الإصابة الطويلة العام الماضي وبعض الأزمات التكتيكية في انخفاض معدله.
كيف يواجه الهلال الأزمة في اللحظات الحاسمة؟

1. إعادة الاندماج النفسي:
ضرورة جلساتٍ نفسيةٍ للاعبين لمواجهة ضغوط الجماهير وتصفية الأجواء، قبل الحديث عن تعافيٍ فني.
2. ترتيب أولويات التركيز:
توزيع عبء المباريات بالتناوب بين اللاعبين وتفادي الإرهاق البدني والنفسي، خصوصًا قبل الموسم الآسيوي المقبل.
3. تعويض ظهور الفيديو بالمبادرات الاجتماعية:
أطلق الهلال حملةً لتوزيع وجباتٍ على العمال وضيوف أرضية الملعب في مباراة الرائد المقبلة، كرسالة طمأنةٍ للجماهير بأن اللاعبين متعاطفون معهم ومع القضايا الإنسانية.
نحو تصحيح المسار
في الأيام القليلة المقبلة، لن يحجب "سناب شات" كنو سوى نقطةٍ في بحر التحديات، فقد يصرّفها الهلال في خطواتٍ احترافيةٍ لتجاوز الحادثة وتوجيهه نحو إعادة بناء الصورة الداخلية والخارجية.
ويظل الأمل معقودًا على الدور المنتظر للأسطورة الشلهوب في إعادة توجيه بوصلة الفريق، متنقلًا من "جحيم النتائج" إلى رحاب الانتصارات الجماعية، حيث يتم استثمار كل المواقف العفوية بمشاعرٍ إيجابيةٍ واستحضار وحدة الصف ونقاء الهدف.
ختامًا
لم تقتصر خسارة الهلال في آسيا أو المحلية على نتيجةٍ فحسب، بل كشفت أيضًا هشاشة التفاعل الاجتماعي مع اللاعبين، فبعد أن اعتادت الجماهير على ولاءٍ كبيرٍ لأبطالهم، باتت تتوق اليوم إلى قيادةٍ متماسكةٍ وقدرةٍ على تحويل كل عثراتٍ إلى تجربةٍ للتعلُّم والنهوض من جديد.