رحلة الموسم والأرقام القياسية
قاد سلوت الفريق إلى سلسلة من النتائج المميزة منذ الجولة الأولى. سجل ليفربول 88 نقطة من 38 مباراة، بتحقيق 27 انتصاراً وتعادل 7 مرات، بينما تعرض للهزيمة في 4 مواجهات فقط. وبلغ صافي الأهداف +52، ما يؤكد التوازن بين الخطين الدفاعي والهجومي. وفي سياق هذه الحصيلة، تَميز أداء روبرتسون بمتانته الدفاعية وتمريراته الحاسمة، حيث قدم 8 تمريرات حاسمة، وأسهم في الحفاظ على نظافة الشباك في 14 مباراة.
واستعاد الفريق نغمة الانتصارات في اللحظات الحاسمة، كما حدث في الجولة الخامسة والثلاثين حين قلب تأخره أمام توتنهام بهدفين إلى فوز 3–2، بفضل ثنائية من دييغو جوتا ومساهمة فنية لافتة من روبرتسون في الهدف الفاصل. وأظهرت تلك المباراة مدى قدرة اللاعبين على الاستجابة النفسية والبدنية لمطالب الضغط المتواصل خلال المنافسة على اللقب.
أهمية الجماهير ودورها المحوري
لم يخفِ روبرتسون تأثره بحضور الجماهير بعد طول غياب قسري نتيجة جائحة كورونا. واستطرد اللاعب:
“عندما سُمح بعودة المشجعين في الملاعب الموسم الماضي، شعرنا بعودة الروح، لكننا لم نحظَ بالاحتفال الكامل إلا الآن. رؤيتهم يقفون ويغنون ويرددون نشيد النادي كانت دفعة معنوية للجميع”.
على مدرجات أنفيلد، تخللت الأهازيج كلمات خاصة باسم اللاعب الاسكتلندي، تقديراً لدوره القيادي داخل وخارج الملعب. وقالت إحدى الجماهير: “روبرتسون يُمثل روح انضباط وشجاعة هذا الفريق، ولطالما رفع معنوياتنا بصوته القيادي وتشجيعه للزملاء”.
المقارنة مع حقبة كلوب

في موسم 2019–2020، حقق ليفربول لقبه الأول بعد ثلاثين عاماً من الغياب، وإشراف يورغن كلوب. لكن الظروف الصحية منعت اللاعبين والجماهير من مشاركة الفرحة على أرض الملعب، حيث أُقيم الحفل في استاد فارغ، مع بث لافتتاح الكأس عبر الشاشات العملاقة. أما اليوم، فتكاد لا تغيب الصورة التقليدية لاحتضان المشجعين للاعبين ورشهم بغزارة من المشروبات والشماريخ الملونة.
وعلى الرغم من أثر ذلك اللقب التاريخي، يؤكد روبرتسون أن الإثارة الحقيقية لم تكتمل إلا عندما تسمع الصافرات والتهليل من الجماهير، وهو ما تحقق أخيراً:
“كنت أظن أننا لن نشعر بإثارة الفوز كما كان يجب في 2020، لكننا الآن نعوض ذلك كله وأكثر”.
مفاتيح فنية لنجاح الموسم
عاصر روبرتسون تحولاً كبيراً في أسلوب اللعب بعد انتقال القيادة من كلوب إلى سلوت، حيث انتقل الفريق من الضغط المكثف التقليدي (Gegenpressing) إلى خطة أكثر مرونة تعتمد على بناء اللعب من الخلف والتمرير السريع بين الخطوط. وقد برزت أهمية ظهيرين قادرين على الانطلاق في الأجناب، وكان روبرتسون مثالاً لذلك سواء عبر التسابق مع ترينت ألكسندر-أرنولد أو بالمرور العمودي الذي خلق فرصاً تكررت عبر الموسم.
وفي المؤتمر الصحفي عقب مباراة الحسم، أوضح سلوت:
“القوة الدفاعية التي أظهرها الظهيران وأسلوب التمركز الممتاز في العمق جعلوا روبرتسون وشريكه ألكسندر-أرنولد من أبرز العناصر في الدوري، وهو سر نجاحنا”.
آفاق الموسم المقبل

مع بلوغ الموسم ذروته، ينظر ليفربول الآن إلى تحدٍ مزدوج: الحفاظ على اللقب ومواصلة المنافسة الأوروبية بعد موسم استثنائي على الصعيد المحلي. ويشرح روبرتسون:
“نحن ندرك أن الحفاظ على اللقب أصعب من الحصول عليه، لكن لدينا الحافز اللازم، وثقتنا بسيلوت وبلاعبين شباب سينضمون قريباً لتعزيز التشكيلة”.
ومن المتوقّع أن تستثمر الإدارة في ضم لاعب وسط مدافع جديد وفرص هجومية إضافية، دون المساس بروح الفريق التي رفعتهم إلى القمة. ويقول لاعب الوسط الإسباني فابيان رويز في تصريحات نقلتها "موندو ديبورتيفو":
“الانسجام هذا الموسم اتضح أنه أقوى من أي اسمٍ بمفرده، واللعب بروح الأسرة هو ما جعلنا نتفوق على مانشستر سيتي رغم استثماراتهم الضخمة”.
خاتمة
بهذا اللقب، يحتفل ليفربول بعودته إلى القمة بشكلٍ كامل، ويكتب أندرو روبرتسون فصلاً جديداً في مسيرته التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بأكبر لحظات النادي. وبينما يتنسّم أنفيلد عبق التاريخ ويُداعب مدرجاته الزغاريد والأعلام الحمراء، يثبت "المدافع الوفي" أن الإصرار والتواضع والعمل الجماعي قادران على إضافة معانٍ جديدة للاحتفال بكأس الدوري. ويظل السؤال الأهم: هل سيتمكن "الريدز" من مواصلة التتويج في العام المقبل أم ستأتي حقبة جديدة من المنافسة القوية؟