مشهد ما بعد الفوز الصعب 2-0 على إشبيلية فتح جراحاً عميقة داخل قلعة ريال مدريد، لكن فيديريكو فالفيردي رفض أن تطوى الصفحات المظلمة لموسم خالٍ من الألقاب دون رد اعتبار مدوٍ. نجم الوسط الأوروجوياني خرج بتصريحات قوية بعد نهاية المباراة قبل الأخيرة في الدوري الإسباني، معبّراً عن شعور “غريب” ساد ملعب رامون سانشيز بيزخوان، ومستعرضاً رؤية واضحة لاستعادة انتصارات الملكي وإدخال السرور على قلوب مشجعيه الوفيين الذين “يستحقون أكثر” مما قدمه الفريق هذا العام.
هل انتهى موسم الإخفاقات؟ فالفيردي يلوّح بفجر جديد
عاد الريال من إشبيلية بثنائية مبابي وبيلينجهام خالية من الأهداف المتلقاة، لكن الأرقام لم تكن كافية لطمأنة قاعدة جماهيرية ملتهبة بخيبة أمل نادرة في سانتياغو برنابيو. فالفيردي أشار إلى أن الأداء الجماعي كان قوياً دفاعياً وهجومياً، لكنه اعتبر أن الانطباع العام لم يرقَ إلى حجم التضحيات التي بذلها الجمهور طيلة الموسم:
“هذه الجماهير تستحق ما هو أكثر. بذلنا جهداً هائلاً ضد إشبيلية، لكن لا يزال أمامنا الكثير لنعوّض خسائر هذا العام.”
من إشبيلية إلى اليابان: رهان الملكي على كأس العالم للأندية
في تصريحاته لقناة النادي، وضع فالفيردي كأس العالم للأندية في طليعة أولويات الفريق قبل مواجهة ريال سوسيداد الختامية في 24 مايو. المدافع عن القميص الأبيض شدد على ضرورة الانتقال سريعاً من أجواء الدوري إلى المنافسة العالمية:
“الخطوة القادمة ستكون في اليابان. روح النادي هنا لا تحتمل الانتظار، وعلينا أن ندخل هذه البطولة بحماس يفوق كل التوقعات. مشجعونا بحاجة إلى لقب جديد ينسينا إخفاق عام بأكمله.”
المعطيات الفنية: لماذا بدا الأداء “غريباً”؟

وصف لاعب الوسط فالفيردي أجواء المباراة بأنها “غريبة” على الرغم من السيطرة النسبية التي فرضها الريال في الشوط الأول. تحليلات فنية أشارت إلى عدة عوامل:
- غياب التوازن بين الخطوط: تراجع واضح في مساحات وسط الملعب، ما أجبر الفريق على اللعب بوتيرة بطيئة أحياناً.
- تذبذب مستوى الأطراف: انخفضت فعالية الأجنحة عن معدلاتها المعتادة، وهو ما كاد يلغي فُرص تسجيل إضافية.
- حذر غير مبرر: نجح المدرب تشابي ألونسو في عدم المجازفة الزائدة، لكنه دفع ثمن الحذر في بعض التحولات الهجومية.
ورغم كل ذلك، فإن الهدفين اللذين سجلهما كيليان مبابي وجود بيلينجهام شكّلا نقطة مضيئة، أكدت أن الريال يمتلك كباراً قادرين على الخروج من أي مأزق.
قراءة في تصريح “المشجعين يستحقون أكثر”
عندما قال فالفيردي إن “الجماهير تستحق ما هو أكثر”، لم يكن يجنح إلى مجاملة سطحية، بل كشف عن إدراك عميق لحجم التطلعات التي يحملها جمهور ريال مدريد في الداخل والخارج. هذا النداء يعبّر عن:
- عقدة الموسم الفائت: ثلاثية من المنافسات الأوروبية والمحلية ضاعت دون أن يرفعها الريال يتيمةً.
- الرهان على استعادة الثقة: الجماهير التي تراجعت ثقتها في الفريق تنتظر مناورة تكتيكية تخطف الألقاب.
- ضرورة الانتصار الدولي: التتويج بلقب عالمي سيعيد للتشكيلة الروح التي فقدتها مع مرور الجولات.
هل ستكون مواجهة سوسيداد بوابة الإنطلاقة؟

القمة الختامية في الدوري أمام ريال سوسيداد تبدو بسيطة على الورق، لكن فالفيردي لا يريد أي هفوة قبل المغادرة إلى اليابان. المباراة ستكون فرصة للوقوف على جاهزية العناصر الأساسية ومنح الفرص للوجوه الشابة استعداداً لخوض غمار كأس العالم للأندية.
نظرة مستقبلية: عندما يحلم الملكي بالذهب الآسيوي
كأس العالم للأندية بات أقرب من أي وقت مضى، وسيتصدره ريال مدريد كطموح وحيد يلاحق به شبح موسم بلا ألقاب. فالفيردي بوضوح يقرّ بأن استعادة البريق تعتمد على:
- توحيد الصفوف بين اللاعبين القدامى والجدد.
- إستراتيجية هجومية متوازنة تجمع بين الإبداع الإيطالي والتكتيك الإسباني.
- روح قتالية لا تلين كما عودت جماهير الملكي على مدى عقود.