أعادت كلمات أسطورة وسط ملعب برشلونة، أندرياس إنييستا، إشعال الحماس بين جماهير النادي الكتالوني، بعدما أكد أن الفريق الحالي يمتلك المقومات اللازمة للمضي قدمًا نحو تحقيق الثلاثية المرموقة هذا الموسم. وجاءت تصريحات النجم الإسباني في مقابلة مع موقع "Football España" متزامنةً مع الأداء القوي الذي يقدمه الفريق بقيادة المدرب، والذي يقف على أعتاب معارك حاسمة في الدوري الإسباني، ونهائي كأس ملك إسبانيا، ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
إنييستا: ليس مبالغة الحديث عن الثلاثية
في تصريحات نقلتها صحيفة ماركا الإسبانية، أوضح إنييستا:
"بالنظر إلى الانسجام الذي أظهره الفريق ومعدّلات الأداء الرائعة، لا أجد أي مبالغة في المطالبة بحلم الثلاثية هذا الموسم."
وأضاف صاحب الألقاب القارية:
"برشلونة يتربع على قمة جدول الدوري برصيد 73 نقطة (قبل مباراة مايوركا الجارية)، وتأهل إلى نهائي كأس ملك إسبانيا، كما ينتظر تحدي نصف نهائي دوري الأبطال. جميع هذه المعطيات تجعل الحديث عن الثلاثية أمرًا واقعًا لا خيالًا."
تحتل هذه التصريحات أهمية خاصة، إذ تأتي في توقيت يتطلع فيه عشاق البارسا إلى استعادة المجد الأوروبي والمحلي معًا بعد سنوات من القفز بين منصات التتويج في مسابقتي الدوري والكأس الأوروبية.
مسيرة برشلونة هذا الموسم في الأرقام
1. الدوري الإسباني
• يتصدر برشلونة جدول المسابقة بفارق 7 نقاط عن أقرب ملاحقيه، رصيدًا 73 نقطة من 33 جولة (حتى قبل لقاء مايوركا)، مع تبقّي 5 جولات على نهاية الموسم.
• سجّل الفريق 68 هدفًا واستقبل 22، مما يبرز التفوق الهجومي والتماسك الدفاعي في آنٍ واحد.
2. كأس ملك إسبانيا
• ضمن غريمه التقليدي ريال مدريد، سيواجه برشلونة في النهائي المقرر في 26 أبريل على ملعب لا كارتوخا بإشبيلية.
• تعد هذه الموقعة فرصة جديدة لاستغلال روح الكلاسيكو في مسابقة الكأس، بعدما أظهر الفريق قوته أمام خصوم آخرين خلال الأدوار السابقة.
3. دوري أبطال أوروبا
• يلتقي البارسا مع إنتر ميلان ذهابًا على ملعب لويس كومبانيس يوم 30 أبريل، قبل أن يخوض لقاء الإياب على ملعب سان سيرو في 6 مايو.
• لم يحقق النادي لقب البطولة الأوروبية منذ سنواتٍ طويلة، ويُنظر إلى هذه المواجهة كفرصة لإثبات جدارة الجيل الحالي على الساحة القارية.
تحديات الطريق نحو الثلاثية

ضغط المباريات وتدوير الصفوف
يمر برشلونة بفترة ازدحامٍ كبيرة في المواعيد، ما يتطلب إدارة ذكية لعجلة التدوير بين اللاعبين. وقد بدأ المدرب في منح الفرص للاعبين الشبان والبدلاء كما حدث مع أنسو فاتي وهيكتور فورت في المباريات الأخيرة، في محاولة للحفاظ على مستوى اللياقة الذهنية والبدنية للجميع.
المنافسة المحلية القوية
على الرغم من الفارق الكبير في النقاط، تبقى مباريات مثل مواجهة ريال مدريد في نهائي الكأس واللقائات المتبقية في الدوري محفوفة بالمخاطر. عودة الغريم التقليدي دائمًا ما تخلق أجواءً إضافية من التوتر والضغط على لاعبي برشلونة.
"رحلة 90 دقيقة" في أوروبا
قال إنييستا:
"المباريات الأوروبية تحتاج إلى تركيز لا يُصدّق. الأخطاء الصغيرة قد تكلف الفريق الكثير أمام أندية كبرى مثل إنتر ميلان."
وينطبق ذلك على الجانب التكتيكي الذي يتطلب مرونة في الانتقال من 4-3-3 للهجوم إلى 4-4-2 أو 3-4-3 عند الدفاع، حسب تطورات المباراة.
دور الروح الجماعية والقيادة الخبرات
لم يقتصر سر تفاؤل إنييستا على النتائج فقط، بل شمل أيضًا قوة الروح والتماسك بين اللاعبين. إذ قال:
"الأمل موجود لأن هناك ثقة متبادلة بين اللاعبين، سواء أصحاب الخبرة أو الشباب الواعدين. هذه الوحدة تضاعف فرص النجاح في مباريات الحُسم."
ولا يخفى أن وجود لاعبين أمثال سيرجيو بوسكيتس وفرينكي دي يونغ في وسط الميدان، إلى جانب قدرات هدّافي الفريق، يوفر مزيجًا من السيطرة والإبداع يُعد المحرك الرئيسي لعجلة الانتصارات.
الجمهور والاستعداد للنهائيات الحاسمة

يعدُّ جمهور كامب نو وعشاق البلوجرانا حول العالم 12 لاعبًا إضافيًا على أرض الملعب، وقد شهدت المباريات الأخيرة ارتفاعًا في نسبة الحضور والتفاعل عبر وسائل التواصل. ويأمل أنصار الفريق في رفع سقف التوقعات إلى أقصى حد خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع قرب نهائي الكأس ومباراتي نصف النهائي الأوروبي.
خلاصة وخارطة الطريق
مع تبقي أقل من شهر على مواجهات كأس الملك ودوري الأبطال، إضافة إلى الجولات الأخيرة من الدوري، تنتظر برشلونة أسابيع مصيرية ستحدد مصير الموسم. وبينما يواصل الفريق حصد النقاط في الليغا، يتجه الأنظار إلى ديربي الكأس أمام ريال مدريد، ثم اختبار أوروبا أمام إنتر ميلان. إن تحقق الفوز في هذه المواعيد الثلاثة، فسيكون الإنجاز استثنائيًا حقًا، وسيضع الجيل الحالي من اللاعبين في مصاف الأساطير الذين حققوا الثلاثية مع البلوجرانا سابقًا. وحتى ذلك الحين، يظل حماس الجماهير متقدًا بكلمات إنييستا التي أعادت اليقين بأن المستحيل ليس جزءًا من قاموس برشلونة.