سيميوني يكشف كواليس ركلة جزاء ألفاريز ويتذكر تسلل راموس المشين

سيميوني يعيد فتح ملف قرارات التحكيم الحاسمة

في لقاء حصري على منصة DAZN، تحدث دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، عن خلفيات ركلة جزاء خوليان ألفاريز التي أثارت جدلاً واسعاً في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، كما استعاد لحظة هدف سيرجيو راموس في نهائي البطولة عام 2016 والتي يعتبرها وصمة عار في تاريخ المسابقة.

مباراة مليئة بالجدل والقرارات الصادمة

منذ صافرة البداية في ملعب السانتياجو برنابيو، اتسمت مباراة إياب ثمن النهائي بالإثارة الشديدة بين الوصيفين الإسبانيين حيث تبادل الفريقان الهجمات وفرص التسجيل طوال دقائق الشوطين الإضافيين. ولم تُعلن بطاقة التأهل إلا عندما أشار الحكم إلى نقطة الجزاء لصالح مانشستر سيتي – وليس ريال مدريد – في تلك المقابلة.

ركلة الجزاء التي ضاعت.. والقانون القاتل

وفي الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، طالب أتلتيكو بإنصافه عبر ركلة جزاء احتسبها الحكم بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو لمسة يد ظاهرة على مدافع ريال مدريد، وهو ما منح خوليان ألفاريز فرصة تسجيل الهدف لكنه فاجأ الجميع بركل الكرة وأعادها إلى الحارس بنقرة خفيفة أدت لمعاقبته بتطبيق قواعد اللعب مرتين بالجزء الواحد. فتم إلغاء الهدف، وأهدر الفريق المدريدي فرصة التأهل بلا منازع.

سيميوني: شعرنا بالانتهاك!

عند سؤاله حول تلك اللقطة، كشف سيميوني عن شعوره بالانتهاك والغضب العارم، وقال إن الفريق بكامله شعر بأن قرار إهدار فرصة التأهل بطريقة تقنية معقدة لم يكن عادلاً. وأضاف أنه عندما شاهد الهدف المعلن في البداية شعر بأن الأمور تمضي لصالحه، لكنها سرعان ما تحولت إلى حالة من الدهشة والاستياء فور علمه بإلغاء الهدف لسبب لم يتوقعه رغم وضوح الحالة حسب قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المتعلقة بلمس الكرة مرتين على التوالي.

القانون ضد أتلتيكو.. مرة أخرى

أشار سيميوني إلى أنه لم يتابع ركلات الجزاء بنفسه، لكنه لاحظ بعد نهاية المواجهة أن الحكم عاد وراجع اللقطة ليستخدم التقنية وقام بإلغاء الهدف، مؤكداً أن تلك اللحظة من أصعب اللحظات التي عاشها كلاعب ومدرب على حد سواء.

الإحباط يسيطر على الفريق

من جانبه، أعرب الفريق بأكمله عن شعور بالإحباط الكبير، مشيراً إلى أن تلك القرارات التقنية التي تعتمد على القواعد الدقيقة لم تتناسب مع روح المنافسة الشريفة، خاصة عندما تكون بطاقة العبور إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على المحك.

قانون "اللمسة المزدوجة" تحت المجهر

جدير بالذكر أن تطبيق قانون اللمس مرتين بعد تنفيذ الركلة يهدف للحد من الإجراءات الملتوية في المناطق الحساسة، غير أن تفاصيل اللوائح الصغيرة في مثل هذه المباريات الكبرى تثير دائماً خلافاً بين الأندية بشأن عدالتها وضمان عمل التقنية بالشكل الأمثل.

ذكريات مؤلمة.. تسلل راموس

استرجع سيميوني أيضاً أحداث نهائي دوري الأبطال 2016 بين أتلتيكو مدريد وريال مدريد، والتي شهدت تسجيل سيرجيو راموس هدف التعادل الشهير في الوقت بدل الضائع بعدما تخطى دفاع أتلتيكو مستغلاً تسللاً واضحاً، كما ذكر المدرب الأرجنتيني موضحاً أنه كان يقف بجانب مساعد الحكم وقتها ورأى بعينيه تقدم رونكوني صاحب الكرة، لكنه صُدم عندما أعلن الحكم الهدف وأشار إلى عدم وجود تسلل رغم أن اللقطات أظهرت بوضوح أن راموس كان على خط واحد مع آخر مدافع قبل استقبال الكرة.

حكم المباراة اعترف بأنه كان مخطئاً

وتابع سيميوني التصريحات الخلفية بعد المباراة التي اعترف فيها الحكم بأنه كان مخطئاً، لكنه لم يعد القرار بعد مضي دقائق معدودة، مما صعّد شعور الكراهية والظلم لدى جماهير أتلتيكو ورفاق المدرب الذين شعروا بأن الحظ خذلهم في أصعب لحظة تكون فيها بطاقة الفوز قريبة جداً من أن تفلت بينهم.

الكرة لا تمنح الفرص مرتين

في معرض حديثه، أكد سيميوني أن كرة القدم لا تمنح الفرص مرتين، وأن اللحظات المهمة لا تعود أبداً مهما فعل اللاعبون أو المدربون. وأضاف أنه رغم معرفته بأن الكرة قد تسلك طرقاً مختلفة، فإن تكرار مثل هذا الظلم داخل المسابقات الأوروبية الكبرى يعزز الشعور بالمرارة، وهو ما يدفعه دائماً للاعتماد على التركيز الذهني العالي ودروس الإصرار التي غرسها في لاعبيه منذ وصوله إلى قلعة متروبوليتانو.

تحليل فني: القانون واضح.. لكنه قاسٍ

ومن منظور فني، استعرض محللون في تعليق لاحق أن قرار إلغاء هدف ألفاريز كان مبنياً على نص صارم في قانون تنفيذ ركلات الجزاء ينص على أن المهاجم لا يجوز له لمس الكرة قبل أن يلمس لاعب آخر أو الحارس الكرة. وهذه القاعدة وضعتها الفيفا لتفادي استغلال لاعبين لركلات الجزاء بأكثر من لمسة واحدة بهدف خداع الخصم، غير أن تطبيقها فقد يعرض الفرق لخسارة فرص ذهبية في اللحظات الحاسمة كما حدث بالأمس.

ردود فعل الجماهير.. غضب وشكوك

على الصعيد الجماهيري، انتشرت ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما لم يتم الاحتفاظ بلقطات واضحة توضح جميع تفاصيل لمسة الكرة في ركلة الجزاء، ومن ثم شكك جمهور أتلتيكو في غياب الشفافية الكاملة في بث الصور والشرائح التحليلية التي قد تنفي أو تؤكد شكوك المشجعين حول قرارات التحكيم التقنية.

المدرب يدعو للاحترام رغم الألم

ورغم كل ذلك، شدد سيميوني أن الفريق سيواصل المنافسة بكل قوة على البطولات المحلية والقارية دون الالتفات لما فات، وبأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى استعادة الروح القتالية التي افتقدتها أحزمة الفريق في تلك المباراة.

دعوة للتحسين وليس الاستسلام

واختتم حديثه بالدعوة إلى احترام قوانين اللعبة مهما كانت مجحفة أحياناً، وضرورة التركيز على العمل اليومي والالتزام التكتيكي لتحقيق الإنجازات التي يستحقها النادي العاصمي.

تقنية الفيديو.. بين الدقة والظلم

في الختام، يبقى ملف قرارات التحكيم التقنية يفرض ذاته في الملاعب الأوروبية، ويراوح بين الدقة والظلم حسب اللحظة. وتجربة أتلتيكو مدريد أمام ريال مدريد، سواء في ركلة الجزاء التي أهدرت هدف التأهل أو لحظة تسلل راموس التي حرمت الفريق من لقبه الأغلى، تعكس مدى حساسية هذه التفاصيل الصغيرة وكيف يمكن أن تغيّر مصير بطولات بأكملها.

العدل أساس التنافس.. ولكن؟

ويؤكد الخبراء أن الحكم ليس بشرًا خالياً من الخطأ، وأن دور تقنية الفيديو لا يزال بحاجة إلى تحسينات لضمان إنصاف الأطراف جميعها. ومن المنتظر أن يستمر الحديث والسجال حول هذه الواقعة حتى نهاية الموسم، وربما يتجاوزها إلى بطولات قادمة إذا لم تتطور آليات الرقابة التقنية بما يقنع الجميع بأن العدل هو أساس التنافس في كرة القدم الأوروبية والعالمية.