شهدت المواجهة الختامية للدوري الإسباني بين ريال مدريد وريال سوسييداد لحظة حاسمة غيرت ملامح الصراع على جائزة الحذاء الذهبي لموسم 2024/2025 وجعلت كيليان مبابي يتصدر المنافسة بفارقٍ لا يُستهان به عن أقرب ملاحقيه محمد صلاح. هذا اللقاء الذي أقيم على ملعب سانتياجو برنابيو عكس مدى حرص مبابي على الظفر بلقب هداف أوروبا “البيتشيتشي” والحذاء الذهبي للمرة الثانية في تاريخه، وقد جاء ذلك بعد سيناريو مثير تداوله عشاق كرة القدم في إسبانيا والعالم.
في الدقيقة 35 من عمر المباراة
حصل ريال مدريد على ركلة جزاء بعد تعرض أحد لاعبيه لعرقلة داخل منطقة الجزاء، وفور إعلان الحكم عن احتسابها تردد محدثو البث الحي لبرشلونة وكيكي أسباس بأسلوب ساخر حول اللاعب الذي سيتولى تنفيذ الركلة. غير أن راؤول أسينسيو، النجم الصاعد في كتيبة ريال، سارع للاقتراب من زميله لوكا مودريتش في زاوية المرمى متحدثًا معه عن رغبته في أن ينفذ هو الركلة تكريمًا لرحيل الكرواتي بعد سنوات من العطاء والنجاحات بين جدران النادي الملكي. لكن مودريتش اكتفى بتغطية فمه بإصبعه مرفوعًا إشارةً على أن مبابي هو من يجب أن يصوب الكرة بهدف تعزيز رصيده التهديفي في سباق الحذاء الذهبي. وقد فُسرت تلك الإيماءة بأنها تكريس لدور مبابي كنجم الموسم الأول والقائد في سياق المعركة الفردية مع صلاح.
هدفان يحسمان الجائزة
عقب ذلك اقترب مبابي من الكرة بثباتٍ وثقة، وانبرى للتسديدة فشل حارس سوسييداد في التصدي لها مرفوعًا الحذاء الذهبي في الأفق قبل أن تعانق الشباك. ومع تبقي ثوانٍ على نهاية الشوط الأول أضاف مبابي الهدف الثاني بعد هجمة منظمة أسكنها برأسه في الشباك مانهيًا الموسم بإجمالي 31 هدفًا في الدوري الإسباني وحده.
لقطة تحمل نبرة التحدي
لم تنته الواقعة عند هذا الحد، إذ رصدت عدسات شبكة DAZN لقطةً بين مبابي وجون أرامبورو مدافع ريال سوسييداد أثناء خروجه من منطقة الجزاء حاملةً في طياتها نبرة تحدٍ وتصميم على إنهاء المنافسة لصالحه. سأل أرامبورو مهاجم باريس سان جيرمان هل يريد لقب الهداف، فكان رد مبابي حاسمًا: "الحذاء الذهبي والبيتشيتشي أيضًا لكن الجائزة الأولى تعتمد على صلاح" في إشارةٍ واضحة إلى أنه ليس فقط يتفوق عليه عدد الأهداف بل يسعى إلى تجاوز نجومية محمد صلاح في محيط المنافسة الأوروبية.
النتائج النهائية للهدافين
أثبتت نتائج الجولة الأخيرة أن مبابي غادر سانتياجو برنابيو حاملاً جائزة الحذاء الذهبي للموسم بعد تفوقه بفارق هدفين على نجم ليفربول الدولي محمد صلاح الذي أنهى الدوري الإنجليزي برصيد 29 هدفًا ليجمع 58 نقطة في ترتيب الهدافين، بينما حل فيكتور جيوكيريس مهاجم سبورتينغ لشبونة في المركز الثاني برصيد 39 هدفًا و58.5 نقطة نظرًا لاختلاف معامل الدوري البرتغالي مقارنةً بالدوريات الكبرى. وحل بعدهما روبرت ليفاندوفسكي هجوم برشلونة والذي أنهى الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد سابقًا برصيد 27 هدفًا، يليه هاري كين مهاجم توتنهام هوتسبير برصيد 26 هدفًا.
تأثير الأداء على الخطط المستقبلية
أيضًا أثار أداء ريال مدريد أمام سوسييداد جدلًا حول دور المدرب وكتيبته في توظيف مبابي في مركز المهاجم المتأخر، ما منح الفرصة للاعب الفرنسي ليظهر بلياقة هجومية استثنائية لم يعتد عليها عشاقه في باريس، وكان الدافع الأكبر لديه التنافس على الأرقام الفردية. وقد انعكس ذلك على خطط المنافسين في الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا التي قد تسعى إلى إعادة حساباتها بشأن كيفية تحييد هذا السلاح الفتاك قبل المواجهات الحاسمة في الموسم المقبل.
مبابي والإرث الجديد
بهذا الأداء المتزن والثقة العالية، يثبت مبابي مرة أخرى أنه أحد أفضل المهاجمين في جيله ومرشح دائم لتحقيق الجوائز الفردية الكبرى. وتبقى رسالة مودريتش الصامتة لشابٍ يحمل الطموح ذاته في كرة القدم، تروي حكاية انتقال القيادة إلى جيل جديد قادر على صُنع الفارق في اللحظات الحاسمة دون أدنى تردد.
التحدي مستمر
مع نهاية الموسم، أصبحت الأنظار متجهة نحو المنافسة الأوروبية الأثيرة في دوري أبطال أوروبا والمواجهة المرتقبة بين برشلونة وباريس سان جيرمان، حيث سيتجدد السباق على الحذاء الذهبي مجددًا وسط تحديات تجارية ورياضية تذهب سنوات ضوئية نحو المستقبل.
الجمهور العربي يتطلع للموسم القادم
إن متابعة رقعة الأهداف وتقنية الفيديو ومخارج اللاعبين في اللحظات الحرجة تظل محط اهتمامات المواقع الرياضية العالمية المتخصصة في أخبار الكرة الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، في حين يتطلع الجمهور العربي خاصة إلى رصد تطورات موسم 2025/2026 ومعرفة ما إذا كان مبابي سيكرر إنجازه أو سيُفاجأ بصحوة صلاح أو غيره من الهدافين.
في الختام
يبقى “اللقاء الحاسم” في سانتياجو برنابيو شاهدًا على حكاية التحدي الفردي الذي يرافقه عنوانٌ عريض في سجلات التاريخ الذهبي لكرة القدم الأوروبية.
