نهاية حلم “الريمونيس” وصيحات الجماهير
لم تكد تمرّ لحظاتٌ على إعلان تذيل بلد الوليد لجدول ترتيب الدوري الإسباني موسم 2024–2025 برصيد 16 نقطة، حتى ارتفعت أصوات الاستياء في "خوسيه ثوريّا" و"ريخا رودريغيز" مطالبةً برحيل رئيس النادي البرازيلي. فقد وصف المشجعون في الصحف والمواقع المحلية إدارة الظاهرة بـ"الفاشلة" بعد تجارب عدة على مستوى الانتقالات والاستقرار المالي، فيما بدا أن الهبوط كان الضربة القاضية لرجاء فني وإداري بدأ يتهاوى أمام ضغوط المنافسة القوية.
تفاصيل البيع: “إجنايت” تستحوذ وتُشعل الأسواق
كشف بيان رسمي نُشر قبل ساعات من الجولة الأخيرة أن صندوق "إجنايت" الأمريكي–المكسيكي–الإسباني قد ضمّ حصّة رونالدو، مستحوذًا على 51% من الأسهم، في صفقة بلغت قيمتها الإجمالية 50 مليون يورو. ويُشارك في الصندوق أكثر من عشرة مستثمرين صاغة أدوا أدوارًا بارزة في القطاع الرياضي بأمريكا الشمالية وأوروبا اللاتينية.
ولم يتوقف البيان عند هذا الحد، بل بسط رؤية جديدة للفريق تحت رئاسة جابرييل سولاريس، الذي تعرّف إليه جمهور الكرة المكسيكية كرئيس سابق لنادي كويريتارو، واعتبره مراقبون من أصحاب الكاريزما القيادية والالتزام المالي.
سطوة سولاريس… خطط “إطفاء الفوضى” والاسترداد السريع
بحسب ما ورد في تقرير صحيفة "ماركا" الإسبانية، يعتزم سولاريس:
1. إعادة هيكلة ميزانية النادي لضمان الأجور والديون المتراكمة في الأعوام الماضية.
2. إلغاء عمليات التسويق العشوائية وتعويضها باستراتيجية احترافية واضحة تستهدف التعاقد مع مواهب صغيرة بأسعار معقولة.
3. تكثيف العمل داخل الأكاديمية ومنح الأولوية لتخريج لاعبين قادرين على تحقيق الاستقرار الفني بعيدًا عن مخاطر سوق الانتقالات الفلكية.
أُبلغت جماهير "البلانكوس" بأن سولاريس سيظهر بانتظام في مدرجات مباريات دوري الدرجة الأولى، لمتابعة الأداء عن قرب والتأكد من انضباط إدارة الفريق ومنحه دعمًا شبه يومي، ما يمثّل تحولًا جذريًا عن السنوات التي غاب فيها رئيس النادي عن ساحة "خوان ثوبيس".
رحلة رونالدو مع الفريق… من الأمل إلى الخيبة
اقترب الظاهرة عام 2018 من انتشال بلد الوليد من أزماته، عندما أعلن استثماره الأولي وأصبح رئيسًا غير تنفيذي، رافعًا سقف الطموح عبر ضم لاعبين مخضرمين وأساليب تسويقية مبتكرة. لكن سلسلة من الإخفاقات الفنية والأزمات المالية أظهرت تضاربًا بين الأهداف التسويقية والإمكانات الحقيقية للنادي الصغير. والآن، وجد رونالدو نفسه أمام قرارٍ مصيري: مغادرة الموقع بعد الهبوط، والمراهنة على دماء جديدة تحت إدارة "إجنايت".
تداعيات الهبوط ومرحلة “إعادة الإقلاع”
مع انتقال النادي للدرجة الأولى، سيواجه تحديات كبرى على الأصعدة الفنية والاقتصادية:
• العائدات التلفزيونية ستتراجع بنسبة تفوق 60% مقارنة بدوري الأضواء.
• فقدان بعض الرعاة الذين يفضلون الظهور في الدرجات العليا، مما يفرض ضغوطًا إضافية على السيولة.
• رحيل نجوم قد يرفضون خوض تجربة ثانية في دوري الأقاليم.
أما الخطة المعلنة، فتتضمن
هل ينجح “إجنايت” في تحقيق المعجزة؟
التحدي يبدو شاقًا أمام سولاريس وشركائه: إعادة بلد الوليد إلى لا ليغا بعد موسم واحد، مع ترميم الثقة المفقودة بين الإدارة والجماهير. لكن خبرة رئيس الأكوادور السابق في كويريتارو، وإلمام المستثمرين الجدد بأسواق كرة القدم الناشئة، تمنح الأمل بأن الفريق الصغير قادر على تحويل صورة الخيبة المحلية إلى قصة نجاح وإقصاء عبء الهبوط من الذاكرة.
خاتمة وسط دوي الانفجارات
رحيل رونالدو وبيع حصته لصندوق "إجنايت" ليست نهاية الطريق، بل بداية فصلٍ جديد في تاريخ بلد الوليد. الجمهور أمامه خياران: التشديد على مطالبات الصعود الفوري، أو منح الإدارة الجديدة وقتًا لترميم الوضع. وفي كلتا الحالتين، سيبقى دوري الدرجة الأولى حاسمًا في اختبار قدرة الفريق على النهوض من هزيمة الهبوط المفجعة، وكتابة صفحة أكثر إشراقًا في السنوات القادمة.
