لم يخبُ نبض عشاق الزعيم أبدًا، بل ارتفع دقات القلوب مساء الإثنين الماضي، حين أعلن نادي الهلال رسميًا تجديد عقد الجناح الذهبي سالم الدوسري لموسمين إضافيين، حتى 30 يونيو 2027. تصريحات اللعب الكبير أتت لتسدّ قائمة التكهنات التي أثارتها عروض محلية جريئة وسيناريوهات انتقال صادمة، وتؤكد مرة أخرى أن قصة الحب بين الهلال ونجمه الدولي لم تعرف نهاية بعد.
من تألقه مع الأخضر إلى هيمنته على الأندية
لسنوات، ارتبط اسم سالم الدوسري باللحظات الاستثنائية: هدفه الأسطوري في مرمى الأرجنتين ببطولة كأس العالم 2022، الذي اختصر حالة الحماس الجماهيري وانتقل سريعًا من عقلية المنافسة إلى أسطورة خالدة في تاريخ الكرة السعودية. تلك اللقطة رسّخت مكانته كقائد حقيقي ومُلهم للأجيال، قبل أن يعود لكتابة فصول جديدة من الإنجازات مع “الزعيم”.
محطات مميزة في رحلة الزعيم
انطلقت مسيرة الدوسري في أكاديمية الهلال عام 2011، مرورًا بفئات الشباب ثم القفز إلى الفريق الأول، حيث خاض أكثر من 443 مباراة رسمية، سجّل خلالها 130 هدفًا وقدم 95 تمريرة حاسمة عبر عشرات البطولات المحلية والقارية. لم يكن غياب اللاعب عن جدران “الجنّ العاصفي” سوى لفترة قصيرة مع فياريال الإسباني خلال أول 6 أشهر من عام 2018، لتعود شمس الدوسري مشتعلة ويواصل تحقيق “الثنائية الذهبية” في دوري أبطال آسيا 2019 و2021، مُضيفًا إلى خزائنه وصافة كأس العالم للأندية 2022.
شائعات الرحيل تختفي أمام الحسم الأزرق
عقب نهاية عقده المقرر في يونيو 2025، انطلقت شرارات التكهنات بخصوص وجهة الدوسري المقبلة، ولعبت وسائل الإعلام على وتر تلقيه عروضًا سعودية خيالية. ولكن بيان الهلال الحرص أزاح كل الضباب: “ستبقى ألوان النادي خالدة في قلب سالم”، هكذا لخصت الإدارة الزعيمية موقفها الصريح، لتنهار كل السيناريوهات وتبقى الأضواء مسلطة على نجم لا يملّ من حمل راية الأزرق.
“أنا هلالي بكمل بالذهب”.. كلمات تنبض بالولاء
وسط مراسم احتفالية بسيطة وأجواء احتفالية، ظهر الدوسري في فيديو قصير نشره الحساب الرسمي للزعيم على “إكس”، يوقع العقد الجديد بيديه الهاتفتين: “أنا هلالي.. بكمل بالذهب”، عبارة اختصر فيها الشغف الذي يربطه بالقميص ووعدًا صريحًا بأن يواصل رحلة التتويج والإبداع. ومن جانبها علّقت الجماهير الهلالية بآلاف الرسائل التي تغنّت بالولاء والامتنان لقائد بات رمزًا للصمود والألق.
انعكاسات التمديد على تشكيلة الموسم المقبل
سيمكن احتفاظ الهلال بسالم الدوسري من الحفاظ على هجومه الخارق، خصوصًا في ظل المنافسات القادمة: دوري المحترفين السعودي، كأس خادم الحرمين الشريفين، ودوري أبطال آسيا. وتعليقًا على التجديد، أكّد مدرب الفريق أن استمرارية قائد ميدان الجناح تمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة وتخلق استقرارًا فنيًا يُعدّ المفتاح الأول لنجاح “الأزرق” في مختلف المسابقات.
خطة تطويرية وجماهيرية مستمرة
لم يقتصر التجديد على الجانب التنافسي فحسب، بل يأتي ضمن استراتيجية الهلال لإبقاء نجومه المتألقين في الساحة المحلية والإقليمية، ومن ضمنها مشروع بناء جيل جديد من المواهب المستوحاة من نموذج الدوسري. كما ستساهم الهيبة التي تمنحها استمرارية ربط اسم سالم بناديه في جذب رعاة جدد وزيادة القيمة التسويقية للنادي، ما يترجم رؤية الهلال في الاستثمار على المدى الطويل.
نظرة مستقبلية: ما بعد 2027
مع توقيع العقد الذي سيمتد إلى صيف 2027، بات لدى الدوسري فرصة إثبات الذات أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا وأنه سيصل عند انتهائه إلى 35 عامًا، سن الذهب في مسيرة أي لاعب. وسيكون أمامه تحدِّي الحفاظ على اللياقة الفنية والبدنية لقيادة الزعيم نحو المزيد من الألقاب، واقتناص رفقة الأندية الكبرى لبطولات الدوري الآسيوي والمنافسة خارج الحدود.
ختامًا، صفحات المجد مستمرة
بخطوة واحدة، طوى الهلال صفحة الشائعات وأرسل رسالة تحذير قوية إلى منافسيه: “سالم الدوسري باقٍ معنا”، ليستمر نجم القلعة الزرقاء في تأليف فصول المجد ويثبت أن الولاء الحقيقي لا يقدر بثمن. وفي انتظار صافرة انطلاق الموسم الجديد، يتهيأ الجميع لمشاهدة مزيج ساحر من المهارة، الأهداف، والقيادة التي لا تعرف غير لون الهلال.. الأزرق الأوحد.
