دموع رونالدو تهدر أحلامه في ملاعب أمريكا الشمالية
شهدت الساحة الرياضية حديثاً لافتاً من لاعب المنتخب الفرنسي السابق ويليام جالاس الذي حذر أسطورة كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو من مغبة المشاركة في نهائيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وأكد جالاس في تصريحاته لبرنامج برايم كازينو أن الحلم الذي يتشبث به رونالدو منذ سنوات قد يتحول إلى خيبة مدوية تنتهي بدموع لا مفر منها
من هو ويليام جالاس
وُلد جالاس في فرنسا وخاض مسيرة احترافية مميزة شملت اللعب لأندية تشيلسي وآرسنال وتوتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز وقد اشتهر برجاحة عقله الدفاعية وصلابته البدنية قبل أن يعتزل ويصبح محللاً ومعلّقاً رياضياً يُقدّر حال أساطير اللعبة وحجم التحديات التي تواجههم في محطاتهم الختامية
حلم لم يكتمل
يسعى كريستيانو رونالدو إلى معادلة رقم 1000 هدف في مسيرته الاحترافية مع نادي النصر السعودي ومنتخب البرتغال وقد وقع ليو عقداً تاريخياً لمدة عامين مع النصر بعد تجربته الأوروبية الطويلة التي امتدت لأندية مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ لكن اللقب العالمي الوحيد الذي غاب عن سجله هو كأس العالم رغم تتويجه ببطولة أمم أوروبا 2016 ودوري الأمم الأوروبية مرتين
تحذير جالاس الصريح
قال جالاس في لقاءٍ جمعه ببرنامج برايم كازينو إن البرتغالي سيشارك حتماً في نهائيات كأس العالم الصيف المقبل لكنه توقع أن تكون مشاركته عاطفية أكثر من كونها فنية وأوضح أن قائد البرتغال قد لا يتمكن من المشاركة كأساسي في المباريات لكنه سيجد طريقه إلى أرضية الملعب بديلاً من مقاعد البدلاء وأضاف أن الحلم الذي سعى إليه رونالدو منذ أكثر من ٢٠ عاماً سيواجه صعوبة بالغة قد تفضي إلى نهاية مؤثرة تتجاوز قدرة أي لاعب على احتمالها
العوامل التي تؤثر على مستوى رونالدو
عوامل عدة تسهم في صعوبة مهمة رونالدو في المونديال المقبل منها تقدمه في السن إذ سيكون قد تجاوز ٤١ عاماً وقت انطلاق البطولة الأمر الذي يفاقم العبء البدني عليه في المنافسة المكثفة كما أن البرنامج الزمني للدوري الأمريكي ودوري أبطال آسيا الذي يخوضه مع النصر يفرض عليه سفرات طويلة وضغط مباريات عالي مقارنةً بالدوريات الأوروبية إضافةً إلى الضغط الإعلامي والجماهيري الملازم لاسمه في كل محطة
دور المدرب ومراكز البدلاء
سيمثل المدرب روبرتو مارتينيز تحدياً إضافياً لرونالدو في مونديال 2026 إذ يحتاج المدرب البلجيكي إلى تحقيق أفضل توازن بين الرغبة الجماهيرية في رؤية رونالدو في التشكيلة الأساسية وبين الظهور الميداني الفعّال الذي يضمن له التألق والمساهمة في تحقيق نتائج إيجابية للمنتخب البرتغالي وبخاصة أن خط الهجوم يشهد تنافساً شرساً بين أسماء مثل برونو فرنانديش ودييغو جوتا وديوغو جوتا ورودريغو وفونتيما الذين بدأوا يفرضون أنفسهم على المشهد الدولي
إرث البرتغالي الأكبر من الأرقام
على الرغم من كل الانتقادات والتحذيرات يظل رونالدو يحمل إرثاً كروياً لا يُضاهى من حيث الأهداف والألقاب الفردية والجماعية إذ حصد خمس كرات ذهبية وسجل أرقاماً قياسية في دوريات أوروبا وأكبر منافسات القارة العجوز ويمتلك قدرة استثنائية على صناعة الفارق سواء عبر التصويبات أو الركلات الثابتة كما يُعرف عنه الانضباط والاحترافية في متابعة البرامج التدريبية والتغذية واللياقة البدنية حيث ظل محافظاً على قدراته البدنية حتى بعد ٣٨ عاماً من عمره
آمال البرتغال في المونديال
يرنو المنتخب البرتغالي إلى الوصول لمقعد بين العشرة الأوائل في البطولة العالمية للمرة الأولى منذ تتويجه ببطولة أوروبا ٢٠١٦ ويعوّل على ثنائي الخبرة رونالدو وبيرناردو سيلفا إلى جانب جيل شبابي متوازن بعناصر دفاعية قوية يقودها روبن دياز وخط وسط ديناميكي يقوده برونو فرنانديش ومهاجمين مخضرمين وجدد قادرين على تسجيل الأهداف وتفادي اختراقات المنتخبات المنافسة خاصة من دول أمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية التي اعتادت تقديم أداء قوي في بطولات كأس العالم
كيف يستعد رونالدو بدنياً وفنياً
يمتلك رونالدو منهجاً ثابتاً في التهيئة البدنية يراعي فيه فترات الراحة والتدريب المكثف والتمارين التأهيلية والعلاج الطبيعي وقد أعلن في أكثر من مناسبة أنه سيخصص فترة الإعداد للمونديال للمزج بين العلاج واللياقة الكروية إضافة إلى التركيز على التحركات القصيرة داخل الصندوق والمشاركة في تدريبات فنية خاصة مع زملائه لتقليل الفاقد البدني وتفادي الإصابات التي باتت تشكل خطراً على مسيرته الختامية
تبقى نهاية قصة كريستيانو رونالدو مع منتخب بلاده في المونديال السادس له واحدة من أكثر الأحداث الكروية متابعةً وانقساماً حول مصيرها فمن جهة يحمل اسمه أفضلية كونه واحداً من أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة ومن جهة أخرى يواجه تحديات بدنية وفنية لم يواجه مثيلاً لها عبر مسيرته وسيكون حتماً تحت مجهر الجماهير والإعلام ليثبت صحة تصويته أم تنتهي رحلته العالمية بالدموع كما توقع ويليام جالاس الذي اعتبر أن هذه ستكون نهاية تستحق الوقوف عندها لتقييم إرث أزيل من الذاكرة كما يُختتم عرش النجوم العالميين.
